تركيا

لصلتها بحزب العمال الكردستاني.. تركيا تجمد أصول منظمات في أوروبا


 

 جمدت أنقرة الأصول المحلية لعشرين منظمة و62 فردا يتخذون من دول أوروبية وأستراليا واليابان مقرات لهم، واتهمتهم بأنهم على صلات بحزب العمال الكردستاني، فيما يبدو أنها حملة لتجفيف مصادر تمويله، بينما وعدت بالموافقة على انضمام السويد إلى الناتو قريبا حيث يعتبر ملف الحزب الكردي من معوقات هذا الانضمام.

وأعلنت وزارة الخزانة والمالية التركية إن القرار “استند إلى أسباب منطقية” بسبب ارتكابهم أفعالا تقع ضمن نطاق قانون منع تمويل الإرهاب، وتضمنت القائمة ثلاث منظمات لها مقرات في ألمانيا وسويسرا، حيث تقيم جالية كردية كبيرة، كما شملت منظمتين في كل من أستراليا واليابان وإيطاليا. بحسب ما نشرت الجريدة الرسمية في تركيا الأربعاء.

وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وكانت أطلقت مبادرة العدالة الدولية للكرد، في ديسمبر عام 2021 حملة لشطب اسم الحزب من “قائمة الإرهاب”. في أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

وتنتشر المنظمات الأخرى المشمولة في القرار عبر النمسا وبلجيكا والمملكة المتحدة والدنمارك وفرنسا والسويد والنرويج والعراق وسوريا، وتضمنت القائمة منظمة واحدة من السويد، وهي مؤسسة جمع التبرعات الكردية (رودا سولين) التي تقول حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي إنها منظمة مساعدات إنسانية.

ويسلّط اعتراض تركيا على انضمام السويد لحلف الناتو، على علاقتها بحزب العمال الكردستاني. وتقول أنقرة إن حزب العمال الكردستاني يقوم بتأمين مصادر دخل كبيرة له في السويد، عبر تجارة وتهريب الأسلحة والمخدرات والسرقة، ويخلق مصادر دخل عبر مؤسسات إعلامية تروّج له.

ويمتلك التنظيم مكاتب تمثيلية في العديد من الدول والمدن الأوروبية ومنها السويد، حيث افتتح مكتب في ستوكهولم في أبريل/نيسان 2016، حسب تقرير لوكالة الأناضول.

وتسمح السلطات السويدية لأنصار حزب العمال الكردستاني بالتظاهر ورفع أعلام، تحت مسمى “حرية التعبير”.

وقالت الأناضول أنه خلال عملياتها العسكرية ضد تنظيم ضد الحزب بين 2017 – 2021، ضبطت السلطات التركية مضادات دبابات من طراز “AT-4” السويدية.
ويتعبر هذا الملف من أبرز أسباب تعنت تركيا في مسألة انضمام السويد إلى الناتو.

وقدمت السويد وفنلندا طلبين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في مايو/ أيار من العام الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وأبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتراضات على الطلبين حينئذ بسبب ما وصفه بحماية الدولتين الاسكندنافيتين لمن تعتبرهم تركيا إرهابيين، علاوة على الحظر الذي يفرضانه على الصفقات الدفاعية.

 وصدقت تركيا على طلب فنلندا في نيسان/أبريل الماضي، لكنها أبقت السويد في حالة ترقب، حتى توافق على ما تطالب به تركيا.

وتطالب تركيا السويد باتخاذ المزيد من الخطوات لكبح جماح الأعضاء المحليين في حزب العمال الكردستاني الذي يصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جماعة إرهابية، وذلك مقابل التصديق على انضمام السويد للحلف، وهو ما يناقشه البرلمان التركي حاليا.

وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم الأربعاء نقلا عن نظيره التركي هاكان فيدان إنه من المتوقع أن تصدق تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي في غضون أسابيع، وأضاف “لم يحدد وزير الخارجية التركي موعدا لكنه قال إنه يتوقع أن يتم التصديق على بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي في غضون أسابيع. هذا ما أخبرني به يوم أمس”.

وبروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” معلق منذ مايو 2022، وهو يتطلب إجماع أعضاء الحلف الـ31، وتركيا والمجر آخر عضوين يعرقلان انضمامها، بعد أن تمت المصادقة في مارس/أذار على انضمام فنلندا.

ورغم كشف بيلستروم المهلة الزمنية التي أعلنها نظيره التركي، فإنه أبدى حذرا في هذا الخصوص. وأضاف خلال لقاء مع الصحافة قبل اجتماع وزاري في بروكسل “بالطبع لا نعتبر أي شيء مسلما به”.

وأوضح أيضا أنه التقى نظيره المجري بيتر زيجارت، الذي أكد من جانبه أن المجر “لن تكون الدولة الأخيرة” التي تصادق على الانضمام.

وبدأ البرلمان التركي دراسة بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، منتصف نوفمبر.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قد رفع معارضته في يوليو، مشيرا إلى أن “القرار النهائي يعود للبرلمان التركي”، وذلك بعدما مارس ضغوطا لأشهر على المسؤولين السويديين، منددا بـ”تساهلهم” تجاه بعض اللاجئين الأتراك والأكراد المتهمين بـ”الإرهاب” من قبل أنقرة.

من جانبها، أعربت وزيرة الخارجية الفنلندية، إيلينا فالتونين الثلاثاء، عن “خيبتها”، مؤكدة أن الدول الحليفة “كانت تأمل في أن يتم الانضمام خلال اجتماع الناتو“. وقالت إنها تأمل بأن تتم عملية الانضمام “قبل عيد الميلاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى