أوجه التعاون بين الحوثيين والإخوان.. التفاصيل
تحليل جديد نشره موقع “المشهد العربي” يظهر تخادم جماعة الإخوان المسلمين في اليمن مع ميليشيات الحوثي الإرهابية.
ووفق التحليل الذي حمل عنوان: “الحوثيون والإخوان وجهان لعملة واحدة“، فإنّ هناك الكثير من أوجه الشبه بين الجماعتين، منها أنّهما توظفان وتستغلان الدين الإسلامي لأجندات التنظيمين وداعميهما.
وأضاف التحليل أنّ الإخوان والحوثيين شوهوا صورة الإسلام أمام معتنقي الديانات الأخرى، وإظهار الإسلام بمظهر الطوائف والمذاهب والجماعات المتناحرة، كما أنّ ثقافة العنف والإرهاب تجمعهما في التعامل مع معارضيهما، هذا بالإضافة إلى ارتباط ونشوء واستمرار التنظيمين وأنشطتهما بأحهزة مخابرات إقليمية ودولية.
وأوضح التحليل أنّ العلاقات بين التنظيمين في اليمن مرت بمراحل عدة: المرحلة الأولى كان الإخوان يعملون فيها على إثارة النعرات المذهبية وتعميق الخلاف وتحريض أجهزة القمع والناس ضد من كانوا يسمونهم “الروافض” وغيرها من المصطلحات، بل إنّهم كانوا أحد أهم أسباب اندلاع مواجهات صعدة بين جماعة الحوثيين وأجهزة الأمن والجيش اليمني في توظيف سياسي لم يخفَ على لبيب، لاستمرار وتجدد ما عرف بحروب صعدة الـ (6).
أمّا المرحلة الثانية، وفق التحليل، فقد تجلت بالتنسيق بين الإخوان والحوثيين خلال ثورة شباط (فبراير) 2011م، والسيطرة على منصاتها وأجندتها وتحركاتها، والتي حولت الثورة إلى أزمة سياسية مستفحلة.
وفيما يتعلق في المرحلة الثالثة، فقد بدأت بعد الإطاحة بالرئيس صالح وسيطرة الإخوان على الحكم، ومرحلة الحوار الوطني ومخرجاته التي هدفت إلى الالتفاف على قضية الجنوب أوّلاً، وعلى قضية صعدة ثانياً، وإدخال البلاد في أزمة جديدة قادت إلى حرب 2015م ثالثاً.
وبيّن التحليل أنّه خلال حرب 2015، المستمرة حتى الآن، حرص حزب الإصلاح على ألّا تؤدي الحرب إلى هزيمة الحوثيين، من خلال عدم مقاومتهم في الشمال، وتشجيع حرب الحوثيين على الجنوب…، حتى وصلت العلاقة بين التنظيمين إلى مستوى التخادم والتنسيق.
أمّا سياسياً، فقد أكد أنّ تحركات وأنشطة إخوان اليمن في الداخل والخارج شكلت دعماً سياسياً للحوثي، وهو الذي يمد من بقائه في المشهد اليمني عموماً وفي الجنوب خاصة، وكل هذا التخادم لإقصاء الجنوب من حقه في استعادة دولته، فكل تحرك عسكري للقوات الجنوبية، سواء كان ضد الحوثيين أم ضد القاعدة، كان يقابله تحرك سياسي إخواني (داخلي – خارجي) لوقف تقدم القوات الجنوبية، كما حصل على مشارف ميناء الحديدة، حيث سارع الإخوان المسيطرون على قرار الشرعية اليمنية إلى التوقيع على اتفاق استوكهولم في 12 كانون الأول (ديسمبر) 2018، وهو الاتفاق الذي شكّل طوق نجاة للحوثيين الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة، وتبرير ذلك على أنّه سيبقي الشمال تحت سيطرة الحوثيين، مع أنّ الإخوان في حقيقة الأمر كانوا بهذا التصرف يدركون أنّهم يخدمون الحوثيين وإطالة أمد الحرب.
في حين بدا تخادم الجماعتين عسكرياً، في معارك بيحان ومأرب والبيضاء، حيث سلمت القوات الموالية للإخوان مواقعها للحوثيين، بل افتعلت الجماعة معارك على الخطوط الخلفية للقوات الجنوبية التي كانت تتقدم باتجاه مأرب، أو على صعيد تسليم جبهات في الشمال في نهم والجوف وحجور وعتمة لصالح الحوثيين، فضلاً عن عمليات تهريب وبيع الأسلحة “الشرعية” للحوثيين، وتمرير أعمال تهريب الأسلحة عبر محافظات المهرة وحضرموت ومأرب والجوف إلى الحوثيين.
والأكثر من ذلك، وفق التحليل، اغتيال عدد من قادة الجنوب ومن قادة المقاومة في الشمال، وخاصة في مأرب وتعز، كمصلحة مشتركة لكل من الحوثيين والإخوان.
أمّا عن العلاقات الاقتصادية، فقد عطل الإخوان كل محاولات تحرير الاقتصاد من هيمنة الحوثيين، وخاصة في مجالات الاتصالات والطيران والصناديق والبنوك والمساعدات الدولية، بحيث ظل الحوثيون يستحوذون على مئات المليارات من الريالات ويستخدمونها لتعويض خسائرهم في السلاح والمعدات ولشراء غيرها، وكذلك في مجال العملة والمضاربة بها وانسيابها إلى صنعاء، والتلاعب بأسعار العملة والسلع، وتعطيل الخدمات في المناطق المحررة.
وعلى الصعيد الإعلامي أوضح التحليل سعي الإخوان لتزييف وتشويه الحقائق عن الحرب والمعارك وزرع روح الانهزام والإحباط لدى المقاومين للحوثيين في الشمال وتشويه القوات الجنوبية والتحريض عليها وعلى قوات الأمن والقادة الجنوبيين، كما حصل ضد النخبتين الشبوانية والحضرمية وأمن عدن ولحج وسقطرة، وتغطية وتبرير جرائم الحوثيين والقاعدة وداعش.
وتابع: “وكذلك افتعال معارك إعلامية وفبركات وإشاعات ومحاولات إشعال نار الفتن بين القوى المناهضة للحوثيين وبين كل من السعودية والإمارات وبين الجنوبيين والتحالف، إلى جانب النشاط الإعلامي الهدام الذي صبّ في خدمة الحوثيين.
ومن الواضح أنّ الحوثيين والإخوان في تنسيق دائم بكل أمور الحرب والسلام، وفي طريقهم إلى إعلان ذلك علناً، وبدرجة قد تصل إلى التحالف بينهما ضد الجنوب أوّلاً، وضد التحالف ثانياً.