كيف سيرد الإخوان على الإجراءات المرتقبة ضدّهم في بريطانيا ؟
بعد أن فقد الإخوان جاذبيتهم وقوتهم في المنطقة العربية، يخشى قادتهم من فقدان حاضنتهم البديلة داخل بعض الدول الأوروبية، وفي مقدمتها بريطانيا، حيث أنشأت الجماعة شبكة واسعة ومنظمة بصورة محكمة من الجمعيات الخيرية والمساجد والمشاريع الاقتصادية.
وتنذر الإجراءات المرتقبة في بريطانيا ضد العديد من المنظمات التابعة للإخوان في ضوء التعريف الجديد للتطرف بخطوات لتقويض هياكلها ومنابع تمويلها، قد تكون شبيهة بتلك التي تعرضت لها في مصر وبعض الدول العربية، لأنّ ما تشكله من خطر على المجتمع البريطاني ربما لا يقل خطورة عما شكلته على بعض المجتمعات العربية، بحسب ما أكدته صحيفة “العرب”.
وذكرت الصحيفة أنّ الإخوان، الذين يتمتعون منذ سنوات بامتيازات كبيرة في بريطانيا، يتحسبون من تقرير حكومي يصدر قبل نهاية شهر آذار/مارس الجاري، يحدد التهديدات التي يتعرض لها التماسك الاجتماعي في المملكة المتحدة، وقد يتضمن حظر العديد من المنظمات، ما يقيد فرص قادتها في الحصول على تمويلات مختلفة، ومقابلة المسؤولين وحضور المناسبات الحكومية.
وتستعد منظمات إسلامية، وعلى رأسها المجلس الإسلامي في بريطانيا، لتقديم طلب للحكومة للمراجعة القضائية بشأن تعريفها الجديد للتطرف، حيث بات يشمل كل “ترويج أو تعزيز للأيديولوجيات القائمة على العنف أو الكراهية أو التعصب، الهادفة إلى تدمير الحقوق والحريات الأساسية أو تقويض أو استبدال الديمقراطية البرلمانية الليبرالية في بريطانيا، أو خلق بيئة للآخرين عن عمد لتحقيق تلك النتائج”.
وبحسب مقال الصحيفة، فمن المرجح أن يعمد مجلس مسلمي أوروبا، وهو أهم أذرع الإخوان، إلى بدء مواجهة مضادة مع الحكومة البريطانية بتوظيف برامج لمواجهة الإسلاموفوبيا، واستثمار الحرب في قطاع غزة لتوفير مصادر تمويل بديلة للتنظيم.
وتتحالف جماعات ومنظمات قريبة من جماعة الإخوان في بريطانيا، رغم الدوافع التنافسية بينها، وتنسق معاً ضد تدابير مكافحة التطرف والإرهاب.
ويبدو أنّ خطة المنظمات التابعة للإخوان في التعامل مع الإجراءات الجديدة لن تختلف عن سابقتها من خلال تكثيف الدعاية ضد تدابير مكافحة التطرف، بوصفها جزءًا لا يتجزأ من كراهية الإسلام، وهي قيمة تكتسب دلالة العنصرية في العديد من الأوساط السياسية.
فقد بات هناك ما يطلق عليه البريطانيون “لوبي عرقلة إستراتيجية مكافحة التطرف” بسبب كثرة التدابير والبرامج التي جرى طرحها في السابق واعتياد الإسلاميين التعاطي معها وتفريغها من مضمونها. وتُؤسَس أنشطة هذا اللوبي على مساعي إقناع مسلمي بريطانيا بأنّ جهود مكافحة التطرف تشكل تهديدًا لعقيدتهم واعتداءً على مجتمعهم وحقوقهم.
هذا وتستغل منظمات تابعة لجماعة الإخوان في بريطانيا وعددها يقترب من الستين منظمة الحدود غير الواضحة بين مصطلحات الأصولية والتطرف والتشدد والإرهاب وربطها بالإسلام لتغذية الاستقطاب الاجتماعي وجعل المجموعات المسلمة متحفزة ضد أي إجراء يمس أنشطة الإسلاميين.
وسعت جماعة الإخوان للهيمنة على دول في الشرق الأوسط عبر الزعم بأنّها الممثلة الحقيقية للمسلمين والمعبرة عن الإسلام، وقدمت نفسها في بريطانيا كوسيط رسمي للربط بين المسلمين البريطانيين وتمثيلهم في المحافل العامة ولدى الدوائر الحكومية، والتعويل على الدعم الخارجي.