تصويت أممي مرتقب على وقف النار بغزة
قال دبلوماسيون، الأحد، إنه من المرجح أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة، الثلاثاء، على “مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة”.
وتناقش الجمعية العامة، في جلسة استثنائية طارئة، مشروع القرار الجديد الذي قدمته مجموعة الدول العربية والذي يطالب بـ”وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، والتزام جميع الأطراف بالقانون الدولي”.
وتأتي هذه الخطوة بعد استخدام الولايات المتحدة يوم الجمعة حق النقض (الفيتو) ضد مطلب مماثل في مجلس الأمن الدولي.
وتلزم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن، بينما لا تُعَد القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ملزمة لكنها وسيلة لحشد التأييد الدولي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول اعتمدت الجمعية العامة قرارا، بتأييد 121 صوتا مقابل 14 صوتا رافضا وامتناع 44 عن التصويت، يدعو إلى “هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية”.
كما يأتي الاجتماع بعد يومين من استخدام الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
دعوة صينية لهدنة
ودعت الصين، الأحد، إلى هدنة في قطاع غزة والاستجابة للأزمة الصحية المتفاقمة هناك، مؤكدة أن السبيل الرئيسي للخروج من هذا الصراع يكمن في حل الدولتين.
وذكرت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” أن تشن شو، رئيس البعثة الصينية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، شدد على “الضرورة الملحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ووضع حد للعنف”.
جاء ذلك خلال جلسة خاصة نظمها المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية حول الوضع الصحي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال تشن إن الصين، التي تشعر بقلق بالغ إزاء تجدد العنف في قطاع غزة، تدعو أطراف الصراع إلى “ضبط النفس وتوفير فرص السلام ومنح الناس السلام والاستقرار”.
وأضاف أن الصين تدعو المجتمع الدولي، وخاصة الدول التي تتمتع بنفوذ فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية-الإسرائيلية، إلى “لعب دور مسؤول في تعزيز وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وحماية حقوق المدنيين في العيش والصحة”.
وأوضح أن “حل الأزمة الصحية له أهمية قصوى”، قائلا إنه “يجب على جميع الأطراف ألا تدخر جهدا لضمان سلامة الطواقم الطبية والمرافق الصحية”، مؤكدا أنه “من الضروري دعم فلسطين في إعادة بناء البنية التحتية الطبية وتطوير الصحة العامة”.
وشدد تشن على أن “حل الدولتين هو السبيل الأساسي للخروج من الأزمة الحالية، وأنه يجب استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية على الفور”.
حماية المدنيين
وفي ذات السياق، حث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين الفلسطينيين في حربها مع حركة حماس.
وقال بلينكن إن على إسرائيل إيلاء “أهمية” لحماية المدنيين في غزة والتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وأضاف بلينكن في تصريحات لبرنامج (حالة الاتحاد) على شبكة (سي.إن.إن): “الشيء المهم هو التأكد من أن العمليات العسكرية وضعت على نحو يضمن حماية المدنيين”.
وتابع قائلا: “أعتقد أن النية موجودة. لكن النتائج لا تظهر من تلقاء نفسها دائما”.
ومن بين الخطوات التي قال بلينكن إن الولايات المتحدة “لا تراها بما فيه الكفاية” هي “أوقات وأماكن وطرق عدم الاشتباك” التي من شأنها أن تسمح للعمليات الإنسانية بتوصيل المساعدات وتساهم في إبعاد المدنيين عن الأذى.
وشقت القوات الإسرائيلية طريقها إلى وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة اليوم الأحد بعد قتال عنيف خلال الليل، فيما قصفت الطائرات الحربية مناطق غربي المدينة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس بعد أن شن مسلحو الحركة هجمات على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين.
وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس إن نحو 18 ألف فلسطيني قتلوا في الحرب منذ ذلك الحين، بينما أصيب 49500. وهناك آلاف آخرون في عداد المفقودين ويعتقد أنهم لقوا حتفهم.
وأعاقت الولايات المتحدة جهدا بالأمم المتحدة يوم الجمعة لفرض وقف لإطلاق النار، وهو خيار يعتقد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أنه “لن يفيد سوى حماس“.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس السبت إن إدارة الرئيس جو بايدن استخدمت أيضا سلطة طوارئ للسماح ببيع نحو 14 ألفا من قذائف الدبابات لإسرائيل دون مراجعة الكونغرس.