بعد خسارة حلب: الأسد يتحرك لاستقطاب دعم حلفائه
يسعى الرئيس السوري بشار الأسد الأحد للحصول على دعم حلفائه بعد فقدان قواته السيطرة على حلب إثر هجوم لفصائل معارضة خلّف أكثر من 410 قتلى وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما قالت مصادر ان روسيا أقالت الجنرال المسؤول عن عملياتها في سوريا مع الفشل في صد هجوم المعارضة.
وأصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء حيث كانت تنتشر قوات النظام، حسبما أفاد المرصد.
ونقلت الرئاسة السورية عن الأسد تشديده خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدمشق على “أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج”.
واستبق عراقجي وصوله الأحد لدمشق، بتأكيد دعم بلاده “الحازم” للسلطات السورية، فيما توعد الأسد من جهته باستخدام “القوة” ضد “الإرهاب”.
وشدد دعم بلاده وفصائل المقاومة سوريا في محاربة الإرهابيين مؤكدا ضرورة التوصل إلى تفاهم مع تركيا في اتجاه تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وخلال وصوله إلى أنقرة قال الوزير الإيراني في تصريحات نقلتها وكالة مهر الإيرانية أن زيارته للعاصمة السورية، دمشق “كانت جيدة جدا” موضحا إنه التقى مع الرئيس السوري بشار الأسد” خلال الزيارة.
وأضاف “لقد تبادلنا وجهات النظر بشكل جيد للغاية حول التطورات الحالية في سوريا والمنطقة” متابعا “بطبيعة الحال الظروف صعبة، ولكن ما كان مؤكدا هو روح الحكومة السورية والمقاومة والوقوف ضد هذه المؤامرة الأخيرة من قبل الإرهابيين التكفيريين”.
وبين “لقد أعلنت بوضوح دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكامل للسيد بشار الأسد والحكومة السورية والجيش السوري والشعب السوري. كانت هناك أوقات أكثر صعوبة في الماضي عندما قام تنظيم داعش ومجموعات مختلفة أخرى بجر سوريا إلى حرب أهلية”.
وقال “من الطبيعي أن يكون الجيش والحكومة السورية قادران على التعامل معهم، وبالطبع ستساعد فصائل المقاومة أيضا وستقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية أي دعم ضروري” مضيفا سأعقد اجتماعا تفصيليا مع وزير الخارجية التركي يوم الاثنين. ومع ذلك، هناك مخاوف مشتركة تحتاج إلى مناقشتها”.
وأضاف “مشاوراتنا مع تركيا كانت دائما حول قضايا مختلفة. نحن نتفق في كثير من الأمور ونختلف في بعض الأمور، ومن الطبيعي أن نتحدث مع بعضنا البعض، وآمل أن نتمكن من التوصل إلى تفاهم وتصور مشترك حول قضايا المنطقة، مما يؤدي إلى استقرار المنطقة”.
بدوره قال فيدان إن أحدث التطورات في سوريا تظهر ضرورة التوصل إلى تسوية بين الحكومة والمعارضة، مضيفا أن أنقرة مستعدة للمساهمة في أي حوار إذا تطلب الأمر. وشدد على أن بلاده تواصل دعم وحدة الأراضي السورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الاثنين إن وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا سيستمر بناء على طلب دمشق. بدوره أفاد الحرس الثوري أن الكيان الصهيوني يظن أنه سيعوض خسائره في لبنان وغزة عبر إشغال المقاومة في سوريا.
وقال مصدران في الجيش السوري إن عناصر من فصائل شيعية مدعومة من إيران دخلت سوريا الليلة الماضية من العراق وتتجه إلى شمال سوريا لتعزيز قواتها.
وذكر مصدر كبير في القوات السورية أن عشرات من مقاتلي قوات الحشد الشعبي العراقية المتحالفة مع إيران عبروا أيضا من العراق إلى سوريا عبر طريق عسكري بالقرب من معبر البوكمال.
وتابع “تعزيزات جديدة لمساعدة اخواننا على خطوط التماس في الشمال”، مضيفا أن المقاتلين ينتمون لفصائل تشمل كتائب حزب الله العراقية ولواء فاطميون.
وأعلنت روسيا أن قواتها الجوية تساعد الجيش السوري في “صد” فصائل معارضة بمحافظات إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) وحلب (شمال).
وقد نفى العراق الاثنين ما وصفها ادعاءات دخول قوات تابعة للحشد الشعبي إلى الأراضي السورية بغية تقديم الدعم لنظام الأسد.
وكان متحدث وزارة الداخلية العراقية مقداد ميري، وقائد قوات الحدود محمد السعيدي، تطرقا في مؤتمر صحفي إلى الإجراءات الأمنية على الحدود بين البلدين.
وأكد ميري زيف هذه الادعاءات، مبيناً أن هذه المزاعم متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ولا تعكس الحقيقة.
وردا على سؤال عما إذا كان العراق يتلقى دعما من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لضمان أمن الحدود، قال ميري “لا نحتاج إلى أي دعم في هذا الصدد. حدودنا محمية من قبل قوات الحشد الشعبي وقوات حرس الحدود (التابعة لوزارة الداخلية) ووحدات جيشنا لا تحتاج إلى دعم التحالف”.
من جانبه، قال السعيدي، إن العراق وفر الأمن بشكل كامل على الحدود السورية.
-
اللوبي السوري في واشنطن يفشل في تمرير قانون مناهضة التطبيع مع الأسد
-
فرنسا تواجه ردود فعل عنيفة بسبب مذكرة توقيف بحق الأسد
وأكد الكرملين الإثنين أن روسيا “تواصل دعم الرئيس السوري بشار الأسد بغرض “استقرار الأوضاع”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين “نواصل بالطبع دعم بشار الأسد“، مشيرا الى أن موسكو ستبني موقفها استنادا “إلى ما هو ضروري من أجل استقرار الأوضاع”.
وذكر بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء في سوريا الاثنين إن سلاح الجو السوري والروسي قصف مواقع تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب الشرقي، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من قوات المعارضة.
وجاء في البيان أن “الطيران الحربي السوري الروسي المشترك يوجه ضربات متتالية على تجمعات الإرهابيين ومحاور تحركهم على أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب الشرقي موقعا عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم إضافة إلى تدمير عدة عربات وآليات كانت بحوزتهم”.
-
القضاء الفرنسي يصدر مذكرة توقيف دولية بحق الأسد ومقربين منه
-
في غمرة انسداد سياسي.. الأسد يحدد موعد الانتخابات التشريعية
ومنذ الأربعاء، بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة)، مع فصائل معارضة أقل نفوذا، هجوما مباغتا يُعدّ الأعنف منذ سنوات بمحافظة حلب حيث تمكّنت من التقدّم بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات بمحافظتَي إدلب وحماة.
حلب للمرة الأولى خارج سيطرة قوات النظام منذ اندلاع النزاع
والأحد، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة “باتت تسيطر على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكردية” بشمالها.
وبذلك أصبحت المدينة “للمرة الأولى خارج سيطرة قوات النظام منذ اندلاع النزاع” عام 2011.
ويضم الجزء الشمالي من مدينة حلب أحياء عدة تقطنها غالبية كردية، أبرزها الشيخ مقصود والأشرفية، وتخضع لسيطرة القوات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا والتي تشكل الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية.
وقد طالبت قوات سوريا الديمقراطية الإثنين بإجلاء المدنيين الأكراد من محيط مدينة حلب الى معاقلها في شمال شرق البلاد.
وقال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية في بيان “نعمل على التواصل مع كافة الجهات الفاعلة في سوريا لتأمين حماية شعبنا وإخراجه بأمان من منطقة تل رفعت والشهباء” في ريف حلب الشمالي “باتجاه مناطقنا الآمنة في شمال شرق البلاد”.
-
هل تشكل احتجاجات السويداء بداية لثورة جديدة ضد الأسد؟
-
هل تمثل احتجاجات السويداء بداية لثورة جديدة ضد نظام الأسد؟
وقال مصدران بالمعارضة السورية وأحد السكان اليوم الاثنين إن قوات وحدات حماية الشعب الكردية بدأت الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرتها في القطاع الشمالي الشرقي من مدينة حلب بموجب اتفاق مع قوات المعارضة.
وذكر المصدران أن الاتفاق على الانسحاب من الشيخ مقصود وبستان الباشا ومناطق أخرى في المدينة يسمح للمدنيين بالمغادرة إلى مناطق في شمال شرق سوريا تحت سيطرة الأكراد.
وقال هادي البحرة القيادي في المعارضة السورية اليوم الاثنين إن المعارضة المسلحة لن تتوقف عن القتال لحين التزام الحكومة السورية بعملية الأمم المتحدة والانتقال السياسي.
وأضاف في مؤتمر صحفي من إسطنبول بثه التلفزيون أنهم مستعدون للتفاوض من الغد.
وكانت القوات الحكومية استعادت السيطرة على كامل مدينة حلب نهاية عام 2016 بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية فيها والتي شكلت معقلا للفصائل المعارضة منذ صيف 2012.
وكان لإيران والمجموعات الموالية لها نفوذ واسع بمدينة حلب ومحيطها، قبل أن تخلي عددا من مواقعها تباعا خلال الأشهر الماضية، وفق المرصد.
وتقود الهجوم هيئة تحرير الشام، المصنفة “إرهابية” من الأمم المتحدة والتي تعدّ إدلب معقلها الرئيس مع فصائل سورية أخرى أقل نفوذا. وتمكنت خلال اليومين الماضيين من السيطرة على غالبية أحياء حلب والمطار الدولي، إضافة إلى عشرات المدن والقرى بإدلب وحماة “مع انسحاب قوات النظام منها”، وفق المرصد.
-
زيارة المقداد للقاهرة.. هل تمهد للقاء قمة بين السيسي والأسد؟
-
إيران تستعرض خدماتها على الأسد للتقارب بين تركيا وسوريا
وشنّ الطيران الروسي الأحد غارات على ساحة قرب جامعة مدينة حلب أوقعت خمسة قتلى، لم يحدد إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين.
واستهدفت غارات مماثلة مخيما للنازحين بمدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين بينهم طفلان وإصابة أكثر من خمسين آخرين.
وبين القتلى زوجة ابن أم محمّد التي قالت بينما كانت تجلس مع أحفادها والغبار يكسوهم في مستشفى بالمدينة “كنا نجلس في الغرفة، لم نسمع إلا دوي انفجار وسقطت الجدران علينا”.
وأضافت وبجانبها إحدى حفيداتها تمسك بدمية كبيرة ورأسها مضمد، “كنت برفقة أولاد ابني الخمسة، الحمد لله أن إصاباتهم طفيفة”.
-
عائلة الأسد تتفرّد بالحكم في سوريا منذ أكثر من خمسة عقود
-
زيارة سرية لمسؤول أمريكي لدمشق بهدف عقد صفقة مع الأسد
وقال مدونون عسكريون روس الأحد إن موسكو أقالت سيرجي كيسيل الجنرال المسؤول عن قواتها في سوريا وذلك ردا على ما وصف أنه فشل في الساحة السورية.
ذكرت تقارير غير مؤكده أن الكولونيل جنرال ألكسندر تشيكو سيحل محل كيسيل.
وكانت مدونات عسكرية وجهت انتقادات لاذعة لأداء كيسيل الذي كان يقود في السابق “جيش دبابات الحرس الأول الروسي” في منطقة خاركيف بأوكرانيا حيث صدت القوات الأوكرانية قوات موسكو في هجوم مضاد خاطف شنته كييف في أواخر 2022.
وكتبت مدونة فويني أوسفيدوميتيل “يبدو أنه كان من المفترض أن يكشف عن مواهبه الخفية في سوريا، لكن شيئا ما أعاق ذلك مرة أخرى”.
وعلقت قناة رايبار بالقول “يحتاج النهج إلى تغيير. فدائما ما كانت ساحة الحرب السورية مكانا لغسل سمعة الجنرالات الفاشلين الذين تبين أنهم غير أكفاء في منطقة العملية العسكرية الخاصة”. وتستخدم روسيا مصطلح العملية العسكرية الخاصة للإشارة إلى الحرب في أوكرانيا.
-
سوريا الديمقراطية تعلن استعدادها للانضمام إلى جيش الأسد.. لكن بعد إعادة هيكلته
-
سوريا: الأسد يستبق سحب وسام جوقة الشرف ويرده إلى فرنسا
وتوقعت القناة أن تستعين روسيا بالجنرال سيرغي سوروفيكين الذي اكتسب لقب “الجنرال هرمجدون” لقسوته في سوريا وكان مسؤولا لفترة وجيزة عن الجهود الحربية في أوكرانيا.
وخُفضت رتبة سوروفيكين العام الماضي عندما وردت تقارير غير مؤكدة عن خضوعه للتحقيق بتهمة احتمال التواطؤ في تمرد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة.
وارتفعت حصيلة الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل معارضة الأربعاء بشمال سوريا إلى 412 قتيلا على الأقل بينهم 61 مدنيا، حسب المرصد.
وأوضح المرصد أن الهجوم أسفر عن 214 قتيلا بصفوف الفصائل و137 قتيلا بصفوف قوات النظام والميليشيات الموالية لها و61 قتيلا مدنيا، بينهم 17 سقطوا الأحد.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الطيران السوري والروسي استهدف “تجمعا لقادة التنظيمات الإرهابية” بحلب “ما أدى إلى مقتل عشرات الإرهابيين”، كما استهدف “رتلا للتنظيمات الإرهابية مكونا من عشرات الآليات والعربات المحملة بالذخيرة والعتاد والعناصر الإرهابية بريف إدلب الشرقي”.
إلى ذلك، قالت روما إن “المدرسة الفرنسيسكانية تيرا سانكتا بحلب تعرضت لهجوم روسي أدى إلى أضرار جسيمة”.
وفي غضون ذلك، سيطرت فصائل معارضة موالية لتركيا الأحد على مدينة تل رفعت الاستراتيجية بشمال سوريا بعدما كانت بأيدي القوات الكردية، وذلك في هجوم منفصل عن ذاك الذي شنته هيئة تحرير الشام على مدينة حلب، وفق المرصد.
واتصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بنظيره التركي هاكان فيدان الأحد لمناقشة “الحاجة إلى وقف التصعيد” بسوريا. وشدد بلينكن لفيدان على “ضرورة وقف التصعيد وحماية أرواح المدنيين والبنى التحتية”، وفق الخارجية الأميركية.
من جهته، قال فيدان لبلينكن إن تركيا “تعارض أي تطور من شأنه زيادة عدم الاستقرار بالمنطقة”، مضيفا “نحن ندعم خطوات ترمي إلى التهدئة بسوريا”، حسبما نقلت عنه الخارجية التركية.
وعزا مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان تقدم المعارضة السورية بمدينة حلب ومحيطها إلى ضعف قوة داعمي نظام بشار الأسد وتشتتهم بسبب صراعات أخرى.
وأشار في لقاء على شبكة “سي إن إن” الأميركية الأحد إلى أن سرعة هجوم المعارضة فاجأت النظام السوري والمراقبين الآخرين في المنطقة.
وفيما يتعلق بسيطرة قوات المعارضة على حلب، قال سوليفان “نظرت (المعارضة) إلى الجهات الثلاثة التي أنهكتها على مدى سنوات: إيران وروسيا وحزب الله. رأت أنهم أضعف مما كانوا عليه من قبل، وحاولت استغلال ذلك” مشددا على أن هذه التطورات في سوريا والوضع الحالي في أوكرانيا هما “النتيجة الطبيعية لكون روسيا وإيران في موقف استراتيجي أضعف”.
-
تعزيزات عسكرية ضخمة في ريف حماة: الجيش السوري يفرض السيطرة والمسلحون يفرون
-
إيران تستنفر فصائلها في المنطقة: اجتماعات قاآني بالعراق لتعزيز دعم جيش سوريا
وردا على سؤال فيما إذا كانت التطورات الأخيرة تشكل خطرا على القوات الأميركية بالمنطقة أجاب “نعتقد أن قواتنا المنتشرة حاليا بسوريا لمحاربة داعش ليست معرضة لخطر وشيك لأنها في موقع مختلف عن المنطقة التي وقعت فيها الهجمات”.
وأردف المسؤول الأمني “ومع ذلك، فإنها القوات الأميركية لا تزال تحت تهديد الميليشيات الشيعية في إيران والعراق وسوريا. نعمل يوما بعد يوم لضمان حمايتها والرد على الهجمات ضدها” مؤكدا أن الولايات المتحدة صنفت “هيئة تحرير الشام” المناهضة للنظام السوري على أنها منظمة إرهابية، وذكر أن لديهم مخاوف “بشأن مخططات الهيئة وأهدافها”.
وشدد على أنه رغم ذلك، فإن الولايات المتحدة “لن تشتكي” من تقدم المعارضة نحو العاصمة دمشق، والضغط على نظام الأسد، المدعوم من روسيا وإيران وحزب الله.
وأفاد أن “الوضع معقد” فيما يتعلق بما ستجلبه التطورات، وأن واشنطن على اتصال وثيق مع شركائها الإقليميين بشأن القضية.
الولايات المتحدة لن تشتكي من تقدم المعارضة نحو العاصمة دمشق
والتصعيد الميداني الحالي لم تشهد له سوريا مثيلا منذ سنوات. فقد أتاح وقف للنار رعته موسكو وأنقرة عام 2020 هدوءا إلى حد كبير في إدلب، حيث كانت هيئة تحرير الشام تسيطر على نحو نصف مساحة المحافظة وعلى أجزاء ملاصقة لها من محافظات حلب وحماة واللاذقية.
وانهارت الهدنة الأربعاء مع بدء الفصائل هجومها، دون أن تتضح خلفيته وآفاقه.
وغداة توعّده بـ”دحر” التنظيمات “الإرهابية”، قال الأسد الأحد إن “الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها”. وتشكل خسارة حلب بعد نحو 14 عاما من النزاع صفعة لنظام الأسد.
ويقول الباحث آرون لوند من مركز “سنتشري إنترناشونال” للأبحاث “يبدو أن النظام قد خسر حلب، وما لم يتمكن من شن هجوم مضاد قريبا، وما لم ترسل روسيا وإيران دعما أكبر، لا أعتقد أن الحكومة ستستعيدها”.
ويضيف “قد تخسر الحكومة كل شيء في سوريا وتظلّ تُعتبَر دولة إلى حدّ ما. لكنّ خسارة حلب أو دمشق هي النقطة التي تبدأ الأمور عندها تبدو غامضة”.
وأعربت ثلاث دول منخرطة بالنزاع السوري، روسيا وإيران حليفتا الأسد، وتركيا الداعمة لفصائل معارضة، عن قلقها إزاء “التطور الخطير” بسوريا. وأثار التصعيد الميداني ردود فعل إقليمية ودولية.
ودعت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة الأحد إلى “وقف التصعيد” في سوريا، حاضّةً في بيان مشترك على حماية المدنيين والبنية التحتية.
وجاء في البيان الذي أصدرته الخارجية الأميركية أن “التصعيد الحالي يؤكد الحاجة الملحة إلى حل سياسي للنزاع بقيادة سوريّة، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254″، في إشارة إلى القرار الأممي لعام 2015 الذي أقرّ عملية السلام بسوريا.
وأكد الملك الأردني عبدالله الثاني الأحد في اتصال مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، “وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في سوريا ووحدة أراضيها وسيادتها واستقرارها”.
ورغم تراجع حدة المعارك إلى حد كبير بالسنوات الماضية، إلا أن جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية للنزاع فشلت.
وحذّر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون من أن القتال الدائر “تترتب عليه عواقب وخيمة على السلام الإقليمي والدولي”، داعيا الأطراف المعنيين إلى “الانخراط السياسي العاجل والجاد.. لحقن الدماء والتركيز على الحل السياسي”.