تصريحات ياسر العطا ما هي إلا تبرير فشل المؤسسة العسكرية في حسم حرب السودان
فئة عريضة من المواطنين أصابتهم الدهشة العارمة عندما قام الفريق أول ركن/ ياسر العطا بالهجوم الحاد على دولة الإمارات العربية في يوم الأربعاء 29 نوفمبر الماضي 2023، متهما إياها بدعم قوات “الدعم السريع” عبر مطارات أفريقية.
فكان تساؤل المواطنون بعفوية شديدة حول مغزى الهجوم المفاجئ علي دولة الإمارات، في هذه الظروف التي تمر بها البلاد؟!!
وهل هذا التصرف فردي محض صدر من ياسر ولا يمثل جهة نظر أسياده؟!!
أم هو بالفعل رأي السلطة الحاكمة في بور تسودان؟ !!
أم أنه رأي البرهان وتبرع ياسر نيابة عنه، للأداء والتصريح به؟!!
لهذا لم يكن غريبا على الاطلاق، أن تساؤل المواطنين بحيرة شديدة، لماذا انفرد ياسر دون الأخرين من الجنرالات بالهجوم على دولة الإمارات وليس أي شخص أخر؟!!، وهل تلقي ياسر الضوء الاخضر من رئيسه البرهان بالهجوم علي الإمارات وتشاد وجنوب السودان؟!!
إلا أن لجوء العطا إلى الإيحاء بأن ثمة مؤامرة حيكت ضد الجيش هدفه تبرير فشل المؤسسة العسكرية في حسم الحرب. ويقول مراقبون إن ياسر العطا يعلم أن التطاول قد يلفت إليه الأنظار داخليا وخارجيا، لكنه لا يعلم أن خطاب المزايدات منهج اتبعه أنصار النظام السابق ولم يفلح في تغيير الحقائق على الأرض، ما أوقعه في فخ حاول هو وغيره من قادة الجيش إنكاره أكثر من مرة ألا وهو تزايد التعاون والتنسيق بينهم وبين أجنحة مختلفة تمثل نظام الرئيس السابق عمر البشير.
مرت الأيام ونفوذ ياسر العسكري والسياسي يزداد كل يوم أكثر قوة على حساب بقية الجنرالات والقياديين العسكريين والوزراء في الحكومة الهشة، بل حتى أن شهرته فاقت مكانة مالك عقار/ نائب رئيس مجلس السيادة، واكتسب ياسر شهرة بانه لم يهرب من القيادة العامة في الخرطوم مثل البرهان ونائبه العسكر الفريق أول/ شمس الدين كباشي ويقود المعارك في العاصمة المثلثة، ورغم انشغاله بالمعارك لم ينسي أن يدلي بتصريحات متواصلة مثيرة للجدل.
كما أدلي ياسر بتصريح خطير في يوم 16 ديسمبر الماضي 2023، اتهم فيها دولة تشاد انها تستخدام المطارات التشادية من أجل إيصال الدعم العسكري لقوات “الدعم السريع”، مبينا أن ذلك يتم بمعرفة نافذين في القيادة التشادية، كان ياسر العطا قبلها قد اتهم في كلمة أمام أعضاء جهاز المخابرات العامة في أم درمان دولًا منها تشاد وأوغندا بدعم قوات الدعم السريع، ولفت إلى أنها ترسل كميات من الإمدادات إلى قوات الدعم السريع عبر أوغندا وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد، وأضاف: “نحن نحترم الشعب التشادي وتربطنا معه أواصر دم لكن داخله بعض العملاء والمرتزقة من الشعوب الأفريقية، إنهم عملاء الاستعمار الحديث”.
ولم تسكت تشاد على هذه التصريحات وبادرت بطرد أربعة دبلوماسيين سودانيين أشخاصًا غير مرغوب فيهم وأمرتهم بمغادرة البلاد خلال (72) ساعة بسبب ما وصفتها بأنها “تصريحات خطيرة” لمسؤولين سودانيين اتهموها بالتدخل في الصراع في بلدهم… كل هذا تم والبرهان على علم تام بتصرفات ياسر الغير مسؤولة، والتي جرت البلاد الي حرب باردة ما لها علاقات طيبة مع الشعب السوداني وتساعده بإستمرار في أزمته التي خلقها الجيش وفلول نظام البشير!!
واصل ياسر تصريحاته الهجومية، وفي مقطع فيديو وجه حديثا إلى جنود سودانيين وهو يتهكم على دولة كينيا ورئيسها وليام روتو، وقال فيه “قوات شرق أفريقيا خليها فى محلها، تريد تأتي بالجيش الكيني تعال (دع قوات شرق ليبيا في مكانها، وإن كنت – رئيس كينيا– تريد الإتيان بالجيش الكيني فَأْتِ به”، وأقسم على عدم عودة أي من هذه القوات إنْ أتت، ملمحا إلى وجود “دولة ثالثة اشترت كينيا”، دون أن يذكر اسم هذه الدولة.
لمع نجم ياسر بعد أن كشفت صحيفة “وطن” في يوم 6 فبراير الماضي 2023 خبر نقلا عن مصادر عسكرية سودانية مطلعة بأن الاستخبارات العسكرية في منطقة “أم درمان” اعتقلت، 3 ضباط بالجيش السوداني كانوا يخططون لاغتيال الفريق ياسر العطا عضو مجلس السيادة السوداني.
وكشفت هذه المصادر أن محاولة الاغتيال كانت تستهدف قائد كبير بالجيش السوداني وهو الفريق العطا، لافتة إلى أن الضباط الثلاثة الذين تم اعتقالهم أحدهم برتبة مقدم والآخران برتبة رائد. وأن الضباط المعتقلون كانوا يخططون لاغتيال الفريق ياسر العطا عضو مجلس السيادة في السودان والمشرف على العمليات العسكرية بأم درمان، والذي هاجم الإمارات علانية في خطاب مصور له قبل أسابيع.
أخر تصريحاته كانت في يوم السبت 16 مارس الحالي، وقال فيه إن “الجيش لن يسلم السلطة إلى قوى سياسية مدنية من دون انتخابات”، مؤكدًا أن قائد الجيش سيكون خلال الفترة الانتقالية هو “رأس الدولة والمشرف عليها”.
بعد هذه التصريحات أعلاه وتصريحات أخري كثيرة مثيرة للجدال والنقاش كان قد أدلى بها ياسر خلال الأربعة شهور الماضية ، وايضا بعد ظهوره المتكرر في وسائل الاعلام السودانية، ظهر سؤال في الساحة السودانية مفاده، “هل آلت كل الصلاحيات والامتيازات والسلطة التي كان يتمتع بها “حميدتي” أبان عمله السابق في مجلس السيادة الي ياسر العطا؟ !!، هل قصد البرهان التقليل من مكانة نائبه/ مالك عقار وأن يكون الثقل العسكري والسياسي عند ياسر؟!!
من منا لا يعرف ما هي الصلاحيات والامتيازات والسلطة الواسعة بلا حدود التي تمتع بها الفريق أول/ “حميدتي” اثناء فترة عمله في المجلس العسكري الانتقالي .وانتقلت معه إبان فترة عمله في مجلس السيادة .ولم تنزع منه الا في يوم 19 مايو 2023 – أي بعد مضي (34) يوم من بدء الحرب.
والسؤال المطروح بشدة اليوم ويبحث عن إجابة من عالم عليم بشخصية ياسر العطا مفاده:
هل هذا الصعود المفاجئ لياسر طموح شخصي لا اكثر ولا أقل؟!!
أم وراءه ضباط القوات المسلحة بعد أن يئسوا من إصلاح البرهان؟!!
أم هو صعود ولمعان بإيعاز وتوجيه من الحركة الاسلامية؟!!
وهل يشكل هذا الصعود المتواصل خطورة على مستقبل البرهان؟!!