فصائل المعارضة السورية تحقق تقدمًا باتجاه حمص
قال المرصد السوري لحقوق الانسان أن الفصائل المعارضة باتت الجمعة على بعد حوالى خمسة كيلومترات من أطراف مدينة حمص الواقعة وسط سوريا بعد تقدمها الى بلدتين استراتيجيتين تقعان على الطريق الذي يربطها بمدينة حماة بينما أكدت وكالة الاناضول أن المقاتلين بدؤوا عملية التوغل في أحياء المدينة. فيما نزح عشرات الآلاف من سكان الأحياء العلوية من المدينة.
وبين مدير المرصد رامي عبدالرحمن “باتت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها على بعد خمسة كيلومترات من أطراف مدينة حمص بعد سيطرتها على مدينتي الرستن وتلبيسة”. موضحا أن “من شأن سيطرة الفصائل على مدينة حمص أن تقطع الطريق الذي يربط دمشق بالساحل السوري”، معقل الأقلية العلوية التي تتحدر منها عائلة الرئيس بشار الأسد.
وقبل ذلك افاد المرصد بأن غارات جوية استهدفت جسرا استراتيجيا يربط مدينة حماة بمدينة حمص التي يسعى النظام إلى منع خروجها عن سيطرته مضيفا “استهدفت طائرات حربية بغارات جوية جسر الرستن الذي يربط مدينة حمص بحماة… لقطع الطريق بين حماة وحمص وتأمين مدينة حمص”.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية الجمعة أن وحدات الجيش تقصف بالمدفعية وتشن غارات جوية بمؤازرة روسيا الداعمة لها، على تجمعات الفصائل المعارضة شمال مدينة حماة وجنوبها. بعد ساعات من خروج المدينة عن سيطرة السلطات.
وأوردت الوزارة في بيان نقلا عن مصدر عسكري “قواتنا المسلحة تستهدف بنيران المدفعية والصواريخ والطيران الحربي السوري الروسي المشترك آليات الإرهابيين وتجمعاتهم على ريفي حماة الشمالي والجنوبي وتوقع في صفوفهم عشرات القتلى والمصابين وتدمر عدة آليات وعربات”.
وقد أعلن وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس مساء الخميس أنّ قوات الجيش “ما زالت في محيط مدينة حماة”، مؤكدا أنّ ما حصل هو “إعادة تموضع وانتشار”.
وقال في بيان متلفز إنّ “ما حدث في مدينة حماة اليوم هو إجراء تكتيكي مؤقت. ما زالت قواتنا في محيط مدينة حماة”.
وتحدث رامي عبدالرحمان عن “نزوح جماعي لأبناء الطائفة العلوية من أحياء مدينة حمص، مع توجه عشرات الآلاف منهم الى مناطق الساحل السوري. خشية تقدم الفصائل اليها” رغم جهود قادة المعارضة في طمأنة الطوائف بأنه لن يجري استهدافها.
وأضاف ” مشهد خروج عشرات الآلاف من حمص ضرب معنويات جمهور النظام وانعدمت الثقة به.. وهو أضاف مأساة جديدة لشعبه الذين نزحوا من مناطق القتال إلى مناطقه التي تشهد أزمة اقتصادية خانقة وغلاء في الأسعار.”
وأكد أبومحمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام أن الهدف هو الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الأميركية بثتها الجمعة “عندما نتحدّث عن الأهداف. يبقى هدف الثورة إسقاط هذا النظام.. من حقّنا أن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف”.
وأضاف في المقابلة التي أجريت معه الخميس “كانت بذور هزيمة النظام موجودة دائما في داخله… حاول الإيرانيون إحياء النظام، وشراء الوقت له، وبعد ذلك حاول الروس أيضاً دعمه. لكن الحقيقة تبقى: هذا النظام مات”.
من جانبه قال قائد قوات سوريا الديمقراطية عبدي مظلوم أنه لا مواجهات حاليا بين القوات وهيئة تحرير الشام لكننا سنرد. إذا حدث هجوم من أي جهة مشددا على وجود تنسيق مع الروس والولايات المتحدة بخصوص التطورات الراهنة.
وأضاف ” ننسق مع التحالف الدولي بقيادة أمريكا لمواجهة أي تهديد من تنظيم الدولة الإسلامية مشيرا لزيادة في تحركات داعش في البادية السورية وريف دير الزور والرقة.
وسياسيا قال مصدر دبلوماسي تركي الجمعة إن وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا سيجتمعون في الدوحة غدا لمناقشة التقدم السريع الذي تحرزه المعارضة في سوريا.
الدعم الايراني
وتعمل إيران بكل جهودها لمنع تراجع النظام السوري بعد خسارة محافظتي حلب وحماة.
وقال مسؤول إيراني كبير اليوم الجمعة إن إيران تعتزم إرسال صواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا .وزيادة عدد مستشاريها العسكريين هناك لدعم الأسد في معركته مع قوات المعارضة.
وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “من المرجح أن طهران ستحتاج إرسال معدات عسكرية وصواريخ وطائرات مسيرة إلى سوريا… وقد اتخذت طهران كل الخطوات اللازمة لزيادة عدد مستشاريها العسكريين في سوريا ونشر قوات”.
وأضاف “الآن، تقدم طهران دعما مخابراتيا ودعما يتعلق بالأقمار الاصطناعية لسوريا”.
ووسط تقدم قوات المعارضة الى حمص قال مصدران أمنيان لبنانيان كبيران .إن جماعة حزب الله اللبنانية أرسلت الليلة الماضية عددا صغيرا من “القوات المشرفة” من لبنان إلى سوريا بهدف المساعدة في منع مقاتلي المعارضة من الاستيلاء على مدينة حمص ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقال ضابط من الجيش السوري ومسؤولان من المنطقة تربطهما صلات وثيقة بطهران أيضا إن قوات نخبة من جماعة حزب الله المدعومة من إيران عبرت من لبنان خلال الليل واتخذت مواقع في حمص وذلك رغم الخسائر التي تكبدها الحزب على الجبهة مع اسرائيل واتمرار احتلال الجيش الاسرائيلي لمناطق في الجنوب.
-
57 قتيلاً في أعنف المواجهات بين الجيش السوري وهيئة تحرير الشام
-
التوترات الإقليمية: مخاوف من انتشار الحروب إلى الأراضي السورية
وأوضح خالد، المقيم على أطراف مدينة حمص. متحفظا عن ذكر اسمه الكامل إن “الطريق المؤدي الى محافظة طرطوس ضاق مساء الخميس بأنوار مئات السيارات التي كانت في طريقها الى خارج المدينة”.
وتقع حمص على بعد حوالى 40 كيلومترا جنوب مدينة حماة. التي انسحبت القوات الحكومية منها الخميس، إثر تقدم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) .وفصائل معارضة متحالفة معها اليها، في إطار هجوم مباغت بدأته الأسبوع الماضي ومكنها من السيطرة على مساحات واسعة بينها مدينة حلب.
وتضم مدينة حمص التي لقبها ناشطون معارضون “عاصمة الثورة”. بعدما شهدت كبرى التظاهرات الشعبية المناوئة للنظام عام 2011، أحياء ذات غالبية علوية، الأقلية التي يتحدر منها الرئيس بشار الأسد ويعد الساحل السوري معقلها. وتعرض بعض تلك الأحياء لتفجيرات دامية.
وفي 29 نيسان/أبريل 2014، قتل مئة شخص على الأقل غالبيتهم مدنيون، وفق حصيلة للمرصد حينها، في تفجير مزدوج تبنته جبهة النصرة آنذاك واستهدف حيا ذا غالبية علوية في المدينة.
وقال حيدر (37 عاما)، القاطن في حي ذي غالبية علوية عبر الهاتف “الخوف هو المظلة التي تغطي حمص الآن” مضيفا “لم أر مثل هذا المشهد في حياتي. نحن خائفون للغاية ولا نعلم ماذا يحصل بين ساعة وأخرى”.
وقال إنه تمكن من إرسال والديه الى طرطوس بينما لم يجد بعد سيارة تقله وزوجته “جراء الطلب المرتفع على السيارات”. موضحا “متى وجدنا سيارة سنغادر في أسرع وقت الى طرطوس” المحافظة ذات الغالبية العلوية والتي بقيت بمنأى من الحرب منذ اندلاعها.
وشهدت مدينة حمص خلال سنوات النزاع الأولى معارك ضارية بين الفصائل المعارضة والجيش السوري الذي تمكن عام 2014 من السيطرة على مجملها بعد انسحاب مقاتلي المعارضة من أحيائها القديمة بموجب اتفاق تسوية أعقب عامين من الحصار والقصف.
وانكفأ المقاتلون الباقون آنذاك الى حي الوعر مع آلاف المدنيين.قبل أن ينسحبوا منها عام 2017 بموجب اتفاق تسوية مع الحكومة.
ويقدم نظام الأسد نفسه حاميا للأقليات، التي يدين معظمها بالولاء لدمشق. خصوصا بعدما طُردوا أو هُجّروا على أيدي مجموعات إسلامية متطرفة من مناطق عدة خلال سنوات النزاع المدمر.
وتتابع بلدان المنطقة التطورات المتسارعة على الساحة السورية. بينما قرر الأردن اليوم الجمعة إغلاق معبر جابر الحدودي الوحيد العامل مع سوريا بسبب “الظروف الأمنية في البلد المجاور. وفق ما أعلن وزير الداخلية مازن الفراية.
وقال إنه “سيتم السماح للأردنيين والشاحنات الأردنية بالعودة إلى أراضي المملكة. فيما ستمنع حركة المرور للمغادرين إلى الأراضي السورية”.
وأكد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا” أن “الأردن يتابع التطورات الجارية في سوريا، بينما تستمر القوات المسلحة بتأمين الحدود”.
-
لترحيلهم من تركيا.. تضييق على اللاجئين السوريين
-
محكمة العدل الدولية تطالب بوقف التعذيب في السجون السورية
ويرتبط الأردن بجارته الشمالية سوريا عبر حدود برية تمتد الى 375 كلم وأغلق معبر جابر عدة مرات منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.
كما حثت السفارة الروسية في دمشق رعاياها المتواجدين في سوريا على مغادرة البلاد بسبب تدهور الأوضاع السياسية والعسكرية ووصفت الأوضاع بـ”الصعبة”.
وقالت في بيان “نظرا للوضع العسكري والسياسي الصعب. نذكر المواطنين الروس في سوريا أن لديهم الفرصة لمغادرة البلاد بالرحلات التجارية المستمرة من المطار”.