داعش يُعيد تنظيم صفوفه في سوريا والعراق
مستفيدًا من تصعيد إسرائيل ضد إيران في سوريا. يتجه تنظيم داعش لبعث ثان لخلافته على غرار ما حصل قبل عشر سنوات عبر توسيع نطاق عملياته داخل عمق مناطق سيطرة خصومه. والتموضع في مناطق حيوية للإيحاء بأنه حاضر داخل نطاق جغرافيا واسعة.
وشن التنظيم خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس الماضيين هجمات وُصفت بالأعنف والأكثر دموية منذ هزيمته في العام 2019. خلّفت قتلى وجرحى في صفوف الجيش السوري في محافظات الرقة ودير الزور.
واستطاع تنظيم داعش إظهار مقدرة على شن هجمات كبيرة في مناطق محصنة أمنيًا تقع تحت سيطرة الحكومة السورية. والترويج لنفسه كطرف وحيد يقوم بقتال النظام السوري. وفقاً لمقال تحليلي نشرته صحيفة “العرب”.
ويعزز نشاط التنظيم خارج مناطق اختبائه بالبادية السورية حظوظه في تدعيم صفوفه. لأهمية هذه العمليات دعائيًا. بالتزامن مع السمعة التي اكتسبها عالميًا عن طريق نشاط ذراعه الخارجية داعش خراسان.
ومن الملاحظ أنه كلما قوي فرع داعش خراسان الذي تُسند إليه العمليات الخارجية قوي مركز التنظيم في سوريا، بما يؤشر على وجود ترابط وثيق بينهما. وأن ما يجمعهما هو علاقة تكامل ودعم خططي ولوجستي متبادل. بخلاف ما يتصوره البعض بشأن افتراضات التنافس على من يقبض على مقاليد التنظيم بالكامل.
وتُؤسَس خطط داعش المستقبلية بوصفه تنظيمًا عابرًا للحدود يمتلك فروعًا قوية منتشرة حول العالم على الانطلاق من مركز قويّ في سوريا والعراق معقل خلافته الأولى. ولنجاح هذه الخطط يحرص التنظيم على شن هجمات نوعية ضد خصومه بعمق مناطق سيطرتهم داخل سوريا.
ويستمد داعش قدرته على تنفيذ عمليات كر وفر نوعية تستهدف طرق إمداد الجيش في محيط البادية في عمق دير الزور والسلمية من تمركزه الجيد. والحفاظ على وجود مستمر في البادية السورية الممتدة بمحاذاة الحدود العراقية من حمص وحتى الرقة.
ويستفيد التنظيم من البيئة العشائرية والقبائلية وهي المثالية لاحتضان التنظيم .لمنحه قدرة وحرية في الحركة. علاوة على أن جغرافيا البادية الصحراوية الشاسعة تضمن له البقاء فترة طويلة لما توفّره من مساحات للتخفي.
ويجد داعش في استهداف إسرائيل بكثافة المصالح والقوات .والقيادات الإيرانية في سوريا فرصة سانحة لتجريب التوسع .والتمركز ولو لوقت قصير ببعض المناطق التي تمثل ثقل الدولة السورية وحلفائها الإيرانيين عسكريًا وأمنيًا.