دلالات زيارة رئيس الإمارات لكوريا الجنوبية
زيارات خارجية تقوم بها دولة الإمارات، مما يشكل رؤية الإمارات نحو العالم في ظل ما نشده في الآونة الأخيرة، خاصة مع اتساع رقعة الحروب، وبالتالي باتت الإمارات في مصاف الدول الكبرى، خاصة مع رؤيتها “صفر خلافات”.
وتعد العلاقات الإماراتية الكورية علاقات مميزة تحمل معها المزيد من الرؤى الإستراتيجية نحو توسيع مجالات التعاون بين البُلدان، وهو ما يظهر من خلال زيارة هامة يقوم بها رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد إلى كوريا الجنوبية في زيارة دبلوماسية تستمر يومين، يبحث من خلالها سبل توسيع التعاون في عدة مجالات، خاصة أن كوريا والإمارات هما دولتان تتعاونان في مجالات مستقبلية عدة.
علاقات مميزة
تتميز العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية بالعديد من الخصائص التي أكسبتها أهمية استثنائية، ودفعتها باستمرار نحو النمو والتقدم إلى أن بلغت مستوى الشراكة الإستراتيجية الخاصة التي تجسد رؤاهما تجاه مستقبل التنمية والازدهار واستدامتهما في كلا البلدين، والإمارات وكوريا بينهم عوامل عديدة مشتركة مثل التكنولوجيا التي تسيطر علي مستقبل البلدان والبحث العلمي المميز كذلك.
وتعد الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بشراكة استراتيجية خاصة مع كوريا الجنوبية.
ونشر بن زايد تغريدة على منصة “إكس” كتب فيها باللغة العربية وأرفقها بالإنكليزية والكورية: “وصلت اليوم إلى “سيئول”، للقاء فخامة الرئيس يون سيوك يول، وبحث سبل تطوير الشراكة الإستراتيجية الخاصة بين الإمارات وكوريا، وتعزيز التعاون الاقتصادي بما يتماشى مع رؤانا المشتركة بشأن مستقبل التنمية واستدامتها في بلدينا.
العلاقات الإماراتية – الكورية نموذجًا متميزًا للعلاقات الإيجابية والبنّاءة، والإمارات حريصة على توسيع آفاقها بما يعود بالخير والنماء على البلدين والشعبين الصديقين”.
تفاصيل الزيارة الهامة
ترافق 4 طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية الكورية الجنوبية الطائرة الرئاسية الإماراتية التي تقل الرئيس الإماراتي في أجواء كوريا الجنوبية.
وقال النائب الرئيسي لمستشار الأمن الوطني في كوريا الجنوبية، كيم تيه هيو، في مؤتمر صحفي عقده يوم 23 مايو: “بما أن هذه هي أول زيارة دولة يقوم بها رئيس إماراتي سيتم الترحيب به بأعلى مستوى من حسن الضيافة”.
وتعد الإمارات الشريك التجاري الثاني خليجيًا وعربيًا لكوريا الجنوبية خلال عام 2022، حيث بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين 917 مليون دولار أمريكي خلال شهري يناير وفبراير من عام 2023، محققة نموًا بنسبة 9% مقارنة بذات الفترة من عام 2022، كما وصلت إلى 5.3 مليار دولار أمريكي خلال عام 2022 بنسبة نمو بلغت 14% مقارنة بعام 2021.
كما تعد الإمارات ثاني دولة مصدرة للنفط إلى كوريا الجنوبية، وثاني مستورد من كوريا في منطقة الشرق الأوسط، ويمثل سوق الإمارات منذ عام 2018 الوجهة الأكبر عالميًا لشركات البناء الكورية، وكذلك أكبر مستورد للسلع الكورية في الشرق الأوسط.
ويقول الباحث السياسي الإماراتي ضرار بالهول: إن الإمارات وكوريا الجنوبية لديهم علاقات متميزة على الجانب الاقتصادي والسياسي والاستثماري، حيث بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية مع كوريا الجنوبية خلال العام الماضي 2023 حوالي 5.3 مليار دولار تمثل نموًا بنسبة 12.5 بالمئة مقارنة بعام 2022، كذلك الإمارات هي الشريك التجاري الثاني عربيًا والـ 14 عالميًا لكوريا خلال 2023، وبذلك الدور الحالي للإمارات عالمياً الذي بدأ منذ النشأة وكان سببًا واضحًا في اقتراب العالم من نافذة الإمارات.
وأضاف بالهول نجحت كوريا والإمارات في تعزيز العلاقات الخاصة بالتعاون الثقافي والعلمي المميز على مختلف المسارات، ومن بينها افتتاح المركز الثقافي الكوري في أبوظبي، واستضافة مهرجان خاص بالثقافة الكورية أصبح حدثًا رئيسيًا على أجندة الفعاليات السنوية التي تشهدها الدولة، وكذلك افتتاح فرع معهد “الملك سيجونغ” في إمارة الشارقة وفي جامعة زايد بالعين اللذين يشهدان تزايدًا في أعداد الطلبة الراغبين في التعرف على اللغة والثقافة الكورية عامًا بعد آخر.
وقال الإعلامي سلطان البادي: إنه من المتوقع أن تخرج هذه الزيارة بزيادة في متانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين التي وصلت إلى علاقة إستراتيجية “خاصة” كأول دولة في الشرق الأوسط تصل لهذه المكانة الخاصة في العلاقات مع كوريا الجنوبية.
وأضاف البادي، في تصريحات له، أن رئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سيكون في زيارة إلى دولة مميزة وهي جمهورية كوريا الجنوبية.
وقال الباحث السياسي فهد الشليمي: إن أهداف زيارة رئيس دولة الإمارات لكوريا الجنوبية هي شراكة استراتيجية أولا، بمعني أن قبل هذا في هناك طلبة جامعيين وهناك تعاون ثقافي بين الإمارات وكوريا الجنوبية، النقطة الثانية في علاج الصحي، بين الإمارات وكوريا الجنوبية، وهذا العلاج الصحي أيضًا موجود في الكويت، وهناك شركات كورية جنوبية تدير بعض المستشفيات، وبالتالي أيضًا كوريا الجنوبية يعني متقدمة في مجال إلكترونيك شيبس وهي بلداً بارز في ذلك.
وأضاف الشليمي إن وجود الإمارات والاستكشاف فرص استثمارية، يفتح الفرص الاستثمارية للشركات الكورية الجنوبية لتعمل في الإمارات، يعني بدلاً هونغ كونغ، وكوريا الجنوبية. بلد يحتل مرتبة عالية في الاقتصاد العالمي، ووجود شراكة استراتيجية مشتركة يعطي فائدة، وهناك توطيد العلاقات بين كوريا الجنوبية والخليج، وكوريا الجنوبية شريك رئيسي مع معظم دول الخليج سواء في بضاعاتهم أو في استيرادهم للنفط وبالتالي كوريا الجنوبية دولة مهمة بالنسبة للعالم الخليجي بالكامل.