كيف تحولت جنوب لبنان لمنطقة مهجورة بعد الضربات الإسرائيلية؟
أدت التوترات المتصاعدة والضربات عبر الحدود التي أودت بحياة أكثر من 70 مدنيًا في لبنان إلى تحويل أجزاء من الجنوب إلى مدن أشباح، وقد فر السكان تاركين منازلهم معرضة لخطر الدمار.
مدن أشباح
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن الحفرة الضخمة التي تحتوي على مرتبة مشوهة مدفونة تحت كومة من الغبار والحجر هي كل ما تبقى من المبنى الذي كان قائمًا في هذه البقعة قبل أيام فقط.
وقال ضابط في الجيش اللبناني في يارين، وهي بلدة حدودية تقع على خط المواجهة في واحدة من أخطر مناطق الصراع في المنطقة: “نطلق عليها اسم البركة”.
وتقع يارين على بعد كيلومتر واحد فقط من الخط الأزرق الذي حددته الأمم المتحدة، وهو الحدود غير الرسمية شديدة التقلب بين إسرائيل ولبنان.
وتابعت، أنه في كل بلدة قريبة من الخط، هناك مناظر مماثلة كالمباني التي سويت بالأرض أو اختفت وتحولت إلى حفر، وبجانبهم المباني التي تضررت، ثم صفوف من المنازل سليمة، تليها المزيد من الحفر.
وأضافت، أنه في مدينة علما الشعب، على بعد حوالي 4 كيلومترات غرب يارين، توجد بقايا ما يبدو أنها فيلا مسورة بها سيارات متوقفة – دمرت، باستثناء السياج الذي يحيط الآن بكومة من الأنقاض، وتحطمت جميع نوافذ المنازل القريبة من قوة الانفجارات.
وقال نديم صياح، صاحب الفيلا البالغ من العمر 75 عامًا، متأسفًا: “نحن ندفع ثمن كل هذا”.
وتابع: أنه كان يبقي الأضواء مضاءة طوال الوقت على أمل أن يجنب منزل الأسرة من التعرض للقصف.
وأضاف: “لقد ضاع كل شيء، المنزل والممتلكات والسيارات، لكنني سأعود في أقرب وقت ممكن، حتى لو كنت أعيش في خيمة هناك”.
وأشار جندي هناك إلى أن “صاروخًا واحدًا فعل كل هذا”.
غارات إسرائيلية
وبحسب الإذاعة البريطانية، فإن إسرائيل تشن غارات على جنوب لبنان بشكل شبه يومي منذ أن أطلق حزب الله – الجماعة الإسلامية الشيعية اللبنانية القوية – صواريخ على إسرائيل في 8 أكتوبر دعماً لحركة حماس في غزة؛ ما أدى إلى سلسلة متصاعدة من الهجمات والهجمات المضادة.
وبسبب الخطر – قُتل ثلاثة مراسلين (واحد من رويترز واثنان من الميادين) في غارات في جنوب لبنان ألقت مؤسساتهم الإخبارية ولبنان باللوم فيها على إسرائيل – زار فريق “بي بي سي” المنطقة الحدودية مع قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة واليونيفيل، حيث زعمت إسرائيل إنها لا تستهدف الصحفيين.
وتتواجد قوات اليونيفيل في جنوب لبنان منذ الانسحاب الإسرائيلي والانسحاب النهائي في أعقاب غزوها عام 1978.
وفي ماضٍ غير بعيد، أكدت قوات اليونيفيل بفخر أنها أشرفت على أطول فترة هدوء بين لبنان وإسرائيل – امتدت إلى 16 عامًا منذ الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.
وبينما كان فريق “بي بي سي” يصور، كان من الممكن سماع ما يبدو أنه طائرات إسرائيلية بدون طيار في السماء، وبعد لحظات، ظهرت على مسافة بعيدة أعمدة من الدخان الأسود الكثيف، في ما يبدو أنه ضربة إسرائيلية، ولم يكن من الممكن معرفة ما الذي أصيب، لتؤكد هذه المشاهد صحة الروايات المتعلقة بقصف الطيران الإسرائيلي للمدن والبلدات اللبنانية دون تفريقها عن معاقل حزب الله.