محللون يكشفون تداعيات الهجوم على السفارة الأمريكية في بيروت
في صباح يوم الأربعاء، استيقظ الشعب اللبناني على خبر مقلق: هجوم مسلح على السفارة الأمريكية في منطقة عوكر، شمال بيروت، هذا العمل العدائي يثير العديد من الأسئلة حول أسبابه وتوقيته. وذلك في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المتقلبة التي تشهدها المنطقة.
أبعاد الهجوم
صرح الجيش اللبناني بأن شخصًا مسلحًا قام بإطلاق النار على السفارة الأمريكية في بيروت. مما أدى إلى إصابته خلال تبادل للنيران مع قوات الجيش، من ناحيتها. أعلنت السفارة الأمريكية عن تعرضها لـ”إطلاق نار من أسلحة خفيفة” بالقرب من مدخلها في تمام الساعة 8:34 صباحًا بالتوقيت المحلي. مؤكدة أن جميع منشآتها وفريق عملها بمأمن.
يقول النائب السابق فارس سعيد: إن الهجوم يحمل في طياته رسائل مهمة. خصوصًا أنه تزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة. ويشير سعيد إلى أن الهجوم قد يكون رفضًا لهذه المبادرة.
ويضيف سعيد، أن الهجوم وقع قبل زيارة مرتقبة لقائد الجيش اللبناني. العماد جوزاف عون، إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وقبل جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة بساعات؛ مما يثير التساؤل حول وجود صلة بين هذه الأحداث.
بيانات أمنية
أفاد مسؤول أمني لبناني لوكالة أنباء “أسوشييتد برس” بمعلومات إضافية حول الحادث. موضحًا أن الهجوم نفذه أربعة مهاجمين، أحدهم كان يقود السيارة التي نقلتهم إلى الموقع. بينما قام الثلاثة الآخرين بإطلاق النار.
وأكد المسؤول أن أحد المهاجمين لقي حتفه، وفر الثاني، وأصيب الثالث. وتم القبض عليه من قبل الجيش اللبناني المتمركز حول السفارة.
كان الجيش اللبناني قد أعلن سابقًا، أن المهاجم الذي أطلق النار على السفارة يحمل الجنسية السورية، وأوضح أن قوات الجيش ردت على مصادر النيران. مما أدى إلى إصابة المهاجم وتوقيفه ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
واعتقلت القوات الأمنية اللبنانية. شقيق مطلق النار على السفارة الأمريكية في بيروت، ويحمل الجنسية السورية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية. أن مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات، وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر. تمكنت من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة الأمريكية في بيروت ويحمل الجنسية السورية. مشيرة إلى أنه تم تسليمه إلى السلطات المختصة لبدء التحقيقات معه.
نتنياهو هو المستفيد
من جانبه، حذر الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية. من أن الاعتداء على السفارة الأمريكية في بيروت، بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن تنفيذه. قد يُستخدم من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته كذريعة لشن حرب على جنوب لبنان واستهداف حزب الله.
وذكر شعث أن نتنياهو يواجه ضغوطًا أمريكية وداخلية للموافقة على مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف إطلاق النار في غزة.
ولكن.. يرى شعث، أن نتنياهو لا يريد إغضاب البيت الأبيض. بينما يرهن موافقته على الهدنة في غزة بإمداد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح “لخوض حرب قد تكون محدودة. لكن قد تستمر حتى نوفمبر المقبل، بهدف الدفاع عن سكان المستوطنات الشمالية”.
عمل إرهابي مرفوض
من جهته، وصف أكرم سريوي،الخبير الاستراتيجي الهجوم. الذي استهدف السفارة الأمريكية في بيروت بأنه عملية إرهابية مرفوضة بشكل قاطع. مؤكدًا على الاستجابة الفورية والفعّالة من قبل القوات اللبنانية التي أقامت حصارًا أمنيًا محكمًا حول الموقع، وأحبطت محاولة الاعتداء بكفاءة عالية.
وأضاف سريوي “إن السفارة، التي تمثل دولة حليفة وتتمتع بحماية قانونية. شهدت تأمينًا مشددًا من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية. والتي أظهرت كفاءتها في إجهاض العمل الإرهابي.
وحتى اللحظة، تشير المعطيات المتوفرة إلى أن الهجوم نُفذ من قبل أكثر من فرد.مع وجود تقارير تفيد بفرار اثنين من المهاجمين. لكن الجيش اللبناني قد شكّل طوقًا أمنيًا ويجري عمليات تمشيط للتحقق من مشاركة أي أطراف أخرى في هذا الفعل الإرهابي”.
وتابع الخبير العسكري: “المهاجم الأساسي تعرض لإصابات خطيرة. وتم نقله إلى المستشفى، ولم ترد أنباء عن وفاته ولكنه أُصيب بجروح بالغة، وأرجح أن هذا الهجوم يندرج تحت الأعمال الفردية. ولا يرتبط بأي جهة لبنانية، وهو يمثل تهديدًا للأمن الوطني اللبناني. لا لأمن السفارة الأمريكية فحسب.
ومع ذلك، لا يعكس هذا الحادث حالة من الانفلات الأمني في لبنان. فعلى الرغم من وجود بعض النقاط الأمنية الحرجة ونشاط بعض التنظيمات الإرهابية. إلا أننا نعي تمامًا أن هذه التنظيمات تنشط حتى في أكثر الدول تطورًا، ولكن العمل الإرهابي باء بالفشل بفضل النظام الأمني المتقن”.