خبراء يحذرون من تحركات داعش
رغم التقدم المطرد الذي أحرزته الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في الحد من القدرات العملياتية للتنظيم، تصاعدت تحذيرات محللين سياسيين وخبراء من خطورة عودة تنظيم داعش في سوريا والعراق، خاصة مع تغيير التنظيم استراتيجيته وإعادة تجميع صفوفه من جديد.
ويؤكد الخبراء أن التنظيم لا يزال لديه القدرة على شن هجمات تسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين وعن معاناة إنسانية، وفق تقرير أصدره الأمين العام للأمم المتحدة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن في 9 كانون الثاني/يناير الماضي أن عناصر داعش شنوا هجوماً دامياً على حافلة عسكرية في بادية تدمر بريف حمص الشرقي، أسفر عن مقتل 14 عنصراً من القوات السورية وإصابة آخرين.
وقال منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن داعش مازال موجوداً ويهدد أمن العالم وليس سوريا والعراق فقط، مشيراً إلى أن التنظيم مازال قادراً على تنفيذ عمليات نوعية تضاعف معاناة المدنيين.
وحذر أديب، في تصريح لـصحيفة “الاتحاد”، من أن التنظيم بات أخطر مما كان عليه، لأنه تحول إلى خلايا بعضها خامل والآخر نشط، وبالتالي يصبح من الصعب مواجهتها أو تفكيكها، واصفاً خلايا التنظيم بأنها سرطانية خبيثة تنمو فجأة وتدهم وتؤثر على أمن وسلامة العالم.
ومن جانبه، حذر المحلل السياسي السوري عبدالحليم سليمان، من خطورة التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق،معتبرا أنه رغم انكسار التنظيم عسكرياً في معركة “الباغوز” قبل 5 سنوات من قبل قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي؛ إلا أنه استطاع تغيير استراتيجيته وتكتيكاته وتحركاته، وإعادة تجميع صفوفه من جديد.
وأشار سليمان، في تصريح لـ”الاتحاد” إلى أن التنظيم لا يزال يشن عملياته العسكرية في مناطق سيطرة النظام السوري، وفي البادية ودير الزور وريف حماة وبادية تدمر، وينتشر في مناطق رأس العين بالحسكة وإدلب والباب وعفرين، ومخيم “الهول” الذي يضم 44 ألف شخص، ومخيم “روج”.
هذا واستعاد العراق مؤخراً 700 من مواطنيه المرتبطين بالتنظيم من مخيم “الهول”، حيث يخضعون لبرنامج إعادة تأهيل بمساعدة وكالات دولية في محاولة لإبعادهم عن الفكر المتطرف.
وينشط التنظيم الآن في كثير من الدول، خاصة في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، وهناك تهديدات خطيرة له في آسيا وأوروبا في فرنسا والولايات المتحدة.