سياسة

قانوني يتحدث عن تجربته داخل الجماعة.. التفاصيل


قال المستشار القانوني عاطف جلال، الذي ترك تنظيم (الإخوان المسلمين) .بعد أعوام طويلة من الانخراط في صفوفه: “إنّ الجماعة تشهد الكثير من الصراعات الداخلية على المناصب والسلطة”. 

وأضاف خلال برنامج “مراجعات” الذي يُعرض على فضائية (العربية): “كنت أرى أشخاصاً يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مبادئ التنظيم. وهذا الأمر أزعجني كثيراً، وجعلني أعيد التفكير في كل ما كنت أؤمن به في الجماعة.”

وأضاف أنّ التحول الكبير في حياته داخل التنظيم مرتبط بشكل وثيق بتجربته في نقابة المحامين. كانت انتخابات نقابة المحامين محطة مهمة كشفت له عن الوجه الآخر للتنظيم. فقد كان هناك خلاف كبير حول ترشيح أحد أعضاء التنظيم لمنصب نقيب المحامين، وهو أمر لم يوافق عليه عاطف جلال بشدة، ورأى أنّ هذا الشخص غير مؤهل لهذا المنصب. وأنّ اختياره كان مدفوعاً بطموحات شخصية أكثر من كونه يصبّ في مصلحة التنظيم أو المهنة، عندها وجد نفسه في مواجهة مع قيادات التنظيم. وأدرك أنّه لم يعد يستطيع الاستمرار في هذا الطريق.”

وأضاف أنّه بدأ ينظر إلى تنظيم الإخوان نظرة نقدية أكثر. وأصبح يدرك أنّ التنظيم الذي انضم إليه في بداية شبابه لم يعد يمثل الأفكار والمبادئ التي كان يؤمن بها.

بعد أعوام من الانخراط العميق في تنظيم (الإخوان المسلمين). وبعد أن وصلت الخلافات الداخلية إلى حدٍّ لم يعد يُحتمل بالنسبة إليه. اتخذ عاطف جلال قراره النهائي. ويصف لحظة اتخاذ القرار قائلاً: “لقد وصلت إلى مرحلة لم أعد أستطيع فيها أن أعيش في تناقض بين ما كنت أؤمن به .وما كنت أراه يحدث داخل التنظيم. كنت أعلم أنّ القرار سيكلفني الكثير. خاصة على الصعيد الشخصي، لكنني كنت على استعداد لتحمل هذه التبعات. خرجت من التنظيم بإرادتي. وقلت لنفسي إنّ هذا هو القرار الصحيح بالنسبة إليّ ولحياتي.”

لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة إلى عاطف جلال، فقد واجه هجمات شخصية ومضايقات من قبل أعضاء التنظيم الذين كانوا يعتبرونه خائناً لمبادئهم. ووجد نفسه وحيداً في مواجهة حملة تشويه سمعته ومحاولات لعرقلة مسيرته المهنية. 

بعد خروجه من التنظيم، بدأ عاطف جلال يتحدث علناً عن الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا القرار. لم يكن نقده مقتصراً على تجربته الشخصية. بل كان يوجه انتقادات واسعة لسياسات التنظيم وللتحولات بعد ثورة كانون الثاني (يناير).

كان يرى أنّ التنظيم انحرف عن مساره الدعوي. وتحول إلى كيان سياسي يسعى للسلطة بأيّ ثمن، وهو ما أدى في النهاية إلى تدميره من الداخل والخارج.

يقول عاطف جلال: “لقد كان تنظيم الإخوان في البداية حركة دعوية تهدف إلى إصلاح المجتمع. لكن مع مرور الوقت تحول إلى حركة سياسية تسعى للسيطرة على الحكم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى