إيران

سفير إيران في سوريا يعلن عن قرب استئناف عمل السفارة


كشف السفير الإيراني في سوريا حسين أكبري أن السفارة الإيرانية في دمشق ستعود للعمل قريبا وذلك بعد أن أغلقت أبوابها لأسباب أمنية إثر سقوط نظام الرئيس بشار الأسد محذرا من التدخلات الخارجية والتهديدات الاسرائيلية، فيما أكد قائد هيئة تحرير الشام احمد الشرع الملقب بابي محمد الجولاني ان الشعب السوري لا يكن العداء للمجتمع الإيراني وان انتصاره في الحرب هزم المشروع الإيراني في المنطقة.

وأشار الى أن السلطات الإيرانية فوجئت بالسقوط السريع للنظام السوري قائلا في حوار مع وكالة ايرنا الإيرانية “لم يتوقع أحد أن تحدث هذه التطورات بهذه السرعة وفي مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة. وليس المسؤولين في الحكومة السورية فقط لم يتوقعوا مثل هذا الامر، بل حتى أولئك الذين كانوا وراء كواليس هذه الأحداث وكانوا مسؤولين عن إدارتها، تفاجأوا أيضاً”.
وشدد على أن من شنوا العملية المفاجئة لم يتوقعوا نجاحها بتلك الكيفية وأنها جاءت للرد على قصف الطيران الحربي الروسي والسوري لمواقعهم في ادلب ليجدوا أنفسهم في دمشق”.

وتابع “قوات المعارضة شنت في البداية عمليات محدودة في ريف حلب الشمالي لكن مع تراجع الجيش السوري بشكل سريع شجعهم ذلك على التقدم حيث تمكنوا من السيطرة على حلب في فترة قصيرة بعد أن كانت عصية لسنوات”.
وقال السفير الايراني “لقد كان هذا الحدث غير متوقع إلى درجة أنه غيّر كل المعادلات وأثر بشكل جذري على الوضع”.
وتحدث عن الأخطار التي تحدق بسوريا من بينها الانقسام لكنه استبعد أن يكون مصيرها مثل مصير ليبيا قائلا “سوريا لن تصبح كما هو الحال في ليبيا لأن الظروف الجغرافية والاختلافات الإقليمية لليبيا تختلف عن سوريا”.

وشرح السفير الاختلافات على الساحتين قائلا “في ليبيا، بسبب وجود مناطق لديها اختلافات واضحة مثل الشرق والجنوب والشمال، فان غالبية المشاكل تعود الى هذه الاختلافات الإقليمية، لكن في سوريا لا توجد مثل هذه الاختلافات الواسعة على هذا النحو” لكنه استطرد قائلا “رغم أنه ستكون هناك مشاكل مماثلة في سوريا، لأن كل فئة أو منطقة تبحث عن حقوقها في الحكومة المقبلة، فمثلاً منطقة السويداء تبحث عن حقوقها، والأكراد أيضاً يريدون حقوقهم ونصيبهم في الحكومة”.
وقال ان أكبر تحدي هو النفوذ الخارجي والتهديدات الإسرائيلية قائلا “أن إحدى المشاكل التي يمكن أن تجعل سوريا أقرب إلى ظروف مشابهة لليبيا هي العلاقات الخارجية لكل مجموعة، بمعنى أن كل مجموعة من هذه المجموعات تحظى بدعم جهات خارجية”.
واتهم إسرائيل بمنع تشكيل حكومة سورية قوية كي لا تكون تهديدا لها بينما ستدعم الولايات المتحدة هذا المخطط.

ايران تتخوف من تنامي النفوذ الاسرائيلي في سوريا
ايران تتخوف من تنامي النفوذ الاسرائيلي في سوريا

وشدد على أن الوضع الأمني في البداية كان صعبا لكن يبدو أنه بات في التحسن مضيفا “اكدت انه لو عبر المسلحون من مدينة حمص، فانهم بالتأكيد لن يهاجموا السفارات حين الوصول إلى دمشق، لأنهم يعتزمون تشكيل حكومة، ولن يتعرضوا للأقليات، كما لن يستهدفوا الأضرحة والإيرانيين. لقد أعلنت هذا الموضوع رسميًا، بل وتنبأت بذلك في تصريح للميادين.”
وتابع ” قيام بعض المجموعات التي وصلت لدمشق من الجنوب بعمليات تخريب في سفارتنا كان متوقعا إضافة لبعض السرقات التي قامت بها بعض العصابات.

وقال “أنا شخصياً كنت حاضراً في السفارة مع العديد من زملائي حتى مساء السبت، اليوم التالي لسقوط دمشق. حتى أننا كانت لنا لقاءات وراقبنا الوضع عن كثب. اكتشفنا أنه تم التوصل إلى تسوية بين الطرفين وانتهى كل شيء. ولهذا أعلنت لزملائي تلك الليلة أنه لم يعد من المفيد البقاء في السفارة، لأن الجماعات المشبوهة قد تتدخل في هذه القضايا وتسعى للحصول على وثائق أو معدات أو امكانيات خاصة”.

وأضاف “الأشخاص الذين كانوا يتصرفون بغرض السرقة يمكن أن يسببوا مشاكل أيضًا، ولهذا السبب قررنا إجلاء جميع الأشخاص المرتبطين بالسفارة ونقلهم إلى بيروت. ولحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى ولم نتكبد أي خسائر. أعلن هؤلاء (المعارضة المسلحة) أنه ليست لديهم مشكلة معنا. وفي اليوم التالي، عندما وصلوا إلى دمشق، قاموا بتوفير الأمن لسفارتنا وأقاموا حواجز ووضعوا حراسًا ولا يسمحون لأي شخص حتى بالتقاط صور للسفارة”.

وعبر عن استعداد إيران لإعادة استئناف عمل السفارة قائلا “هدفنا هو استئناف أنشطة القنصلية في أسرع وقت ممكن. كما أعلن هؤلاء عن استعدادهم وقالوا إنهم سيقدمون الضمانات اللازمة لأمن السفارة والأنشطة الأخرى. كما قمنا بنقل الافراد (اعضاء السفارة) إلى بيروت لمدة يومين أو ثلاثة أيام لضمان الأمن ومنع أي ضرر محتمل”.
ويأتي تصريح السفير الإيراني والذي وصف بأنه موقف إيجابي بعد تأكيد الشرع على ان سوريا لن تعادي المجتمع الإيراني رغم اسقاط مشرع ولاية الفقيه في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى