إيران

بزشكيان يهادن الإيرانيين بإبعاد شرطة الأخلاق عن النساء


تعهد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الإثنين الحؤول دون “مضايقة” شرطة الأخلاق للنساء في البلاد، وذلك في تصريحات تزامنت مع ذكرى مرور عامين على وفاة مهسا أميني، فيما يبدو محاولة لتهدئة الغضب الشعبي والاحتجاجات التي اجتاحت البلاد وتتجدد بين فترة وأخرى.

وقال بزشكيان إن “شرطة الأخلاق ليست مكلفة بمواجهة (النساء)، وسأحرص على ألا تقوم بمضايقتهن”، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في طهران، هو الأول منذ توليه منصبه مطلع أغسطس/آب.

وتوفيت الشابة مهسا أميني بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس. وأثارت وفاتها احتجاجات واسعة في إيران استمرت أشهرا.

وقتل المئات على هامش الاحتجاجات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، وفق السلطات. كما تمّ توقيف الآلاف على هامش التحركات التي اعتبرتها طهران بمعظمها “أعمال شغب” مدعومة من أطراف غربيين أو مناهضة للجمهورية الإسلامية.

وفاز الرئيس الإصلاحي بالانتخابات المبكرة التي أجريت في أعقاب وفاة المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في شمال غرب البلاد في مايو/أيار.

وكان بزشكيان تعهد خلال حملته الانتخابية أن يسحب من الشوارع عناصر شرطة الأخلاق المكلفة الإشراف على الالتزام ببعض القوانين الاجتماعية في البلاد، وفي مقدمها الحجاب الإلزامي لكل النساء.

وأكد بزشكيان “حتى المدعي العام أعلن أنهم (عناصر شرطة الأخلاق) ليست لديهم الصلاحية لمواجهة” النساء في الشارع.

وكان الرئيس الإيراني انتقد في سبتمبر/أيلول 2022 حين كان لا يزال نائبا في مجلس الشورى، الشرطة على خلفية وفاة أميني بعد توقيفها.

وتعهد الإثنين العمل على تخفيف القيود الصارمة على شبكة الانترنت خصوصا منصات التواصل الاجتماعي.

وبعدما كانت حظرت الدخول إلى شبكات مثل فيسبوك ويوتيوب وتويتر خلال الأعوام الماضية، منعت السلطات الإيرانية مع بداية احتجاجات 2022، استخدام تطبيقي واتساب وإنستغرام. ولا يمكن الدخول إلى هذه المنصات في الوقت الراهن التي يحظى بعضها بشعبية واسعة لدى الإيرانيين، من دون شبكة افتراضية خاصة “في بي أن”.

وتطرّق بزشكيان خلال مؤتمره الصحافي إلى العلاقات المتوترة مع الدول الغربية، إضافة إلى التعاون بين إيران وروسيا في المجال العسكري.

وقال “نحن لا نقاتل الولايات المتحدة في حال احترمت حقوقنا، نحن لا نريد أن نقاتل أحدا، نريد التقدم بكلّ أمان”، وأضاف “نحن لا نسعى للحصول على أسلحة نووية، واحترمنا إطار الاتفاق” المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى بشأن برنامج طهران النووي.

وتابع “نحن نبحث دائما عن الحفاظ على هذا الإطار”، مذكّرا بأن “الأميركيين هم من نكثوا به، ما اضطر إيران لاتخاذ إجراءات مماثلة من جهتها”.

وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة منذ عام 1980 بعد أشهر من انتصار الثورة الإسلامية وأزمة الرهائن في سفارة واشنطن بطهران.

وعلى رغم العداوة بين البلدين، الا أنهما خاضا خلال العقود الماضية مباحثات غير مباشرة أو بوساطة أطراف ثالثة في ملفات شتى، كان من أبرزها برنامج إيران النووي. وأفضت تلك المباحثات إلى اتفاق “خطة العمل الشاملة المشتركة” بين طهران وست قوى دولية كبرى في العام 2015.

وأتاح الاتفاق رفع عقوبات اقتصادية كانت مفروضة على إيران، لقاء تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرضت عقوبات على طهران.

وردت الأخيرة ببدء التراجع تدريجا عن التزامات أساسية بموجب الاتفاق منها نسبة تخصيب اليورانيوم.

وانتقد بزشكيان العقوبات الجديدة التي فرضتها دول غربية على طهران في الآونة الأخيرة. على خلفية اتهامها بتزويد روسيا صواريخ بالستية قصيرة المدى لاستخدامها في حرب أوكرانيا، وهو ما نفته طهران.

وقال الرئيس الإيراني “من المحتمل أن روسيا وإيران تعاونتا عسكريا في الماضي… لأنه لم يكن ثمة حظر على ذلك في حينه”، مضيفا “ما يمكنني قوله بثقة هو أنه منذ وصولنا (إلى سدة الرئاسة). لم نعطهم (الروس) أي شيء يبرر أن يقاطعنا” الغرب.

في المقابل، أكد الرئيس الإيراني حق بلاده في تطوير برنامجها الصاروخي كرادع ضد عدوها الإقليمي اللدود إسرائيل. على رغم ما يثيره ذلك من مخاوف وعقوبات من الدول الغربية.

وقال بزشكيان إن الغرب “لا يريدنا أن نمتلك أسلحة، حسنا لا بأس في ذلك. لكن عليكم أولا أن تنزعوا سلاح إسرائيل… وإلا يمكنهم أن يلقوا علينا القنابل متى شاؤوا، كما يفعلون في غزة”.

ونفى بزشكيان أن تكون إيران زودت الحوثيين في اليمن بالصاروخ البالستي. الذي أعلنوا إطلاقه الأحد نحو إسرائيل. وقال “ليس لدينا في إيران هذا الطراز من الصاروخ الفرط صوتي”.

وكان وزير الخارجية عباس عراقجي نفى بدوره في وقت سابق الإثنين. تزويد المتمرّدين بالسلاح من قبل طهران.

وقال إن “اليمن تحوّل إلى أحد الأطراف الأساسيين في محور المقاومة (في إشارة إلى طهران وحلفائها الإقليميين)، ويضطلع بدور لا نظير له في الدفاع عن غزة”. مضيفا “اليمن يمتلك التقنية التي تمكّنه من تعزيز ترسانته العسكرية بنفسه”، وفق ما نقل عنه الإعلام الرسمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى