أوروبا

روسيا وصواريخ إيران: الأسباب والثغرات والتداعيات


صواريخ باليسيتة قصيرة المدى يقول الغرب إن روسيا حصلت عليها من إيران اعتبرها خبراء مهمة وستساعد موسكو في الحفاظ على قدراتها العسكرية.

ووفق مسؤولين أمريكيين فإن صواريخ فتح-360، التي يبلغ مداها 75 ميلا ستُستخدم في المعارك القريبة، وستساعد روسيا من الناحية التكتيكية، “في الحفاظ على قدراتها في ساحة المعركة، ومن ثم تعميق ترسانتها، ومنحها أيضاً القدرة على ضرب أنواع مختلفة من الأهداف”.

ونفت إيران تسليم صواريخ باليستية لاستخدامها في حرب روسيا في أوكرانيا، وقال متحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك إن إيران «تمتنع عن الانخراط في مثل هذه الأعمال بنفسها، لكنها تدعو أيضا الدول الأخرى إلى وقف إمداد الأطراف المشاركة في الصراع بالأسلحة».

لماذا تحتاج موسكو إلى هذه الصواريخ؟

وفقا لموقع “بريكنج ديفنس” الأمريكي، يكشف استحواذ موسكو على الصواريخ الإيرانية لمحة عن التفكير التكتيكي لروسيا، والتحديات العميقة التي تواجه آلة الحرب الروسية.

وفي هذا السياق قال جان لوب سمعان، الباحث في معهد الشرق الأوسط، للموقع الأمريكي إنه “على مدى العقدين الماضيين طورت إيران واحدة من أكثر الترسانات للصواريخ الباليستية تقدما، والجزء الأكبر منها إما قصير وإما متوسط المدى”.

وأضاف “روسيا ستستخدم هذه الصواريخ لإرهاق الأوكرانيين خاصة في المناطق الحدودية بين البلدين”.

ولكن حصول موسكو على صواريخ من إيران يكشف “دليلا على مشاكل الإنتاج الداخلي، وأن الصناعات الدفاعية الروسية تواجه صعوبة لمواكبة وتيرة إنتاج الأسلحة التي تستخدمها قواتها في الحرب”.

فيما قال بهنام بن طالبلو، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إن موسكو رغم حصولها على الصواريخ الإيرانية فإنها قلقة “بشأن فاعليتها، خاصة بعد تمكن إسرائيل وحلفائها من القضاء عليها خلال الهجوم الذي أطلقته طهران في أبريل/نيسان الماضي على إسرائيل”.

وأوضح لموقع “بريكنغس ديفنس” أن صاروخ فتح-360 مشتق من أكثر الصواريخ الباليستية الإيرانية دقة، عائلة فتح من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى أحادية المرحلة التي تعمل بالوقود الصلب”.

بن طالبو قال أيضا إن كثيرا مما أطلقته إيران في أبريل/نيسان الماضي كان “من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى التي تعمل بالوقود السائل، ولم يتم استخدامها من قبل في عمليات عسكرية إقليمية”، ولهذا هناك “فرق كبير في أداء هذه الصواريخ”.

أما كان كاسابوغلو، زميل بارز في معهد هدسون، فقال إن صاروخ فتح 360 هو “صاروخ باليستي تكتيكي نموذجي”، حيث إن “دورة الإطلاق السريعة والتكلفة المنخفضة لكل وحدة تجعله خيارا هائلا، خاصة عند إطلاقه في دفعات”.

ما الذي ستجنيه إيران من هذه الصفقة؟

إلى ذلك، ذكر تقرير نشره موقع المجلس الأطلسي أن الفائدة من صفقة إرسال صواريخ إيرانية لروسيا قد تكون متبادلة، إذ تسعى طهران أيضا إلى الحصول على أنظمة صواريخ دفاع جوي “إس-400” وطائرات سوخوي الحربية.

وحتى إن أرادت طهران الحصول على أسلحة روسية فهي قد لا ترغب فيها على الفور، إذ إنها في كثير من الأحيان لا تباشر الأعمال العسكرية الإقليمية بشكل مباشر، وهي تفضل العمل من خلال وكلاء مثل حزب الله والحوثيين ومليشيات تابعة لها في العراق، وفق المجلس الأطلسي.

العقوبات وشكوك حول فاعليتها:

ورداً على نقل الصواريخ الإيرانية إلى روسيا أعلنت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أنها “ستتخذ خطوات فورية لإلغاء اتفاقيات الخدمات الجوية الثنائية مع إيران”، بالإضافة إلى فرض عقوبات على شركات الطيران الإيرانية والكيانات والأفراد المتورطين في برنامج الصواريخ الإيراني، وتبعتها الولايات المتحدة.

وبينما العقوبات وإلغاء العلاقات الاقتصادية مهمة، يرى الخبراء أنها “غير كافية لردع طهران”.

هنا، قال جان لوب سمعان لموقع “بريكنغ ديفنس” “لقد أدت العقوبات في بعض الأحيان إلى بطء البرامج النووية والباليستية، ولكن على مدار العقود الماضية، كان الحرس الثوري يجد دائما طرقا للالتفاف على هذه العقوبات”.

وأضاف “لديهم صناعة دفاع محلية قوية قادرة على تطوير هذه الصواريخ الباليستية، كما اعتمدوا أيضا على شركاء آسيويين مثل كوريا الشمالية، مما أدى أيضا إلى إضعاف تأثير العقوبات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى