الشرق الأوسط

إسرائيل توسع هجومها شمال غزة


في تصعيد جديد للأعمال العسكرية، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عمليته البرية في شمال قطاع غزة لتشمل بلدة بيت لاهيا، هذه الخطوة تأتي وسط تقارير تؤكد، أن العملية تستهدف “القضاء على عناصر تابعة لحركة حماس“، في الوقت الذي تتزايد فيه المعاناة الإنسانية لسكان شمال القطاع، خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر.

الهجوم الإسرائيلي

أفاد الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، أنه وسّع نطاق عملياته العسكرية لتشمل بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بعد قصف متواصل على مدار الأيام السابقة.

 وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن لواء “كفير”، وهو واحد من أكبر ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، بدأ عملياته في البلدة منذ الأربعاء. هذه العملية جاءت بعد حصول الجيش على معلومات استخباراتية تشير إلى نشاط لعناصر من حركة حماس في المنطقة، وفقًا للصحيفة.


معاناة إنسانية

يواجه أكثر من 100 ألف فلسطيني أوضاعًا مأساوية في مناطق مثل جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، حيث تقطعت بهم السبل دون إمدادات طبية أو غذائية.

 الحصار الإسرائيلي المفروض على شمال القطاع يزيد من تفاقم الأوضاع، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية التي لم تعد قادرة على تلبية احتياجات السكان المحاصرين.

الجيش الإسرائيلي أشار، أنه يعمل على إخلاء السكان المدنيين من بيت لاهيا، التي يقدر عدد المقيمين فيها بحوالي 3 آلاف شخص، وذلك وسط مواجهات محتدمة مع مقاتلي حماس. لكن في الواقع، المدنيون يجدون أنفسهم عالقين في مناطق القتال بدون أي ملاذ آمن.

أسفرت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على بيت لاهيا عن سقوط 6 فلسطينيين وإصابة 5 آخرين، وفقًا لمصادر طبية. 

الهجوم استهدف منزلاً في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، كما تعرضت مناطق أخرى في البلدة لقصف مدفعي وغارات جوية كثيفة.

وفي حين يواصل الجيش الإسرائيلي تدمير المباني السكنية، خاصة في مناطق مخيم جباليا والصفطاوي وغرب بيت لاهيا، أفادت مصادر طبية بمقتل 5 فلسطينيين آخرين جراء قصف منزل لعائلة العاصي. 

كما قُتل فلسطيني سادس وأصيب آخرون في قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية لعائلة المصري في حي المنشية.

مخاطر كبيرة

من جانبه، أوضح الدكتور محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية، أن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى بيت لاهيا يحمل دلالات استراتيجية مهمة، حيث تعكس هذه الخطوة نية إسرائيلية لتعزيز الضغط العسكري على حركة حماس وتضييق الخناق عليها في شمال غزة.

 ومع ذلك، يحذر المنجي من أن هذه العمليات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة بشكل غير مسبوق.

وأضاف أن استهداف منطقة مكتظة بالسكان مثل بيت لاهيا يزيد من احتمالات وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، خاصة في ظل الأوضاع الحالية التي تشهد نقصًا حادًا في الموارد الإنسانية والاحتياجات الطبية.

وأشار المنجي، أن التصعيد الإسرائيلي في بيت لاهيا لن يساهم بالضرورة في إنهاء قدرات حماس العسكرية، بل قد يؤدي إلى تأثيرات عكسية من خلال زيادة التعاطف الشعبي مع الحركة وتعزيز وحدتها الداخلية.

وأضاف: أن هذه العمليات يرى العالم بأكملة إنها استهداف مباشر للبنية التحتية المدنية، ومن المتوقع أن تكون سببًا مباشرًا في زيادة الضغط الدولي على إسرائيل وأن تؤدي إلى تأجيج المشاعر المناهضة لها في المنطقة.

وأكد المنجي، أن الحلول العسكرية وحدها لن تكون كافية لإنهاء الصراع، مشيرًا إلى ضرورة السعي نحو حلول سياسية متوازنة تضمن الحد من الخسائر البشرية وتعزز استقرار المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى