الحوثيون يهددون باستهداف السعودية
عاد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي للتهجم على المملكة العربية السعودية والتهديد باستهدافها عسكريا رغم الدور الذي تلعبه الرياض لإحلال السلام في البلد الذي دمرته الحرب وهو ما يكشف نوايا الجماعة المتمردة الموالية لإيران في التصعيد .والتنصل من السلام واعتبار المفاوضات مجرد كسب للوقت لمزيد التسلح.
والأحد هدد عبدالملك الحوثي باستهداف مطارات وبنوك السعودية. ردا على قرارات الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض بنقل البنوك من مناطق سيطرة الجماعة المتحالفة مع إيران في خطوة مفاجئة من شأنها أن تنسف مفاوضات مسقط.
ورعت عمان عددا من جولات المفاوضات بين جماعة الحوثي والحكومة اليمنية. ضمن جهود دولية لإرساء السلام في البلد الذي أنهكته الحرب. لكن التصعيد الذي انتهجه المتمردون حال دون تنفيذ خارطة طريق تهدف إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة في اليمن. فيما مثلت التهديدات الحوثية الاخيرة دليلا قاطعا على عدم رغبة الجماعة في المضي في خيار السلام كخيار استراتيجي.
وبرر زعيم الحوثيين موقفه بان القرار السعودي جاء بضغط أميركي قائلا في كلمة مصورة إن” الأميركي مستمر في محاولاته لتوريط السعودية بعد فشله عسكريا في اليمن. وأرسل إلينا برسائل بأنه سيدفع النظام السعودي إلى خطوات عدوانية”.
وقال إن” من أهم ما يركز عليه الأميركي هو المجال الاقتصادي لأن ضرره يلحق بكل الناس. متهما النظام السعودي بارتكاب ما وصفها خطوة جنونية بنقله البنوك من صنعاء” متابعا “لا أحد في العالم يفكر بهذه الطريقة.. الأميركي يعرف أثر نقل البنوك السيء على واقع الشعب اليمني المعيشي وعملته والأسعار في البلد”.
وأطلق مجموعة من الاتهامات ضد الرياض قائلا “السعودي اتجه .بعد خطوة نقل البنوك إلى تعطيل مطار صنعاء وإيقاف الرحلات رغم محدوديتها وهامشها الضيق” متابعا ” سنقول على البنوك في الرياض أن تنتقل وأن تذهب، فهل تقبلون بهذا. وتعتبرونه شيئا منطقيا فلماذا تريدون فرضه على بلدنا”.
وتوعد المملكة قائلا” سنقابل كل شيء بمثله.. البنوك بالبنوك. ومطار الرياض بمطار صنعاء، والموانئ بالميناء”.
سنقابل كل شيء بمثله.. البنوك بالبنوك ومطار الرياض بمطار صنعاء والموانئ بالميناء
وكان البنك المركزي اليمني التابع للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا قرر في نهاية أيار/مايو الماضي إيقاف التعامل مع ستة من أكبر البنوك في البلاد تحت سيطرة الحوثيين بالعاصمة صنعاء. وقالت الجماعة المتمردة إن إيقاف التعامل مع هذه البنوك جاء بإيعاز من السعودية.
وفي الفترة الأخيرة تصاعد الصراع المالي بين الحكومة الشرعية والمتمردين المدعومين من إيران ضمن الحرب الاقتصادية بين الجانبين. ما أثر على واقع معيشة معظم المواطنين في اليمن الذين يعيشون تحت خط الفقر.
ويتنكر الحوثيون لجهود السعودية لإحلال السلام في اليمن والمنطقة ومبادراتها الإيجابية لوقف العنف والقتال بل ورفضوا في بداية العام الجاري التوقيع على خارطة طريق مقترحة للسلام في اليمن دون وجود السعودية كطرف أساسي فيها وليس وسيطا.
ويتسائل مراقبون عن دور ايراني في تحريض الحوثيين على استهداف المملكة العربية السعودية. رغم الحديث عن تطور ايجابي في العلاقات بين البلدين منذ اتفاق تطبيع العلاقات.
وتحدثت العديد من المصادر الدبلوماسية في الأشهر الأخيرة عن تكفل الرياض بدفع رواتب عام كامل لجميع الموظفين الحكوميين في كافة مناطق اليمن، وفقاً لكشوفات عام 2014. يتم خلالها استئناف تصدير النفط والغاز اليمني ليستعيد الاقتصاد أنفاسه. ويتم تغطية بند الرواتب من الصادرات النفطية.
وتسيطر جماعة “أنصار الله” الحوثي منذ سبتمبر/أيلول 2014. على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية في 26 آذار/مارس 2015. عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة. وأودت الحرب الدائرة في اليمن بحياة الآلاف، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار.في حين بات 80 بالمئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
ويمتلك الحوثيون قدرات على تعطيل الملاحة البحرية الدولية في عرض البحر الأحمر. إذ تمكنوا من استهداف إسرائيل التي تبعد حوالي ألفي كيلومتر عن اليمن بصواريخ ومسيرات اعترضها الجيش الإسرائيلي.
-
ميليشيات الحوثي ترفع تهديد السفن إلى مستوى جديد
-
كيف كشف فتح الطرق في مأرب وتعز خبث وخداع الإخوان والحوثي
وبعد تسع سنوات من القتال، تغيرت سياسة السعودية بشأن اليمن .إذ تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان صراحة عن رغبته في خروج بلاده من هذه الحرب المكلفة. وتزامنت المفاوضات بين السعودية والحوثيين مع بدء فصل جديد من التقارب بين الرياض وطهران.