سياسة

كيف شوه المتطرفون المظهر الإسلامي؟


أشار تقرير حديث لشبكة “24” إلى أن المتطرفين في الدين أو من لا يفقهون حقيقة الإسلام يتصورون التديُّن الصحيح بأنه قيود ونواهٍ تقضي على حرَّيته، أو تحدّ من خياراتهم في الحياة، أو أنّه يقتصر على المظهر، أو الطقوس الشكلية، حيث تم استغلال هوية المسلم بهذا الفهم المغلوط، مما شوّه الإسلام وأهلَه.

ولفت التقرير إلى أن هؤلاء المتطرفين والغلاة والمتشددين لا يجيدون إلا غلاف التدين المتصنع، سواء في إعفاء اللحية والشعر، وتقصير الثوب، وطريقة ربط العمامة وهيئتها من الارتفاع أو الانخفاض، والمسواك.

وقد أصبح هؤلاء المتأسلمين، بحسب التقرير، يولون الاهتمام لإبراز صورة التدين الخارجي- دون أخلاق أو عمل صالح رشيد- وأفرغوا هذا التدين من محتواه، وهدفه، وأثره، وانكشفوا بأنهم مجرد صورة لا تمثل إلا نفسها، ولا ينتمون لروح هذا الدين وسماحته.

ويعد السبب الرئيس وراء استغلال الجماعات الإرهابية للمظهر الإسلامي هو تسويق أفكارهم الظالمة الضالة وتمريرها، كأنهم يمثِّلون أهل السنة والجماعة خاصَّة، وأنهم أهل التوحيد ونقاء العقيدة، وجعلوا أنفسهم أهل الله وخاصته، وحمّلوا هذا المظهر أكثر مما يحتمل، وأساؤوا للإسلام، وشوّهوا تعاليمه، وسرقوا من الأمّة أهم معالمها، وفقا لما ورد بالتقرير.

كما أن هؤلاء المتطرفين الذين لا يمثلون الإسلام، يتعمدون تزييف الدين، عبر الإمعان في تعميم الأحكام الجارحة أو المشوهة حتى على كلّ مؤمنٍ تقيٍّ نقي، حتى أصبحت ملامح الهوية للتدين وسماً محصوراً للجماعات الإرهابية فقط، كأن هذا الدين لا يوجد فيه ملتزمون بدرجة معتدلين أو متسامحين، يفهمون جوهرُ الدين، فضلاً عما يتعرض له المظهر والزي الإسلامي من الغمز واللمز من الداخل والخارج، في وسائل الإعلام المختلفة.

وقد أسهم هذا في استعداء وتأليب أطياف المجتمع، بل استزرعوا في النفوس هاجس التصنيف، ويظهر ذلك جليًّا في كثير من الممارسات والتصورات المغلوطة، التي جعلت هوية المسلم وطريقة لباسه وزيه وهيئته جالبة للريبة، باعثة للشك، إلى درجة أن أصبح مصدراً لرهاب اجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى