مندوب روسيا يهاجم أمريكا بلسان أهل غزة
لم يجد بدا من التحدث بلسان أهل غزة لتوجيه سهام حادة لأمريكا التي أجهضت مشروع قرار يدعو لوقف فوري للحرب في القطاع.
سابقة يسجلها دميتري بوليانسكي نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة، باستخدامه اللغة العربية خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة، ناقشت مشروع قرار إماراتي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية.
في البداية، تحدث المندوب الروسي بلغته أولا، لكن لاحقا غيرها إلى اللغة العربية ليقول: “والآن ألتفت إلى إخواني العرب بلغتهم”.
وأضاف أن “روسيا تدعو إلى وقف حلقة العنف، إثر التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي الذي نشهده منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
وتابع: “نضم صوتنا إلى العديد من النداءات لوقف إطلاق النار المستدام والعودة إلى حل الأسباب الجذرية لهذا النزاع وإبعاد الكارثة الإنسانية عن قطاع غزة”.
وبحسب المندوب الروسي “تستنكر موسكو بالقطع أي عمل يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، كما لا نقبل بأي مخططات للتهجير القسري لسكان غزة إلى الجنوب وهو عبارة عن نكبة جديدة بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني“.
سهام لأمريكا
وفي كلمته، أردف بوليانسكي: “تدعم بلدي كل المبادرات البناءة لمجلس الأمن الرامية إلى فتح الطريق أمام التسوية الجدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وذلك على خلفية محاولات أحد أعضاء المجلس لإبطاء وإفشال هذه الجهود المشتركة”.
وفي ما تقدم، يشير المندوب الروسي إلى واشنطن التي استخدمت في النهاية حق النقض. ” الفيتو” لإجهاض القرار.
وقال بوليانسكي: “وفي وجه هذه المخططات المشكوك فيها. كانت روسيا ولا تزال تقف إلى جانب الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة. في حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.والتي قد تتعايش في السلام والأمن مع جارتها إسرائيل”.
ومضى يقول إن “روسيا تستعد لمضاعفة جهودها من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود. اعتمادا على المرجعية الدولية المعروفة بما فيها قرارات مجلس الأمن. ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام وذلك بالتنسيق مع شركائنا الفاعلين”.
وختم: “وفي هذا السياق، تدعم روسيا مشروع قرار مجلس الأمن .الذي اقترحته دولة الإمارات العربية المتحدة وندعو كل زملائنا في المجلس إلى التصويت لصالحه اليوم”.
سياق إنساني مروّع
بعد شهرين على بدء الحرب في غزة وعمليات القصف الإسرائيلية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة. إنّ “كلّ هذا يحدث في سياق إنساني مروّع”. مشيراً إلى أنّ “الناس يائسون وخائفون وغاضبون”.
واتجه جزء كبير من السكان الذين شرّدتهم الحرب. والبالغ عددهم 1,9 مليون نسمة، إلى جنوب القطاع، لتتحوّل مدينة رفح الحدودية مع مصر إلى مخيّم ضخم للاجئين.
ومع تزايد عدد القتلى من العاملين في المجال الطبي والإنساني. طالب الجمعة مشروع قرار قدمته إلى منظمة الصحة العالمية 17 دولة عضو وفلسطين ذات الوضع الخاص. إسرائيل بالاحترام الكامل لالتزاماتها بحماية هذه الطواقم في قطاع غزة.
ودعا مشروع القرار إسرائيل إلى “احترام وحماية” العاملين في المجال الطبي .والإنساني المكلّفين حصرياً بالمهام الطبية، وكذلك المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). فإنّ 14 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة، كانت لا تزال تعمل بالإمكانات المتوفّرة