ميليشيات الحوثي تتاجر بفلسطين
لم يكتفوا بالمتاجرة بأوجاع اليمنيين، بل عبرت مخالبهم الحدود نحو غزة لجعلها مطية يحصدون عبرها الأموال تحت شعارات زائفة.
وكعادته، ركب الحوثي موجة الأحداث الساخنة في المنطقة، خصوصا الحرب الدائرة بين غزة وإسرائيل، لخدمة أجندته ومصالحه المشبوهة، مستغلا عواطف اليمنيين ومشاعرهم تجاه القضية الفلسطينية.
آخر تقليعات المليشيات، إطلاق حملة لجمع الأموال من التجار ورجال الأعمال في صنعاء ومناطق سيطرتها، بزعم دعم المقاومة الفلسطينية، بينما هي تسعى -بحسب مراقبين- للكسب المادي والإثراء من وراء هذه الممارسات.
والمليشيات بهذا الفعل تسير على خطاها في استغلال تعاطف اليمنيين مع القضية الفلسطينية، تماما كما استغلت من قبل رفضهم لتردي الأوضاع، واستثمرت احتجاجات شعبية عفوية وظفتها للانقلاب على الدولة.
وقالت مصادر يمنية في صنعاء إن “مليشيات الحوثي أجبرت عشرات التجار على دفع أموال من ملايين الريالات بزعم دعم المقاومة الفلسطينية”.
وتداول ناشطون يمنيون صورة أحد السندات التي وزعتها مليشيات الحوثي في صنعاء تظهر شعار وختم حركة “حماس” في جمع الأموال من المواطنين والتجار في مناطق سيطرتها، معتبرين أن الحوثيين حوّلوا حرب غزة إلى غنيمة.
“مآرب دنيئة”
المحلل السياسي اليمني عبدالملك اليوسفي يرى أن “مليشيات الحوثي تعودت على توظيف القضايا المحورية لخدمة مآربها الدنيئة، فهي أساسا قائمة على توظيف الدين في سوق لا يجوز إقحامه فيه كونه من المقدسات، بهدف تجييش العواطف، ناهيك ببقية القضايا الأقل شأنا من الدين”.
ويقول اليوسفي إن “الحوثيين استغلوا مصطلحات كالوطنية والحديث عن الوطن كشعارات فقط، ثم هي تخرّب كل شيء له علاقة بالوطن، بل أنهكت المواطنين، وفعلت كل الخبائث بحق الشعب الذي تتغنى به كذبا”.
وأضاف أن المليشيات قامت في انقلابها على أساس توظيف معاناة اليمنيين حين رفضوا “الجرعة السعرية” بعد اضطرابات عام 2011، واستغلتها كرافعة قادتها إلى اقتحام صنعاء في 2014، ثم ما لبثت أن ضاعفت معاناة المواطنين بشكل أسوأ بعد استيلائها على السلطة.
وتابع: “الحوثيون اليوم يوظفون القضية الفلسطينية لتجييش العواطف، رغم أن الحركة الحوثية أكبر عدو للقضية الفلسطينية، ولم تقدم لها أي شيء سوى الكلام والشعارات الفارغة”.
وأكد اليوسفي أن “اليمنيين معتادون على هذه الجماعة في توظيف كل شيء تحت راياتها الحقيرة، لكن الواقع يقول إن الناس باتت تدرك كذب وزيف هذه الجماعة الإرهابية، وأصبحت عندهم بديهيات مسلم بها أن الحوثيين إذا قالوا شيئا فإنهم يعرفون أن الحقيقة عكس ذلك”.
شعارات واهية
من جانبه، يجزم الخبير في شؤون الجماعات الدينية والكاتب السياسي، صالح باراس، أن “الحوثيين مجرد أدوات في المنطقة، ولا يمكن لهم تحرير الوطن الفلسطيني مهما اشتغلت الماكينة الإعلامية لدولة إقليمية نافذة في استثمار دماء غزة”.
ويقارن باراس بين “لافتات الحوثيين الجدارية التي ظنوا أنهم أرهبوا إسرائيل بها، وبين أهل فلسطين ممكن يتعرضون لحرب إسرائيلية الآن”.
وأكد أن فلسطين “قضية كل عربي، لكن ليس مقبولا أن يتم استغلالها لصالح شعار فارغ يسمونه زورا مشروع المقاومة والممانعة”.