الولايات المتحدة تحذر من اقتراب إيران من امتلاك قنبلة نووية خلال أسبوع
وسط ترقب لضربة إسرائيلية مُحتملة لإيران، أطلق مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”، تصريحا لافتا عن قدرات طهران النووية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعهد بالرد على قصف صاروخي إيراني استهدف إسرائيل الأسبوع الماضي.
-
إيران النووية أصبحت “أكثر خطورة” بعد التصعيد مع اسرائيل
-
ترامب يدعو إسرائيل لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية
وفيما يُطرح التساؤل عن الهدف الإسرائيلي المحتمل في هذا الرد، تعالت أصوات يمينية في تل أبيب للمطالبة بانتهاز الفرصة وقصف المنشآت النووية الإيرانية.
وبينما ينشغل العالم بحدود ونطاق الرد الإسرائيلي، فجر مدير “سي آي إيه” وليام بيرنز مفاجأة بقوله إن “إيران تحتاج إلى أسبوع واحد فقط لتطوير قنبلة نووية“، علما بأن هذا التقدير الزمني هو الأقل الذي يعلنه جهاز استخبارات غربي بشأن قدرات إيران النووية.
-
هل بناء القنبلة النووية هو الخيار الوحيد لإيران الآن؟.. «تليغراف» تقدم تحليلًا
-
هل تنجح الوساطة العربية في إحياء المفاوضات النووية بين إيران والغرب؟
ورغم أن بيرنز أكد أنه لا دليل على أن طهران اتخذت قرارا بامتلاك سلاح نووي، فقد حذر من أن طهران نجحت في تطوير برنامجها النووي من خلال تخزين اليورانيوم المخصب إلى “مستويات تقترب من المستوى اللازم لصنع الأسلحة”.
لكن بيرنز رجح بأنه لو قررت إيران تطوير سلاح نووي، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيكونون قادرين على اكتشاف مثل هذه الخطوة بعد وقت قصير من اتخاذها.
تصريحات بيرنز جاءت في كلمة ألقاها في مؤتمر “سيفر بريف” للأمن في سي آيلاند بولاية جورجيا الأمريكية، والذي يحضره قادة الأمن الاستخبارات والمعنيين بهذا المجال في العالم.
-
ما هي منشآت إيران النووية التي قد تستهدفها إسرائيل؟
-
القنبلة النووية خطة إيران لصمت العالم على جرائمها ضد المحتجين
وحسب شبكة “إن بي سي” الأمريكية، قال بيرنز إنه نتيجة تطوير برنامجها النووي، فإن إيران يمكنها أن “تؤمن بسرعة ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة ذرية إذا اختارت ذلك، ولن يتبقى أمام العالم الخارجي سوى وقت أقل للرد”.
وأضاف بيرنز: “لا نرى أي دليل على أن المرشد (الإيراني علي خامنئي) قد تراجع عن القرار الذي اتخذه بتعليق برنامج التسلح”.
وأشار إلى أن إيران طورت “وسائل الإطلاق لسلاح نووي محتمل” من خلال بناء ترسانتها الصاروخية، وقال: “منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في العام 2018، أصبحت طهران في وضع أقرب بكثير لإنتاج قنبلة من المواد المخصبة لسلاح واحد”.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، الذي وُقع في العام 2015، وأعاد فرض عقوبات على إيران، التي ردت بتجاوز القيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب الاتفاق.
وقال بيرنز: “عندما دخل الاتفاق النووي حيز التنفيذ، كان من الممكن أن يستغرق الأمر من إيران أكثر من عام لتجميع ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة نووية، والآن ربما يستغرق الأمر أسبوعا أو أكثر لإنتاج قنبلة واحدة من المواد التي يمكن استخدامها في صنع الأسلحة.. لذا فقد زادت المخاطر”.
وتتفاوت التقديرات بشأن المدة التي قد تستغرقها إيران لتطوير سلاح نووي قابل للاستخدام بمجرد حصولها على ما يكفي من المواد الانشطارية، ويقول خبراء إن إنتاج رأس حربي قد يستغرق ما يصل إلى عام.
وقال بيرنز إن الولايات المتحدة تراقب بعناية شديدة النشاط النووي الإيراني بحثا عن أي إشارة إلى أن النظام يتجه نحو امتلاك قنبلة نووية، لكنه أوضح أن “الخطر الأعظم يكمن في أن الإطار الزمني أصبح مضغوطا على نحو يخلق تحديات جديدة لنا”.
-
إيران تفرض قيودا على أعمال التفتيش التي تجريها الأمم المتحدة على منشآتها النووية
-
الأمم المتحدة: التقارير تؤكد مواصلة إيران مساعيها لتعزيز قدرتها النووية
الحرب في لبنان وغزة
وتطرق بيرنز إلى الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، قال إن الأولى حققت “نجاحات تكتيكية كبيرة” ضد أهم قلة تابعة لإيران في المنطقة، لافتا إلى أن القوة العسكرية لحركة حماس الفلسطينية، تدهورت هي الأخرى بشدة خلال العام الماضي.
وأضاف بيرنز: “المهمة الصعبة الآن تتمثل في الجمع بين تلك المكاسب في ساحة المعركة والدبلوماسية الذكية لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله وبين إسرائيل وحماس في قطاع غزة”، محذرا من “أننا نواجه الآن خطرًا حقيقيًا يتمثل في مزيد من التصعيد الإقليمي للصراع”.
-
تهديدات إيرانية: أهداف إسرائيلية «محتملة» وسيناريوهات رد مختلفة
-
تقارير أممية تؤكد استمرار إيران في تعزيز قدرتها النووية
وأوضح بيرنز أنه “رغم أن القادة في كل من إيران وإسرائيل لا يبحثون بالضرورة عن صراع شامل، فإن الخطر يظل قائما”.
وأوضح أن إسرائيل، تمكنت من صد جولتين من الهجمات الصاروخية الإيرانية صوبها، معربا عن اعتقاده بأن “هذا كشف بعض القيود التي تعيب القدرات العسكرية الإيرانية”، لكنه أوضح أن “هذا لا يعني أن هذه القدرات لا تزال غير فعّالة تماما، وهذا أمر ينبغي أخذه على محمل الجد”.