«COP28».. الشباب يصنعون الفارق في معركة المناخ
تمكين وإشراك الشباب في قيادة العمل المناخي أحد الأهداف التي وضعتها الرئاسة الإماراتية لمؤتمر «COP28» نصب أعينها منذ وقت مبكر.
يعتبر مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، المنعقد حالياً في مدينة إكسبو دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، ليس فقط الأشمل لمختلف الفئات، بل الأكثر مشاركة للشباب في تاريخ مؤتمرات الأطراف.
وأكدت دولة الإمارات، في أكثر من مناسبة، أهمية تمكين وإشراك شباب العالم في رسم السياسات وإجراءات الحد من التغيرات المناخية، كما أطلقت العديد من البرامج المنصات الشبابية، التي تتيح فرصا فريدة لمشاركة الشباب من مختلف أنحاء العالم، في قيادة العمل المناخي، لعل أبرزها «رائد المناخ للشباب»، وبرنامج «مندوبي الشباب الدولي للمناخ»، ومنصة «شباب من أجل الاستدامة».
ودعت البعثة الإماراتية الدائمة لدى الأمم المتحدة، في عدة رسائل، عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى «تعزيز التنمية الاجتماعية، بما يشمل دمج وتمكين أصحاب الهمم، لضمان مشاركتهم الفاعلة في المجتمع، ومواصلة بناء الشراكات مع دول العالم، وتبادل أفضل الممارسات والتجارب الرائدة في كافة المجالات».
ونظراً لأن مؤتمر الأطراف «COP28» يسعى إلى مناقشة وصياغة حلول عملية لمشاركة الشباب بشكل أكثر فاعلية في قضايا المناخ، والخطط والأنشطة المقبلة، بالتعاون مع الجهات المعنية، فقد خصصت رئاسة المؤتمر اليوم التاسع، الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول، لموضوعات الشباب والأطفال والتعليم والمهارات، في بداية فعاليات الأسبوع الثاني للمؤتمر.
رائد المناخ للشباب.. صوت أصحاب المصلحة
يتمتع «رائد المناخ للشباب» بموقع فريد ليكون بمثابة حلقة الوصل بين رئاسة مؤتمر الأطراف وأصحاب المصلحة من الشباب، فضلًا عن تنسيق الدور الذي يمكن أن يقوم به الشباب بين مختلف الأطراف، وسكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، بالإضافة إلى تعميم مشاركة الشباب في مفاوضات مؤتمر «COP28»، وحشد مدخلات ونتائج جوهرية لسياسات الشباب.
تم تصميم دور رائد المناخ للشباب لتعظيم عمل المنظمات التي تركز على الشباب ضمن عملية مؤتمر الأطراف، ويهدف هذا الدور إلى إيصال أصوات جميع الأشخاص، الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، مع التركيز بشكل خاص على الشباب من المجتمعات الأكثر ضعفاً، مثل الشعوب الأصلية، وذوي الإعاقة، والمجتمعات الأكثر عرضة للخطر.
وتعتبر رائدة المناخ للشباب في «COP28» شما المزروعي هي أول رائدة مناخ للشباب على الإطلاق تتولى منصباً وزارياً، حيث تشغل موقع وزيرة تنمية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون مسؤولة عن التعامل مع الشباب على مستوى العالم، ويشمل ذلك العمل مع أصحاب المصلحة المحليين والعالميين لتوفير فرص بناء القدرات للشباب، بالإضافة إلى آليات لتمويل ابتكارات الشباب في هذا المجال.
وتشغل شما المزروعي أيضاً منصب الأمين العام لمجلس التعليم والموارد البشرية، ورئيس الأولمبياد الخاص الإماراتي، ورئيس المركز الوطني لجودة التعليم، ورئيس مجلس أمناء جامعة زايد.
وقالت رائدة الشباب في «COP28» إن دولة الإمارات وضعت استراتيجية شاملة تتضمن 4 أهداف، هي:
- إعلاء صوت الشباب وتسهيل مشاركتهم في مؤتمر الأطراف.
- تمكين الشباب من خلال التعليم والمعرفة التخصصية في مجال المناخ.
- اعتماد مشاركة الشباب بشكل رسمي في الإجراءات الوطنية والإقليمية والدولية المرتبطة بالمناخ ودعم المبادرات الشبابية.
- تمكين الشباب من تولي دور قيادي في العمل المناخي، من خلال تعزيز وصولهم للمنصات الداعمة لهم.
-
حصاد «COP28» في أسبوع
برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ
وفي إطار استعداداتها لاستضافة أكبر حدث للعمل المناخي في العالم، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة برنامج «مندوبي الشباب الدولي للمناخ»، الذي يتيح منصة فريدة لمشاركة الشباب من مختلف أنحاء العالم في المفاوضات الدولية خلال مؤتمر «COP28».
يهدف برنامج مندوبي المناخ الشباب إلى ضمان إشراك الشباب في العمل المناخي، وبناء قدرات الشباب من خلال الوعي والتدريب، وتمكينهم من اتخاذ خطوات عملية من أجل المناخ، فضلاً عن عرض النموذج الإماراتي لتمكين الشباب في «COP28».
وعقد الاجتماع الرسمي الأول لمندوبي المناخ الشباب، في شهر أبريل/نيسان الماضي في مدينة دبي، بمشاركة أبرز جهات العمل الشبابي والمناخي في الدولة، بهدف التعاون والتنسيق وتبادل الأفكار والخبرات، وضمان أفضل الاستعدادات في الفعاليات على الطريق إلى «COP28».
شارك في الحوار ممثلو رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28»، وفريق عمل رائد المناخ للشباب، ومركز الشباب العربي، والمؤسسة الاتحادية للشباب، حيث عرضت كل جهة مجموعة متنوعة من الأنشطة، التي تم تصميمها لتعزيز إشراك الشباب، وتمكينهم للريادة في مجال مواجهة تغير المناخ على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
منصة شباب من أجل الاستدامة
كما أطلقت دولة الإمارات منصة «شباب من أجل الاستدامة»، وهي مبادرة استراتيجية تابعة لشركة «مصدر»، برعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وتستضيف المنصة العديد من الأنشطة ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف «COP28».
يركز برنامج منصة «شباب من أجل الاستدامة» على تكريس دور الشباب في جهود التنمية المستدامة، ومواجهة التغير المناخي، إلى جانب إفساح المجال أمام قادة مستقبل الاستدامة، لمشاركة أفكارهم وآرائهم.
وأكد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أهمية دور الشباب في دعم جهود معالجة تحديات تغير المناخ، مشيراً إلى أهمية تمكين الشباب، وتزويدهم بالمهارات والكفاءات اللازمة لقيادة جهود العمل المناخي، وتبادل الآراء والأفكار حول الحلول المقترحة للتحديات المناخية العالمية، من أجل بناء مستقبل أكثر استدامةً.
أبرز جلسات يوم الشباب والأطفال والتعليم والمهارات
يسعى اليوم التاسع لمؤتمر «COP28» إلى مناقشة تمكين الشباب من تشكيل نتائج مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ وما بعده، لا سيما بالنظر إلى المخاطر والآثار غير المتناسبة الناجمة عن تغير المناخ على الأطفال والشباب، كما يتناول الاستفادة بالتعليم لسد فجوة المهارات في الوظائف الخضراء، وذلك عبر مجموعة من الجلسات منها:
-
رئيس COP28 يبحث مع رئيسة وزراء إيطاليا رفع الطموح المناخي
- من الأكثر ضعفاً إلى الأكثر قيمة: وضع حقوق الأطفال في قلب العمل المناخي.
- الاجتماع الوزاري لشراكة قادة الغابات والمناخ.
- تسليط الضوء بشكل خاص على الاستثمار في الصحة اليوم وغداً.
- الحوار الوزاري الرفيع المستوى للعمل المناخي القائم على الثقافة.
- «COP28»: الوتيرة والتقدم والتأثيرات.
- تغذية الكوكب واستدامة المستقبل: إعادة تصور الوجبات المدرسية من أجل صحة الكوكب والطفل.
- متحدون من أجل الإجراءات المناخية: الدعوة إلى التكنولوجيا والابتكار الدوليين.
- الاجتماع الوزاري لتحالف الطموح العالي من أجل الطبيعة والناس.
- تغير المناخ والمحاكم: وجهات نظر قضائية بشأن التقاضي المناخي.
- الحدث الوزاري لمعهد البلدان الأمريكية للتعاون في مجال الزراعة (IICA).