توفي الدبلوماسي الأمريكي المخضرم، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابق هنري كيسنجر عن (100) عام الأربعاء، بعد أن ترك عمله مستشاراً للأمن القومي ووزيراً للخارجية في عهد رئيسين أثراً لا يمحى من السياسة الخارجية الأمريكية، وقاده للحصول على جائزة نوبل للسلام في حدث أثار الكثير من الجدل.
كيسنجر الذي أدّى دوراً دبلوماسياً محورياً خلال الحرب الباردة “توفي في منزله بولاية كونيتيكت”، وفقاً لما أعلنته شركته (كيسنجر أسوشيتس)، التي لم تذكر أيّ ملابسات في بيان الخميس، وقالت: إنّ جنازته ستُجرى في مراسم عائلية خاصة، على أن تتبعها في وقت لاحق مراسم تأبين عام في مدينة نيويورك.
وبينما وصفته وكالة الصحافة الفرنسية بأنّه عملاق الدبلوماسية الأمريكية، ذكرت (رويترز) أنّ كيسنجر الحائز على جائزة نوبل للسلام ترك بصمة لا تُمحى على السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة جهوده في (3) مجالات؛ هي إخراج أمريكا من حرب فيتنام، وفتح العلاقات الدبلوماسية مع الصين، وتقليل التوترات مع الاتحاد السوفييتي.
ولعقود من الزمن بعد ذلك، أكسبه عمله مع الرئيس نيكسون والرئيس جيرالد فورد دور رجل الدولة الأكبر في الحزب الجمهوري عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية.
وُلد كسنجر في جنوب ألمانيا عام 1923، حيث كان والده مدرساً، وفرت عائلته من ألمانيا النازية، وجاءت إلى الولايات المتحدة في عام 1938، وفق مؤسسته الاستشارية.
وأضافت: “بعد أن أصبح مواطناً أمريكياً في عام 1943، خدم في فرقة الجيش الرابعة والثمانين من عام 1943 إلى عام 1946، وحصل على النجمة البرونزية لخدمته الجديرة بالتقدير، وانضم بعد ذلك إلى فيلق الاستخبارات المضادة في ألمانيا حتى عام 1959”.
وأطلق كيسنجر عجلة التقارب بين واشنطن وكلّ من موسكو وبكين في سبعينيات القرن الماضي، وقد حاز في 1973، تقديراً لجهوده السلمية خلال حرب فيتنام، جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الفيتنامي لي دوك ثو.
ظلّ كيسنجر حتى وفاته فاعلاً في الساحة السياسية الدولية، ولم يثنه تقدّمه في السنّ عن السفر ولقاء العديد من قادة العالم، وكان آخرهم الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي التقاه في تمّوز (يوليو) الفائت في الصين.
وكان كيسنجر نشطاً بعد مرور (100) عام على عمره. حيث حضر اجتماعات في البيت الأبيض، ونشر كتاباً عن أساليب القيادة. وأدلى بشهادته أمام لجنة في مجلس الشيوخ حول التهديد النووي الذي تشكله كوريا الشمالية.
وفرض كيسنجر نفسه وجهاً للدبلوماسية العالمية عندما دعاه الجمهوري ريتشارد نيكسون إلى البيت الأبيض في 1969 ليتولى منصب مستشار الأمن القومي. ثم وزير الخارجية. وقد شغل المنصبين معاً من 1973 إلى 1975. وبقي سيد الدبلوماسية الأمريكية في عهد جيرالد فورد حتى 1977.
في تلك الفترة أطلق الانفراج مع الاتحاد السوفياتي. وتحسنت العلاقات مع الصين في عهد ماو، خلال رحلات سرية لتنظيم زيارة نيكسون التاريخية إلى بكين في 1972.