بين التصعيد أو التهدئة.. الصراع في غزة يصل إلى مفترق الطرق
شكّلت فاجعة المستشفى المعمداني في غزة مفترق طرق للحرب بين إسرائيل و”حماس“، أيا كان المتسبب بها.
ويتوقع مراقبون أن تشكل الفاجعة التي أدت إلى مقتل وإصابة المئات حافزا للحد من حدة الحرب، ولكن يرى آخرون أنها قد تصعدها وتوسعها بالمنطقة.
وتبادلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية الاتهامات بشأن المسؤولية عن الانفجار الذي وقع في مرآب المستشفى، وسط ترقب دولي.
وقالت تل أبيب، إن صاروخا فاشلا أطلقته حركة “الجهاد الإسلامي” تسبب بالفاجعة، في حين قال الفلسطينيون ومؤسسات حقوقية محلية ودولية إنه نجم عن قصف صاروخي إسرائيلي.
بايدن يتبنى رواية إسرائيل
لكن الرئيس الأمريكي جو بايدين، الذي أفجعته المشاهد المروعة للمستشفى وهو في طريقه إلى إسرائيل، تبنى رواية تل أبيب التي حملت “الجهاد الإسلامي” مسؤولية القصف الذي أوقع أكثر من 500 قتيل جُلهم من الأطفال والنساء، وحمّل في الوقت ذاته حركة حماس.
وقال بايدن خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تل أبيب: “شعرت بحزن عميق وغضب شديد بسبب القصف الذي وقع على المستشفى في غزة، وبناء على ما رأيته يبدو أن ذلك تم من قبل الطرف الثاني”.
وبعد القصف الذي تعرض له مستشفى “المعمداني”، كتب بايدن على حسابه في “إكس” (تويتر سابقا): “أشعر بالغضب والحزن العميق إزاء الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي في غزة، وما نتج عنه من خسائر فادحة في الأرواح”.
مضيفا “فور سماعي بهذه الأخبار، تحدثت مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وأصدرت توجيهات لفريقي للأمن القومي لمواصلة جمع المعلومات حول ما حدث بالضبط”.
وأكد أن “الولايات المتحدة تؤيد بشكل لا لبس فيه حماية حياة المدنيين في أثناء النزاع، ونحن نحزن على المرضى والعاملين الطبيين وغيرهم من الأبرياء الذين قتلوا أو جرحوا في هذه المأساة”.
وكانت إسرائيل ضغطت منذ إعلان الفاجعة لقبول المجتمع الدولي أقوالها بأن لا علاقة لها بالهجوم.
ولكن ردود الفعل الدولية لم تأت كما أرادت، وهو ما يضعها في مأزق.
وتخشى إسرائيل من أن الفاجعة ستؤدي إلى خفض الدعم الغربي لها لمواصلة حربها في غزة.
وفي المآسي المشابهة في الحروب السابقة، أدى سقوط عدد كبير من الضحايا الفلسطينيين إلى تسريع دولي في إنهاء الصراع.
ولم يتضح ما إذا كان هذا هو الحال في الحرب الحالية أم لا.
ضربات أقل.. صدمة الفاجعة أم تكتيك مع زيارة بايدن؟
انخفاض في عدد الهجمات الجوية الإسرائيلية والضربات الصاروخية الفلسطينية منذ الإعلان عن قصف المستشفى.
ولكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك نتيجة الفاجعة أم كإجراء من قبل الطرفين بسبب وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة.
وكانت توقعات سادت بانخفاض منسوب الحرب خلال زيارة بايدن إلى إسرائيل التي أعلنت منذ 7 أكتوبر الجاري، أنها في حالة حرب بعد هجوم “حماس” على غلاف قطاع غزة.
وهو ما ذكرته الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، أن المستوى السياسي الإسرائيلي أوعز إلى الجيش بوقف هجماته الجوية في قطاع غزة خلال زيارة الرئيس الأمريكي.
وتسود عدة سيناريوهات محتملة للتطورات :
أولا، أن تضغط الولايات المتحدة الأمريكية على إسرائيل، للتقليل من منسوب هجماتها الجوية على غزة، وأن تقيم ممرات إنسانية لإدخال الإمدادات للقطاع.
وأن تكون العملية البرية محدودة، ولا تنتهي بإعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة.
ثانيا، أن تعمل الإدارة الأمريكية مع المجتمع الدولي لطرح مبادرة سياسية تعود بموجبها السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة وإنهاء حكم “حماس” في القطاع، وهو الهدف المعلن لإسرائيل لهذه الحرب.
ثالثا، أن تواصل تل أبيب حربها لعدة أسابيع من أجل إعادة إثبات “الردع” الإسرائيلي.
رابعا، أن تتوسع الأزمة وتتحول إلى حرب إقليمية.