اليمن.. هل تخضع قوات الانتقالي لإمرة الإخوان؟
نفى الناطق العسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي التصريحات الرسمية. التي تتحدث عن دمج قوات المجلس ضمن هيكل وزارة الدفاع في الحكومة الشرعية.
وقال محمد النقيب في مداخلة مع قناة (عدن المستقلة). التابعة للمجلس: “إنّ ما يجري في الواقع العملي هي عملية ترتيب وتنظيم وحصر ومساواة مرتبات للقوات المسلحة الجنوبية والأمن. هذا ما تعمل عليه اللجنة الأمنية العليا. والحديث عن الدمج لا صحة له مطلقاً”، وفق ما نقل موقع (المشهد اليمني).
وأضاف: “هذا السؤال طرح علينا في عام 2016م. ومفترض ألّا يطرح علينا في عام 2024م لا يجوز، فقد تجاوزناه”، مشيراً إلى غرابة هذا الطرح.
وخلال الأيام الماضية بدأت وزارة الدفاع تحركات لدمج كافة القوات المناوئة للميليشيات الحوثية تحت مظلة الوزارة، وذلك دعماً لتوجهات مجلس القيادة الرئاسي. الذي يشارك فيه (3) من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وسبق أن أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في بداية تسلّمه مهامه كرئيس للسلطة اليمنية المعترف بها دولياً أنّ توحيد المؤسسة العسكرية .والأمنية ودمج كافة التشكيلات العسكرية جزء من برنامجه.
وكخطوة عملية في هذا الاتّجاه قام بتشكيل لجنة أمنية وعسكرية مشتركة “لإعادة هيكلة قوات الجيش والشرطة، ولتحقيق الأمن والاستقرار”.
وأطلع وزير الدفاع اليمني محسن الداعري خلال اجتماع انعقد مؤخراً مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، أطلع العليمي على مستجدّات “توحيد القيادة .والسيطرة لكافة وحدات القوات المسلحة والتشكيلات العسكرية المنضوية ضمن تحالف الحكومة الشرعية تحت إمرة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة. بما يحقق تكامل القوات تحت هيكل قيادة وطنية موحدة وفقاً لما نص عليه إعلان نقل السلطة”.
ويقول متابعون للشأن اليمني: إنّ سيطرة الإخوان على قسم مهم من قوات الشرعية هو عامل تعقيد إضافي لجهود توحيد تلك القوات. إذ لا يمكن لأكثر المراقبين تفاؤلاً أن يتصوّر إمكانية أن تخضع قوات الانتقالي لإمرة ضباط من جماعة الإخوان التي يتهمها المجلس بترك معاقلها في شمال اليمن للحوثيين. والتوجّه إلى مناطق الجنوب لتحويلها إلى مناطق نفوذ بديلة لها، وفق ما نقلت (العرب اللندنية).
وقد انبنت القوات المسلّحة الجنوبية بشكل تدريجي على مدى الأعوام الماضية، حتى تحوّلت إلى رقم صعب في المعادلة الأمنية والعسكرية في المناطق الخارجة عن سيطرة الحوثيين. وذلك بفعل الدور الذي لعبته سواء في صدّ زحف قوات الحوثي على مناطق جنوب اليمن أو في طردها من المناطق التي دخلتها بالفعل.
كما لعبت تلك القوات دوراً مفصلياً في مواجهة تنظيم (القاعدة) .الذي حاول استغلال حالة عدم الاستقرار في البلاد للسيطرة على عدد من المناطق. وخصوصاً في محافظتي البيضاء وحضرموت اللتين طرد منهما بمساهمة كبيرة من قبل القوات الجنوبية.
وعلى عكس القوات التابعة للسلطة اليمنية التي يسيطر على جزء مهم منها. حزب (التجمّع اليمني للإصلاح)، ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن. تتمتّع قوات المجلس الانتقالي بدرجة عالية من الوحدة والانضباط تحت إمرة قائدها الأعلى عيدروس الزبيدي رئيس المجلس.
وكانت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي قد تمكّنت من إنهاء سيطرة الإخوان المسلمين على محافظة شبوة النفطية. وتمثّل محافظة حضرموت الآن نموذجاً على فرض الوجود بالقوة العسكرية. حيث تقف قوات الانتقالي حاجزاً أمام طموح حزب (الإصلاح). لمدّ سيطرته من معقله بمنطقة الوادي والصحراء إلى ساحل المحافظة.