الدعم السريع يحقق تقدماً مستمراً وانتصارات تمتد إلى شمال دارفور
تكثف قوات الدعم السريع عملياتها العسكرية للسيطرة على مقرات الجيش في أقاليم دارفور وكردفان والخرطوم، بعد أن نجحت في توسيع نطاق توسعها على أكثر من جبهة، وتستعد حاليا للتوجه إلى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مع التأكيد على أنها مستعدة للسلام في حال تجاوب الجيش السوداني.
ورغم النجاحات العسكرية المتتالية، ذكر مصدر عسكري مقرب من قوات الدعم السريع بأنها تعتزم إبقاء الوضع في المؤسسات الحكومية كما هو عليه تجنبا للتصعيد بالتزامن مع مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع منذ الخميس الماضي.
وتجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الخميس، في محيط القيادة العامة للجيش بشرق الخرطوم، وعند سلاح المهندسين جنوب أم درمان، وفق ما أفاد شهود وسكان.
وقال الشهود أنهم سمعوا أصوات انفجارات قوية في محيط قيادة الجيش وتصاعد سحب الدخان بكثافة من المكان. وتحدث سكان عن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط سلاح المهندسين بجنوب أم درمان.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن نائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، في مقطع فيديو التحرك للسيطرة على جميع ولايات السودان وجميع مواقع الجيش في البلاد.
ونشرت قوات الدعم السريع المقطع المصور عبر منصة إكس من داخل الفرقة 21 بمدينة زالنجي وسط دارفور.
قائد ثاني الدعم السريع يخاطب الأشاوس من داخل الفرقة 21 مشاة زالنجي ويعلن التحرك لجميع الولايات .#معركة_الديمقراطية#حراس_الثورة_المجيدة#دارفور_تتعافى pic.twitter.com/utMWLML5YH
— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) November 1, 2023
ودعا دقلو، في وقت سابق، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان للاستسلام لقواته، التي اتهم الجيش بقصفها جواً في زالنجي وسط دارفور.
وهاجم البرهان قائلاً “لم يتبقَّ لك شيء… لا يوجد جيش يقاتل. أنتم الآن تدافعون في القيادة العامة من داخل البيدروم ويومياً نحن متقدمون وسنتسلمها منكم”.
وأعلنت الدعم السريع الأربعاء الاستيلاء على الفرقة 21 مقر قيادة الجيش في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور. بعد أيام قليلة من سيطرتها على مقر الفرقة 16 في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، وهي ثانية كبرى المدن السودانية ومركز قيادة الجيش في الولايات الغربية.
ولم تكن الهجمات العسكرية التي نفذتها قوات الدعم السريع على الحامية العسكرية للجيش السوداني بمدينة نيالا والثانية من حيث الحجم والأهمية بعد الخرطوم، مجرد هجمات روتينية لجهة التحشيد والإعداد المبكر لمهاجمة المدينة الاستراتيجية والاستيلاء عليها.
وقال دقلو إن قوات الجيش هاجمتها بذخائر من طائرة أنتونوف. ودعا البرهان إلى رفع يده عن القوات المسلحة؛ كما دعا من وصفهم بعناصر النظام السابق داخل الجيش إلى الاستسلام لقواته.
وأكد دقلو إنهم مع السلام الحقيقي. ودعا في مقطع مصور مساء الخميس خلال تخريج مجموعة من جنوده، المواطنين في المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع بتشكيل إدارات محلية قوامها أبناءها من المديرين التنفيذيين عدا (الكيزان).
وأكد أن قادة الفرقة 21 في زالنجي انسحبوا من مقر القيادة نافيا في الوقت نفسه انسحاب الجيش من مقر القيادة في نيالا بل هزيمته. وسخر من وصف قواته بالأجانب القادمين من النيجر، وأكد في الوقت نفسه التواصل الاجتماعي بين السودانيين ودول الجوار.
ويحرص دقلو على إشراك الحركات المسلحة المتعددة في إدارة الأزمة، حيث أثنى على دور قوات حركات الكفاح المسلح داعيا لإشراكها في تأمين المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع. كما دعاها لعدم السماح لقوات الجيش باللجوء إليها عند هروبها من مواجهة الدعم السريع أسوة بما حدث في الفاشر الاربعاء.
وبرزت في الفترة الأخيرة مواقف لافتة لبعض الحركات المسلحة لاسيما في إقليم دارفور، على غرار حركة تحرير السودان التي أكد زعيمها وحاكم الإقليم مني أركو مناوي إنه على تواصل مع قوات الدعم السريع. وقبلها بأيام كانت حركة تحرير السودان جناح مناوي وحركة العدل والمساواة برئاسة جبريل إبراهيم تبرأتا من بيان للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام وصف قوات الدعم السريع بـ”الميليشيا المتمردة” ودعا “لمحاسبتها”.
وأعرب دقلو عن استغرابه في استمرار أفراد الجيش من غير منسوبي الحركة الإسلامية في القتال الدائر. وقال إن الحركة الإسلامية خاصة علي كرتي واسامة عبدالله وصلاح قوش هم من يديرون البرهان . وأوضح إن استهداف الدعم السريع جاء بسبب مشاركتها في التغيير في 11 ابريل، ثم الضغط لتوقيع لاتفاق سلام جوبا ثم الاتفاق الإطاري.
واستؤنفت، الخميس الماضي، المفاوضات بين قوات الجيش والدعم السريع التي انطلقت في جدة في مايو (أيار) برعاية سعودية أميركية. ونجحت في التوصل إلى عدد من الهدن قصيرة الأجل. واندلع القتال بين الجانبين منتصف أبريل نيسان بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.