أمريكا

لغز الطائرات المجهولة في سماء نيويورك: السلطات تلتزم الصمت


رصد سكان مدينة نيويورك والمناطق المجاورة لها في ولاية نيوجيرسي مجموعة من الطائرات المسيرة المجهولة تحلق ليلاً، مما أثار حالة من القلق بين المواطنين والسلطات المحلية. وسرعان ما دفعت هذه الظاهرة المسؤولين للتحرك العاجل للتحقيق في الحوادث التي تزايدت بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة.

في تغريدة على منصة  التواصل الاجتماعي”إكس”، أكدت حاكمة نيويورك، كاث هوتشيل، أن السلطات تتابع الموضوع بجدية وقالت: “نحن على علم بتقارير حول رصد طائرات مسيرة مجهولة فوق نيويورك هذا الأسبوع، التحقيق جارٍ. ولا يوجد حتى الآن دليل على أن هذه المسيرات تشكل تهديدًا للسلامة العامة أو الأمن القومي”.

وأشارت أن مكتبها يتعاون بشكل وثيق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووزارة الأمن الداخلي لضمان سلامة سكان الولاية.

ضغط سياسي لفتح تحقيق شامل

أثارت الحوادث اهتمامًا سياسيًا على أعلى المستويات. حيث وجه أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ، تشاك شومر، زعيم الأغلبية، وكيرستن غيليبراند من نيويورك، وكوري بوكر وأندرو كيم من نيوجيرسي، رسالة رسمية إلى FBI ووزارة الأمن الداخلي وإدارة الطيران الفيدرالية.

طالبوا خلالها بإحاطة شاملة حول الظاهرة، وقالت الرسالة: “منذ أواخر نوفمبر، أبلغ سكان في منطقة نيويورك وشمال نيوجيرسي عن عدة حوادث لظهور طائرات مسيرة في الليل. مما أثار قلق السلطات المحلية وسكان المناطق المتضررة”.

حادثة مشابهة في بريطانيا

تزامنت هذه الأحداث مع تقارير مشابهة من بريطانيا. حيث أكد سلاح الجو الأمريكي رصد طائرات مسيرة مجهولة فوق ثلاث قواعد جوية تابعة له في المملكة المتحدة بين 20 و22 نوفمبر.

وفقًا لوكالة “بي إيه ميديا” البريطانية، فإن الحوادث وقعت فوق قواعد “لاكينهيث” و”ميلدنهول” و”فيلتويل” التي تشغلها القوات الجوية الأمريكية بالتعاون مع سلاح الجو الملكي البريطاني.

صرّح متحدث باسم القوات الجوية الأمريكية في أوروبا بأن الطائرات المسيرة تفاوتت في العدد والحجم والشكل، مؤكدًا أنه “تمت مراقبتها بشكل نشط. ولم تؤثر أي من هذه التوغلات على البنية التحتية الحيوية أو الأفراد في القواعد”.

ومع ذلك، أشار المتحدث أن القوات الجوية تحتفظ “بحق حماية المنشآت”، دون الإفصاح عن آليات الدفاع المستخدمة.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية: “نأخذ التهديدات الجوية على محمل الجد ونحتفظ بإجراءات صارمة لمواجهة مثل هذه الأحداث. بما في ذلك تقنيات مكافحة الطائرات بدون طيار”.

تساؤلات وفرضيات

تطرح هذه الحوادث تساؤلات عديدة حول هوية مشغلي الطائرات المسيرة وأهدافهم. في حين لم تقدم السلطات حتى الآن أي دلائل تشير أن الطائرات تشكل تهديدًا مباشرًا. فإن الطبيعة المتكررة للحوادث، سواء في نيويورك أو بريطانيا، تثير مخاوف بشأن احتمال استخدام المسيرات لأغراض تجسسية أو عسكرية، وفقًا لـ”نيويورك تايمز”.

تتكامل الجهود في الولايات المتحدة، حيث يعمل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي وإدارة الطيران الفيدرالية على تحديد مسارات الطائرات ومنشأها باستخدام تقنيات متقدمة.

وفي بريطانيا يجري التعاون بين وزارة الدفاع وسلاح الجو الملكي لضمان أمن القواعد الجوية. وصرّحت السلطات البريطانية أنها لن تقدم تفاصيل إضافية حفاظًا على “الأمن التشغيلي”.

وعلى المستوى الدولي يتزايد القلق بشأن انتشار تقنيات الطائرات المسيرة واستخدامها لأغراض غير قانونية.

 وتحذر تقارير استخباراتية من احتمالية إساءة استخدام هذه التقنيات في العمليات التخريبية أو التجسسية.

تحديات أمنية جديدة

تعكس هذه الحوادث تحديًا جديدًا تواجهه الدول في عصر الطائرات المسيرة. حيث يصعب تتبع وإيقاف هذه الأجهزة الصغيرة والخفيفة التي يمكن تشغيلها عن بعد. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح من الممكن تصنيع طائرات مسيرة بقدرات متقدمة بأسعار منخفضة، ما يزيد من إمكانية وقوعها في الأيدي الخطأ.

مستقبل التحقيقات

مصادر أكدت لـ”نيويورك تايمز”، أن من المتوقع أن تصدر السلطات الأمريكية والبريطانية تقارير مفصلة في الفترة المقبلة لتحديد الجهة المسؤولة عن هذه الحوادث ووضع استراتيجيات فعّالة لمنع تكرارها.

في الأثناء، تظل الحوادث مصدر قلق مستمر، ليس فقط للسكان المحليين. ولكن أيضًا للخبراء الأمنيين الذين يحذرون من التهديدات المستقبلية المحتملة للطائرات المسيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى