المعاهدة الخليجية.. رسالة قطرية سلبية جديدة تنسف مساعي الحوار
في دليل على إصرارها على وأد مساعي تعزيز الحوار الخليجي، رسالة جديدة من قطر، شهدها اجتماع وزراء خارجية دول الخليج التحضيري لقمة الرياض، وذلك بغياب وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن الاجتماع، وعوضه سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وشارك في الاجتماع التحضيري للقمة الخليجية الـ41 والذي عقد بتقنية الاتصال المرئي، الذي ترأسته البحرين مساء الأحد، شارك فيه وزراء خارجية كل من الإمارات والسعودية والبحرين والكويت وعُمان، فيما خفضت قطر تمثيلها خلال الاجتماع.
غياب وزير خارجية قطر عن الاجتماع التحضيري على أهميته، ورغم عقده عبر تقنية الاتصال المرئي، لم يكن الرسالة السلبية الأولى من قطر، فقد استبقته عدة رسائل في نفس المسار، كلها موجهة في إطار عرقلة مسيرة التضامن الخليجي، وضرب مساعي تعزيز الحوار الخليجي.
فقبيل ساعات من انطلاق الاجتماع، كثفت قناة الجزيرة القطرية من بث تقارير مليئة بالأكاذيب تستهدف الإساءة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).
والخميس الماضي، أعلنت الدوحة أنها أبلغت مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة عن خروقات جوية مزعومة لطائرات مقاتلة بحرينية لأجوائها في تصعيد غير مسؤول من الدوحة.
تعاملت دول الرباعي العربي مع الرسائل القطرية السلبية واستفزازاتها المتواصلة بحكمة واتزان، رغم استمرار الحملة القطرية المنسقة، عبر إعلامها وقنواتها الدبلوماسية، لضرب مساعي تعزيز الحوار الخليجي، والتي زادت حدتها منذ إعلان الكويت 4 ديسمبر الجاري عن مباحثات مثمرة لتعزيز الحوار الخليجي.
فمن جانب حرصت الجهات المختصة على تفنيد أكاذيب قطر، ومن جانب آخر واصلت دول الرباعي العربي السير قدما في مسار تعزيز الحوار الخليجي، إما عبر تصريحات إيجابية تصب في هذا الصدد، أو عبر مشاركة وزراء خارجيتها في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الخليجية المزمع عقدها في الرياض 5 يناير المقبل، وذلك حرصا على تحقيق التضامن الخليجي من جانب، وتقديرا وتجاوبا مع الوساطة الكويتية من جانب آخر.
الرسائل السلبية القطرية، حاصرتها دول الرباعي، وبقية دول الخليج، بموجة تفاؤل وثقة في حكمة الرياض، وفي هذا الصدد أبدى نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله تفاؤله إزاء النتائج المرجوة من القمة الخليجية المقرر عقدها بالرياض.
وتوقع الجارالله أن تسهم القمة المرتقبة التي تنعقد في الرياض برئاسة البحرين في تعزيز ودعم العمل الخليجي المشترك، مضيفا: نحن في قمة التفاؤل لانعقاد القمة الخليجية، ونتوقع أن تسهم في تعزيز ودعم العمل الخليجي المشترك، وتماسك مجلس التعاون، وفق العين الإخبارية.
بدوره أعرب السفير عبدالله بن ناصر بن مسلم الرحبي، سفير عمان لدى مصر، عن تفاؤله إزاء انعقاد القمة الخليجية بالرياض الشهر المقبل.
ونقلت العين الإخبارية عن الرحبي قوله إن القمة الـ 41 لمجلس التعاون والمقررة في 5 يناير المقبل، مهمة وتنعقد في ظروف استثنائية، وتحديات كثيرة، مشيرا إلى أن الشعوب العربية تتطلع للقمة الخليجية باهتمام بالغ وتنتظر المزيد من نتائجها.
وفي إشارة للجهود الكويتية لتعزيز الحوار الخليجي، نوه الرحبي إلى أن الجهود التي بذلت في هذا الشأن مستمرة وهامة، متوقعا أن تكون نتائج القمة في صالح التضامن الخليجي الذي ينصب أيضا في صالح التضامن العربي بشكل عام.
وكان وزير خارجة البحرين الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، قد أعرب خلال الاجتماع التحضيري للقمة الخليجية الحادية والأربعين، عن بالغ الاعتزاز بتولي مملكة البحرين رئاسة الدورة الحالية للقمة الخليجية.
وقال وزير الخارجية إننا نأمل أن تكون القمة الخليجية التي سوف تستضيفها المملكة العربية السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، موفقة وناجحة، معربا عن الثقة التامة في القيادة السعودية وتوجهاتها، ودورها الرئيسي المهم في الحفاظ على تماسك مجلس التعاون ورأب الصدع بين دول مجلس التعاون.
وقال:” نتطلع بدء مرحلة جديدة لتعزيز الحوار الخليجي تحقيقًا لأهدافنا في المستقبل، في ظل ما يجمعنا من وشائج وروابط، والتزامات يمليها علينا جميعًا النظام الأساسي لمجلس التعاون والمواثيق والعهود والاتفاقات المبرمة بين دول المجلس.
وأضاف: نضع نصب أعيننا هدفنا السامي وهو المحافظة على أمننا واستقرارنا، ومواصلة جهودنا في مكافحة الإرهاب وتمويله، ومواجهة خطاب التحريض على الكراهية والعنف، والوقوف في وجه التدخل في الشؤون الداخلية لدولنا، ومحاربة كافة أشكال الدعم للكيانات الخارجة على القانون، وأن نعزز تعاوننا المشترك تحقيقا لتطلعات شعوبنا.
بدوره أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تصريحات سابقة، إن إدارة المملكة العربية السعودية للحوار الخليجي موضع ثقة وتفاؤل.
وأوضح قرقاش في تغريدة على تويتر: نتطلع إلى قمة ناجحة في الرياض نبدأ معها مرحلة تعزيز الحوار الخليجي.
وبموازاة موجة التفاؤل، حرصت دول الرباعي على تفنيد أكاذيب وافتراءات قطر، حيث كشفت وزارة الداخلية البحرينية أكاذيب قناة الجزيرة القطرية، بعد بث تقارير مليئة بالأكاذيب تستهدف الإساءة للمملكة، قبيل الاجتماع الوزاري الخليجي للتحضير لقمة الرياض، الذي عقد الأحد.
وفي محاولة واضحة لسعي الجزيرة لتخريب جهود تعزيز الحوار الخليجي، استغلت زيارة قامت بها بريتي باتل وزيرة الداخلية البريطانية إلى مديرية شرطة محافظة المحرق البحرينية لبث تقارير مسيئة للمملكة.
ورغم أن الزيارة تمت منذ 3 أسابيع، أعادت الجزيرة الأحد، بث تقارير تحريضية ضد المنامة، تتحدث عن انتهاكات مزعومة داخل مديرية الشرطة.
وأكدت الداخلية البحرينية في بيان لها، الأحد، أن ما نشرته الجزيرة لا أساس له من الصحة، معربة عن استغرابها من هذه الحملة الإعلامية المضللة، التي زادت حدة في الآونة الأخيرة، وتستهدف المساس بالسمعة الحقوقية لمملكة البحرين وإنجازاتها، والإساءة للعلاقات المتميزة مع المملكة المتحدة، متسائلة عن الأسباب الحقيقية من وراء ذلك.
وكشفت وزارة الداخلية البحرينية، أن زيارة بريتي باتل إلى مديرية شرطة المحرق يوم 6 ديسمبر الجاري تم خلالها إطلاع وزيرة الداخلية البريطانية على أنجح المبادرات والبرامج والخدمات الأمنية المتميزة في مجال العمل الشرطي، ومنها تلك التي تؤديها مديرية شرطة المحرق، من خلال مكتب حماية الأسرة.
ويشن إعلام قطر حملة منظمة مليئة بالافتراءات والإساءات تقودها قناة الجزيرة ضد الدول الأربعة المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وزادت حدتها منذ إعلان الكويت 4 ديسمبر الجاري عن مباحثات “مثمرة” لتعزيز الحوار الخليجي.
ويعد تكذيب الداخلية البحرينية لقناة الجزيرة هو ثاني صفعة بحرينية لقطر خلال 24 ساعة، بعد أن وجهت المنامة رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، السبت، تكذب فيها الادعاءات القطرية بشأن قيام 4 طائرات مقاتلة بحرينية باختراق الأجواء القطرية يوم الأربعاء 9 ديسمبر الجاري.
وردت البحرين على المزاعم القطرية واصفة إياها بأنه أمر مؤسف وعار من الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة.
وفي رسالة وجهها المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة، السفير جمال فارس الرويعي، إلى كل من رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، السفير جيري ماثيوز ماتجيلا، المندوب الدائم لجنوب أفريقيا، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أوضح أن ادعاءات قطر الباطلة هي، وللأسف، جزء من التحريف المستمر والمتصاعد الذي تمارسه بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وبالتالي تفاقم التوترات الإقليمية.
وبين أن هذه التصرفات تكشف عدم المصداقية والتناقض وتتنافى مع مبادئ حسن الجوار التي نصت عليها المواثيق الدولية والتي تدّعي دولة قطر الالتزام بها.
وناشدت البحرين، الأمم المتحدة، باتخاذ اللازم لتشجيع وقف هذه الممارسات القطرية العدائية وحث دولة قطر على احترام ميثاق الأمم المتحدة والتعامل بحسن نية مع الأعراف وقواعد القانون الدولي.
وشددت المملكة على أنه على الرغم من الادعاءات والاتهامات المغلوطة التي تطلقها دولة قطر جزافاً لصرف أنظار المجتمع الدولي عن سلوكها المؤسف، فإن البحرين ملتزمة بميثاق الأمم المتحدة، وستواصل السعي جاهدةً لإيجاد حلول سلمية وفقاً للمواثيق والأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار.