مؤسسة داون الأمريكية: منظمات غير ربحية أو واجهات لدعم جماعات إسلامية؟
سلط منتدى الشرق الأوسط المزيد من الضوء على مؤسسة الأبحاث الأمريكية “الديمقراطية الآن للعالم العربي” (داون) وعلى علاقتها مع الإخوان المسلمين.
-
الإخوان والكذب على التاريخ: وثائق بريطانية تفضح الحقيقة
-
وزير المالية السوداني الإخواني يهاجم أمريكا: أسباب وخلفيات التصعيد
وبحسب المنتدى، فإنّ مؤسسة (داون) عملت كذراع توزيع باللغة الإنجليزية لجبهة العمل الإسلامي (ذراع الإخوان المسلمين) في الأردن، رغم أنّ المؤسسة البحثية التي تتخذ من واشنطن العاصمة مقرّاً تزعم أنّها تعمل على تعزيز “الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان لجميع شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، لكنّ منتقديها يرونها “وكيلاً غير رسمي لمصالح دول داعمة للإخوان المسلمين في الولايات المتحدة”.
وركزت مؤسسة (داون) بشكل خاص على الأردن في الأعوام الأخيرة، ففي أواخر عام 2023 في أعقاب هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر)، دعت المؤسسة الأردن إلى الانسحاب من المعاهدات المبرمة مع إسرائيل، وهذا المطلب بالذات هو سياسة راسخة لدى جبهة العمل الإسلامي، وقد كررته المؤسسة مؤخراً بعد الانتخابات البرلمانية في أيلول (سبتمبر) الماضي.
في الوقت نفسه وصفت (داون) في تقرير نُشر في تشرين الأول (أكتوبر) 2024 الوجود العسكري الأمريكي في الأردن بأنّه “خطير” و”مضر” بالمدنيين الأردنيين، ودعت إدارة بايدن إلى “تصميم جدول زمني معقول لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في الأردن”.
وأعربت مؤسسة (داون) باستمرار عن دعمها للاحتجاجات المؤيدة لحركة حماس في الأردن على مدار العام الماضي، متجنبة ذكر الانتماءات الإسلاموية للمحتجين.
وبحسب المنتدى، فإنّ مؤسسة (داون) راقبت عن كثب السياسة الأردنية، ففي حزيران (يونيو) 2024 انتقدت المؤسسة لجنة الانتخابات المستقلة في الأردن لحلها العديد من الأحزاب السياسية ذات التوجه الإسلاموي، واتهمت الحكومة الأردنية باللجوء إلى “مضايقة وترهيب أعضاء الأحزاب السياسية، والرقابة على وسائل الإعلام الخاصة بهم”.
وتعمل مؤسسة (داون) في الولايات المتحدة على تتبع جماعات الضغط التابعة للحكومات العربية، ومنها الحكومة الأردنية، وكشفها، وفي حين تركز بشكل انتقائي على دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، فإنّها تتجنب انتقاد قطر وتركيا، وهي الأنظمة التي يرتبط بها أعضاء مجلس إدارة المؤسسة.
ولا يمكن النظر إلى الدعم الصريح الذي تقدمه مؤسسة (داون) للإسلاميين باعتباره نشاطاً عادياً تقوم به مؤسسة بحثية أمريكية، لذلك ينبغي لنا أن نُعرّف بالمؤسسة على حقيقتها؛ فهي جماعة ضغط تعمل لصالح الإسلاميين من الدوحة إلى القاهرة إلى عمّان.