دور حركات الإسلام السياسي في صعود اليمين المتطرف في أوروبا
شهدت العقود الأخيرة صعودًا ملحوظًا للإسلام السياسي في العديد من الدول حول العالم، وهو ما أثار ردود فعل قوية من قبل التيارات السياسية اليمينية المتطرفة في أوروبا. التي تبنت في أغلبها سياسات معادية للإسلام تروج لأيديولوجيات ترفض الاندماج الثقافي والديني للمسلمين.
وقد اعتبر موقع “البوابة” المصري أن جماعات الإسلام السياسي باتت أحد العوامل التي تستخدمها الأحزاب اليمينية المتطرفة لتعزيز دعمها. حيث تصور هذه الجماعات على أنها تهديد لأمن واستقرار المجتمعات الأوروبية، فيما شكل الخطاب الشعبوي وملف اللاجئين.والموقف من الإسلام والمسلمين القاسم المشترك في هذا الخطاب.
وهو ما أدى إلى بروز أطراف تحمّل الإسلام السياسي وجماعاته والتشدد الإسلامي عموما جانبا من المسؤولية عن صعود اليمين المتطرف. ويستندون في ذلك لاجتماع عدة ظروف كانت بمثابة وقود لا ينقطع لخطب وبرامج زعماء هذا اليمين.
فمن جهة هناك سجل حافل من العمليات الإرهابية وترويع السكان في أوروبا منذ قرابة العقدين من الزمان وهي مستمرة. وهناك حروب أهلية ودول فاشلة في الشرق الأوسط تقذف بالمزيد من اللاجئين إلى بعض الدول الأوروبية وبأعداد تفوق أحيانا طاقة هذه الدول على استيعابها.
وثالثا هناك خطاب إسلامي ينشر الكراهية ويحرض على العنف ويشجع المهاجرين المسلمين على مقاومة الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة. الأمر الذي يخلق مشكلات حقيقية لهم ولتلك المجتمعات. بحسب الموقع المصري.
هذا واستخدم اليمين المتطرف في خطابه السياسي التهديدات المحتملة التي تشكلها جماعات الإسلام السياسي كحجة لتبرير سياساتهم المعادية للهجرة والمسلمين. كما تروج الأحزاب اليمينية المتطرفة لسياسات تهدف إلى تقليص التأثير السياسي لجماعات الإسلام السياسي. مثل حظر تمويل هذه الجماعات، مراقبة المساجد، وتقييد أنشطتها السياسية والاجتماعية.
هذا ولفتت “البوابة” إلى أن ظهور اليمين المتطرف في أوروبا يتزامن بشكل كبير مع تزايد أنشطة حركات الإسلام السياسي، حيث يمكن القول إن هناك علاقة متبادلة بين الطرفين. فقد أدى نمو حركات الإسلام السياسي والتطرف الإسلامي في بعض المناطق الأوروبية إلى تعزيز شعور الخوف والقلق لدى المجتمعات الأوروبية، مما وفر بيئة خصبة لنمو اليمين المتطرف.
كذلك تستخدم الأحزاب اليمينية المتطرفة الحوادث الإرهابية .وأنشطة حركات الإسلام السياسي كأدوات لتعزيز خطابها السياسي والدعوة إلى سياسات أكثر صرامة ضد المسلمين والمهاجرين.
كما أن ظهور الإسلام السياسي وردود الفعل عليه من قبل اليمين المتطرف .يمكن أن يؤدى إلى دائرة مغلقة من التصعيد، حيث يزداد التطرف على الجانبين.
وقد اتخذ اليمين المتطرف عددا من الأساليب لمواجهة الإسلام السياسي. حيث سعت العديد من الدول الأوروبية إلى سن قوانين صارمة لمكافحة الإرهاب والتطرف. وكذلك قوانين تنظم الهجرة واللجوء.