الخليج العربي

2184 أسيراً: الوساطات الإماراتية تقود إنجازاً تاريخياً في أزمة أوكرانيا


وساطة جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، تتوج جهودا إماراتية متواصلة لحل تلك الأزمة، والتخفيف من تداعياتها الإنسانية.

وتعد تلك الوساطة هي الثانية خلال نحو شهر والتاسعة خلال العام الجاري، والعاشرة منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022

وبموجب تلك الوساطة تم إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 190 أسيراً مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في 9 وساطات خلال العام الجاري إلى 2184، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.

قمة إماراتية روسية

يأتي نجاح تلك الوساطة، قبيل 3 أيام من زيارة مرتقبة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إلى روسيا، الإثنين، يشارك خلالها في قمة “بريكس”، كما سيجري خلالها مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يرتقب أن تكون جهود الوساطة الإماراتية في تلك الأزمة على أجندة مباحثات الزعيمين.

وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، نهج الدولة الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية.

وأكد استعداد دولة الإمارات القيام بأي دور لحل الأزمة الأوكرانية وتخفيف تداعياتها الإنسانية، مشددًا على أن “دولة الإمارات دائما ستكون موجودة”، لتهدئة الوضع ودعم الاستقرار في تلك الأزمة.

بدوره، سبق أن أعرب الرئيس الروسي عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لنجاح جهود وساطة بلاده بشأن تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا .

أيضا أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة عن شكره وتقديره إلى دولة الإمارات وقيادتها لنجاح جهود الوساطة التي تبذلها.

إشادات دولية

أيضا يأتي نجاح تلك الوساطة فيما تتوالى الإشادات الدولية بدور الإمارات في الأزمة الروسية الأوكرانية.

وقبل يومين، شهدت فعاليات القمة الأوروبية الخليجية التي عقدت في بروكسل الأربعاء، إشادة بدور الإمارات في تلك الأزمة.

وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي بدور الإمارات وجهودها لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.

وقال البديوي، في كلمته في افتتاح القمة الأوروبية الخليجية، إن دول مجلس التعاون الخليجي، قامت بجهود عديدة لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، لوقف إطلاق النار لحل الأزمة سياسيا وتسوية النزاع من خلال المفاوضات، إلى جانب جهودها في تبادل الأسرى بين الجانبين، مشيدا بجهود الإمارات والسعودية وقطر في هذا الصدد.

دعم السلام

وتدعم الإمارات إيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية.. رؤية أكد عليه الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة الإماراتي، خلال إلقائه بيان دولة الإمارات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها التاسعة والسبعين نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال في هذا الصدد “في أوكرانيا التي تجاوزَتْ تَأثيرات الحرب فيها البِحار والقارات، فلا بد من إيجاد حل سلمي يضع حداً لهذا النزاع، وما رافقه من تزايد في الاستقطاب الدولي، وأزمات لجوء وأسرى، وتداعيات على الأمن الغذائي العالمي”..

واضاف :”من خلال تواصلنا المستمر مع كل الأطراف ساهمت بلادي في الإفراج عن قرابة 2000 أسير حرب عبر جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا”.

وأردف :”ومستمرون بالدّفع نحو الحوار وخفض التصعيد، ودعم التعافي وإعادة البِناء.”

رسائل ودلالات

تلك الرؤية أعادت التأكيد عليها الخارجية الإماراتية، في البيان التي أصدره مساء الجمعة، بشأن تفاصيل الوساطة الجديدة.

وأعلنت دولة الإمارات ، مساء الجمعة، عن نجاح جهود وساطة قامت بها بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 190 أسيرا مناصفة من الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 2184 أسيراً.

وقد أعربت وزارة الخارجية عن شكرها للبلدين على تعاونهما واستجابتهما لجهود الوساطة الإماراتية لإنجاح عملية تبادل الأسرى بالرغم من تحديات ظروف الحرب الحالية.

 

وبينت أن ذلك يؤكد على ما يلي:

– الثقة التي تحظى بها الإمارات لدى روسيا وأوكرانيا.

 – تقدير روسيا وأوكرانيا لدور دولة الإمارات في دعم المسار الدبلوماسي لحل الأزمة بين البلدين.

– انعكاساً لعلاقات التعاون والصداقة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين.

وفيما يتعلق برؤيتها لحل الأزمة، أكدت وزارة الخارجية على التزام دولة الإمارات بما يلي:

– مواصلة الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا.

– التأكيد على موقفها المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد.

– دعم جميع المبادرات التي من شأنها التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة كاللاجئين والأسرى.

رؤية إماراتية تبرز إصرار إماراتي على حل أزمة طال أمدها، الأمر الذي توج بنجاح وساطتها في إجراء 10 صفقات تبادل للأسرى بين البلدين، بينها 9 خلال العام الجاري وهي كما يلي:

18 أكتوبر/ تشرين الأول 2024

إنجاز عملية تبادل، شملت 190 أسرى، مناصفة من الجانبين.

14  سبتمبر/أيلول 2024

إنجاز عملية تبادل، شملت 206 أسرى، مناصفة من الجانبين.

 24  أغسطس/آب 2024

استعادة روسيا 115 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد مماثل من الأسرى من روسيا.

17 يوليو/تموز 2024

استعادة روسيا 95 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد مماثل من الأسرى.

25 يونيو/حزيران 2024

صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.

31 مايو/أيار 2024

استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.

8 فبراير/شباط 2024

استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.

31 يناير/كانون الثاني 2024

عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.

3  يناير/كانون الثاني 2024

وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، فيما تعد إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين الجانبين منذ بداية الأزمة في فبراير/شباط 2022.

4 فبراير/شباط 2023

وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب “من الفئة الحساسة” إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.

وإضافة لتلك الوساطات، نجحت وساطة إماراتية في ديسمبر/كانون الأول 2022 في تبادل مسجونين اثنين بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

وساطات إماراتية ناجحة متواصلة بين روسيا وأوكرانيا، يواكبها جهود إنسانية ودبلوماسية مستمرة، تعطي بارقة أمل نحو حلحلة أزمة تلقي بتأثيراتها على أمن واستقرار العالم، وتبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وتواصل ريادتها الدولية وثقة العالم، وتقديره لقيادتها ولجهودها ووساطاتها.

نجاحات تتوالى لترسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي، انطلاقا من رسالتها الحضارية وإرثها التاريخي الراسخ الذي يقوم على التعاون والعمل الإنساني ونشر التسامح والأخوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى