بوتين يدعو الروس إلى التصويت في الانتخابات
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الروس إلى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقررة من 15 حتى 17 آذار/مارس للتعبير عن وطنيتهم في “فترة صعبة” يمرّ بها البلد. في ظل مزاعم من المعارضة بالتزوير والتلاعب.
وقال بوتين، في خطاب بثه التلفزيون الحكومي ليلا مع مقتطفات نقلتها وسائل الإعلام الروسية صباح اليوم الخميس، “أنتم فقط، مواطنو روسيا، من تحددون مصير الوطن”.
ومن المقرر أن يتوجه الروس إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي تختتم الأحد المقبل، حيث يسعى بوتين للفوز بولاية أخرى مدتها ست سنوات.
وتعد إعادة انتخاب بوتين أمرا محسوما في ظل غياب أي منافس جدي، لكن السلطات تبذل قصارى جهدها لتقديم الانتخابات بصورة مقنعة.
وقال بوتين إن “الانتخابات هي خطوة نحو المستقبل”. كما أشار بإيجاز إلى الحرب على أوكرانيا، التي أطلقها في شباط/فبراير 2022، مشيدا بالجنود الروس على “شجاعتهم وبطولاتهم”.
ولفت إلى إجراء الانتخابات في الأراضي الأوكرانية التي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني خلال الحرب.
وتعد الانتخابات، التي نظمتها موسكو في مناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون في أوكرانيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، غير قانونية بموجب القانون الدولي ولا يتم الاعتراف بها كانتخابات على المستوى الدولي.
ويدلي الروس بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية في الفترة من 15 إلى 17 آذار/مارس الجاري. ويطالب معارضو الكرملين بعدم الاعتراف بالنتيجة لأن الانتخابات لا تفي بالمعايير الديمقراطية، حيث لاحظ مراقبون مستقلون حالات تزوير وتلاعب.
ولم تسمح لجنة الانتخابات المركزية لأي مرشح معارض بالترشح في الانتخابات، وهناك آخرون في السجن أو فروا إلى الخارج، مما يعني أن بوتين ليس لديه معارضة جدية.
وفي الشهر الماضي فقط، لفظ المنشق أليكسي نافالني، المعارض المعروف للكرملين والذي تعرض للاضطهاد لفترة طويلة من قبل الحكومة، أنفاسه الأخيرة في السجن.
ومن المتوقع أن تبقي الانتخابات بوتين في السلطة حتى عام 2030، أي حتى يبلغ من العمر 77 عاما، مع احتمال فوزه بولاية إضافية حتى عام 2036 بفضل تعديل للدستور تم إجراؤه قبل أربع سنوات.
ويواجه بوتين انتقادات واسعة من الغرب تترجمها حرب إعلامية ضارية يتبادل فيها الطرفين الاتهامات بالتضليل ونشر المعلومات الكاذبة، وفي أحدث معركة كلامية بين الطرفين قال الكرملين الخميس إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع وسائل إعلام رسمية بشأن الأسلحة النووية لا تشكل تهديدا باستخدامها، واتهم الولايات المتحدة بتعمد إخراج التصريحات عن سياقها.
وقال بوتين في التصريحات التي نشرت الأربعاء إن روسيا مستعدة من الناحية الفنية لحرب نووية وأنه إذا أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى أوكرانيا فإن ذلك سيعتبر تصعيدا كبيرا للصراع.
وتعليقا على تصريحات بوتين، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير للصحفيين إن واشنطن تفهم أن الرئيس الروسي كان يعيد التأكيد على العقيدة النووية لموسكو، لكنها اتهمت روسيا بنشر خطاب نووي “متهور وغير مسؤول” على مدى الصراع الأوكراني.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم إن بوتين كان يجيب فقط على أسئلة أحد الصحفيين ويعيد التأكيد على الظروف المعروفة جيدا التي ستضطر فيها روسيا نظريا إلى استخدام الأسلحة النووية.
ولفت بيسكوف الانتباه أيضا إلى حقيقة أن بوتين قال في نفس المقابلة إن فكرة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا لم تخطر بباله أبدا.
وردا على سؤال حول تعليقات البيت الأبيض، قال بيسكوف “كان هذا تعمد إخراج شيء ما عن سياقه. ولم يوجه بوتين أي تهديدات بشأن استخدام الأسلحة النووية في هذه المقابلة. كان الرئيس يتحدث فقط عن الأسباب التي قد تجعل استخدام الأسلحة النووية أمرا لا مفر منه”.
وأضاف “هذه هي الأسباب الواردة في وثائقنا ذات الصلة والمعروفة في جميع أنحاء العالم. علاوة على ذلك، لم ينتبه الجميع في الغرب عمدا إلى قوله بأنه لم يخطر بباله أبدا استخدام الأسلحة النووية التكتيكية (في أوكرانيا) على الرغم من الأوضاع المختلفة التي تطورت أثناء القتال”. وقال بيسكوف “هذا تشويه متعمد للسياق وعدم رغبة في الاستماع إلى الرئيس بوتين”.