شبح داعش في سماء سوريا.. “السواد العابر” يهدد أوروبا
لا شيء يرعب أوروبا والغرب عموما أكثر من عودة داعش من ثقب التحول السياسي في سوريا، هناك حيث تتفاقم المخاوف من كابوس قضّ مضجع البشرية.
واليوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فريق الدبلوماسيين الفرنسيين الذي زار دمشق طلب من السلطات الانتقالية الجديدة “مواصلة محاربة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى”.
وأضافت الوزارة أن فرنسا ذكرت أنها “ستحرص على ضمان مصالح الأمن الجماعي والتي تمر عبر مواصلة محاربة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، ومنع نشر الأسلحة الكيميائية التي امتلكها النظام السوري”.
كما أكد دبلوماسيون فرنسيون أن “فرنسا ستحدد التزاماتها في سوريا في ضوء هذه المعايير”.
ضبابية واتصالات
باليوم نفسه، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في أنقرة بعد لقاء بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تكتل القارة العجوز يجب أن يعزز من تواصله المباشر مع «هيئة تحرير الشام» التي قادت الهجوم الذي أطاح ببشار الأسد في وقت سابق من الشهر.
وأضافت في تصريحات إعلامية، أن “عدم القدرة على التنبؤ يتطلب أقصى درجات الحذر. احتمالية عودة مسلحي داعش وخاصة في شرق سوريا، قائمة. ولا يمكننا السماح بحدوث هذا. كما يتعين معالجة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا”.
وفي غضون ذلك، من المقرر أن يجتمع مسؤولون ألمان مع ممثلين عن السلطات الحاكمة الجديدة في سوريا بالعاصمة دمشق، اليوم الثلاثاء.
وتأتي التحركات الأوروبية في إطار توسيع الاتصالات الغربية مع الإدارة الجديدة بعد أن التقى دبلوماسيون بريطانيون قائدها أحمد الشرع في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين.
وبعد تسعة أيام من الإطاحة ببشار الأسد، قال محمد البشير رئيس الحكومة الانتقالية الذي عينته «هيئة تحرير الشام» إن الحكومة تعاني من احتياطيات منخفضة جدا من العملة الأجنبية، ودعا إلى رفع العقوبات عن سوريا.
وتفتح الدول الغربية تدريجيا قنوات للتواصل مع السلطات الجديدة في دمشق بقيادة هيئة تحرير الشام، على الرغم من أنها لا تزال تصنفها «إرهابية».
ومن بين أكثر الملفات التي تؤرق الغرب في ظل التحولات بسوريا، الاحتمالات الكبيرة التي تشي بأن يستثمر تنظيم داعش التطورات ليعيد ترتيب صفوفه وتكرار السيناريو البشع الذي شهدته البلاد والعراق قبل سنوات.