سياسة

خليفة نصر الله المحتمل.. مصير هاشم صفي الدين يكتنفه الغموض


بعد مقتل حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، تصاعدت التكهنات بشأن هوية من يخلفه في قيادة الحزب، بينما أكدت مصادر من قيادة الجماعة المدعومة من إيران أن هاشم صفي الدين الذي يوصف بأنه “ظل” نصرالله، هو الأوفر حظا لقيادة الحزب، إلا أن مصيره هو ذاته يبقى غامضا إذ يحتمل أن يكون من بين القادة الكبار في المبنى الذي دمرته إسرائيل خلال أعنف هجوم تشنه على بيروت.  

وتواجه الجماعة الآن تحديا يتمثل في اختيار أمين عام جديد لها بعد أعنف ضربة واجهتها في تاريخها الممتد على 42 عاما.

ويشغل هاشم صفي الدين منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، ويعد الرجل الثاني في الجماعة حتى أنه يُوصف في الأوساط الإعلامية منذ سنوات بأنه “ظل” نصرالله.
وصفي الدين من مواليد عام 1964 في بلدة دير قانون النهر بقضاء صور جنوب لبنان ولا تتوفر الكثير من المعلومات عنه، لكن من بين المعروف عنه أنه كان جزءًا من هيكل حزب الله منذ تأسيس الجماعة عام 1982.
وفي ثمانينيات القرن العشرين سافر صفي الدين إلى مدينة قم في إيران ليلتحق هناك بابن خالته حسن نصر الله، في دراسة العلوم الدينية.
وأُعد صفي الدين لخلافة نصر الله منذ عام 1994، حيث تم استدعاء الرجل من قم إلى بيروت ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي الذي يعتبر حكومة الحزب، خلفا لنصر الله، الذي أصبح أمينا عاما للحزب. وأشرف على عمله آنذاك القائد الأمني السابق للحزب عماد مغنية.
وعلى مدى 3 عقود، أمسك الرجل بالكثير من الملفات اليومية الحساسة في الحزب، من إدارة مؤسساته إلى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركاً الملفات الاستراتيجية بيد نصر الله.
وعلى غرار نصر الله، الذي يشترك الرجل معه في العديد من الصفات، يتميز صفي الدين بالحضور الشعبي والسياسي وخطاباته المفوهة والنارية التي تُغلف في الغالب بنبرة دينية قوية.
ويبرز الرجل في تلك الخطب التزامه بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والتأكيد على الرد الحازم تجاهها، ففي كلمة ألقاها في 13 يوليو/تموز 2024، قال “إذا كان تكليفنا، كما هو اليوم، بأن نكون في الجنوب نقاتل هذا العدو ونقدم شهداءنا، فنحن مستعدون للتضحية بكل شيء، وواثقون بأن الله سينصرنا كما نصرنا في 2006”.
وفي خطاب آخر في الـ18 من الشهر ذاته، شدد على أن “لبنان معني بالحرب مع العدو الإسرائيلي دون قيود أو حدود”.
كما أكد صفي الدين مرارًا، خلال الفترة الأخيرة، على ما سبق أن أعلنه نصر الله، بأن حزب الله لن يتوقف عن دعم جبهة غزة حتى توقف إسرائيل عدوانها على القطاع.
وتربط صفي الدين علاقات جيدة بطهران، فإضافة إلى قضائه سنوات في دراسة العلوم الدينية بحوزة قم، صاهر الرجل القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عام 2020، إذ تزوج ابنه رضا آنذاك من زيت ابنة سليماني.
وفي عام 2017، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية صفي الدين على قائمة الارهاب بسبب انتمائه إلى حزب الله.

ومساء الجمعة شنت مقاتلات إسرائيلية من طراز “إف 35” غارة “عنيفة وغير مسبوقة” على المقر المركزي لحزب الله بمنطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، ما أودى بحياة نصرالله.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى