سياسة

غضب عربي واسع إثر تصريحات بن غفير حول إقامة كنيس في الأقصى


توالت ردود الفعل المستنكرة لتصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أمس، والتي أثارت الجدل بعدما شكّك في الوضع القائم في باحات المسجد الأقصى، مبديًا تأييده بناء كنيس في المكان.

إدانات عربية

أعربت الكويت، اليوم الثلاثاء، عن إدانتها واستنكارها لتصريحات أحد وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى.

وقالت الوزارة – في بيان صحفي اليوم-، إن “الكويت إذ تدين هذا السلوك العدواني والذي يمثل استفزازا أرعن لمشاعر المسلمين كافة، فإنها لتؤكد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته للحفاظ على الهوية الدينية والتاريخية للحرم القدسي الشريف”.

فيما أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ونائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، يوم الاثنين 26 أغسطس 2024، أن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة يمثل الأولوية التي يجب أن تتكاتف كل الجهود لتنفيذها.

وشدد الوزيران، في اتصال هاتفي في سياق عملية التنسيق والتشاور المستمرة، أن التوصل لوقف فوري لإطلاق النار هو الخطوة الأولى نحو خفض التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، والذي قد يقود إلى حرب إقليمية.

وأكد الصفدي دعم الأردن للجهود التي تقودها مصر، وقطر، والولايات المتحدة، للتوصل لصفقة تبادل تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار تضمن النفاذ الإنساني وتتيح إدخال مساعدات إنسانية وطبية كافية ودون قيود إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية والصحية فيه.

وأضاف المتحدث الرسمي باسم الخارجية، بأن الوزيرين بحثا التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وحذرا من خطورة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات في القدس، وشددا على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات، وأن المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة ١٤٤ دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف كافة وتنظيم الدخول إليه.

وأدان الوزيران بأشد العبارات التصريحات المتطرفة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي، حول إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي، وتحريضًا مرفوضًا يتطلب موقفًا دوليًا واضحًا بإدانته والتصدي له. 

وعبر الوزيران عن رفض بلادهما المطلق لهذه السياسات المتطرفة التي تعمل على تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها عبر  سياسة فرض الأمر الواقع.

استمرار الحرب

فيما قال جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس: إن المخطط الاستيطاني الإسرائيلي يسير بشكل سريع في ظل استمرار الحرب على غزة حتى اليوم.

وأضاف أن حكومة الاحتلال مازالت مستمرة في انتهاك القانون الدولي، خاصة وأن المجتمع الدولي مازال ملتزم الصمت فيما يتعلق بالجرائم التي يقوم بها الاحتلال في أراضي غزة، وبالتالي في ظل هذا الصمت يمكن القول إن نتنياهو سوف يستمر في قتل الشعب الفلسطيني المدني دون وجه حق.

وأضاف في حديثه، أن كنيسة القيامة مهددة بالانهيار والاعتداء عليها من قبل الاحتلال، كما أن عمليات الاعتداء على المسجد الأقصى يهدد المنطقة بالكامل.

تحرك دولي واسع

فيما قال أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرق: إنه يجب التحرك دوليًا وبإجراءات واضحة وفعالة اتجاه حكومة الاحتلال المتطرفة، بعد تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بشأن بناء كنيس يهودي بالمسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية.

وأضاف أن للمسجد الأقصى رمزية ومكانة لدى كل المسلمين وعلى مر التاريخ، وبناء كنيس بداخله يرشح الأمر لعدم الاستقرار، لذا جاء الموقف الأردني والمصري بالإدانة بأشد العبارات، وكما يجب أن يتبع هذا الموقف إجراءات واضحة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ولفت أن أمريكا هي الداعم الأول للكيان الإسرائيلي المحتل وتعطي الحياة للحكومة المتطرفة، وتسعى لإشعال المنطقة وجرها لحرب شاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى