كورسك في مرمى النار.. هجوم كييف يعيد ذكريات ‘معركة القوس’
في تطور لافت بمسار الحرب الأوكرانية، تكثف التصعيد في جبهة داخل روسيا. إثر هجوم لكييف هو الأكبر داخل الحدود، منذ بداية الأزمة.
فأوكرانيا شنت هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ على منطقة كورسك الروسية. اليوم الأربعاء، في إطار ما قال مسؤولون روس إنها محاولة كبيرة لاختراق الحدود الروسية.وإجبار قادة الجيش على تجميع قوات من مناطق أخرى من الجبهة.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التوغل الأوكراني في منطقة كورسك بأنه “استفزاز كبير”.
مسيرات وصواريخ
وقال أليكسي سميرنوف القائم بأعمال حاكم كورسك. إن المنطقة شهدت هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ الليلة الماضية، ونصح المواطنين بالابتعاد عن النوافذ.
ووفق مدونين عسكريين روس فإن معارك ضارية تجري في المنطقة الحدودية. وإن أوكرانيا تحشد قواتها بالقرب من الحدود.
في هذه الأثناء، ذكرت الخارجية الروسية أن هجوم أوكرانيا على منطقة كورسك الحدودية الروسية استهدف السكان المدنيين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية قولها لإذاعة سبوتنيك الروسية: “هذا عمل إرهابي آخر… من الواضح أنه موجه ضد سكان مسالمين، ضد سكان مدنيين”.
وتقول كل من روسيا أوكرانيا إن هجماتهما لا تستهدف المدنيين رغم أن خسائر الحرب في صفوف المدنيين هائلة.
وبحسب رجل دين كبير من الأرثوذكس فإن النار اشتعلت في كاتدرائية ومبان أخرى داخل دير كبير خارج سودجا الروسية جراء القصف الأوكراني. لكن لم يتسن التأكد من ذلك من مصدر مستقل.
نبذة عن كورسك
وكورسك هي إحدى مدن روسيا في الإقليم الفيدرالي الروسي كورسك أوبلاست. وتقع على ضفاف نهر سييم ورافده توسكار، وهي محور كبير لخطوط النقل البرية.
وللمدينة رمزية سياسية كبيرة تعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية. إذ رزحت تحت الاحتلال الألماني من 4 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1941 وحتى تحريرها في 8 فبراير/شباط عام 1943.
وتضررت المدينة كثيرا كغيرها من المدن التي احتلتها القوات الألمانية. إذ دمرت أكثر المباني والجسور والمؤسسات الصناعية.
واستمرت معارك كورسك المعروفة بمعركة «قوس كورسك» من 5 يوليو/تموز وحتى 23 أغسطس/ آب عام 1943، وتعد هذه المعركة إحدى المعارك الأساسية في الحرب العالمية الثانية.