الشرق الأوسط

في القدس وبيت لحم: أوجاع غزة تحجب بهجة الكريسماس


بينما تعمُّ أنحاء العالم بهجة الاحتفال بيوم مولد سيدنا عيسى بن مريم العذراء، عليهما السلام، وتزهو الأسواق والشوارع في معظم دول العالم بأضواء “الكريسماس” .وأشجارها ويافطاتها، تتشح بالحزن مدينة القدس، وبيت لحم التي حباها الخالق ـ عزّ وجلّ ـ بشرف أن يُولد فيها المسيح.

وقد تجمع أمس المئات بكنيسة المهد في بيت لحم لإحياء عيد الميلاد. وسط أجواء قاتمة للعام الثاني على التوالي في ظل الحرب المستعرة بغزة.

كنيسة المهد في بيت لحم

وللسنة الثانية لم توضع أيّ زينة في المكان في غياب السياح والحجاج الذين كانوا يتوافدون إلى بيت لحم في أعياد الميلاد في الماضي.واقتصرت المراسم على الصلاة بمشاركة واسعة من البطريركيات المسيحية.

ويعكس ذلك أجواء الحزن السائدة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. والمجازر التي ترتكبها يومياً بحق الفلسطينيين.

هذا وتناقلت وكالات أنباء محلية وعربية كلمة بطريرك القدس للّاتين بيير باتيستا بيتسابالا. التي ألقاها لدى وصوله إلى ساحة المهد في مدينة بيت لحم أمس.

بطريرك القدس للّاتين: بيير باتيستا بيتسابالا

وقد وجّه البطريرك رسالة تضامن وأمل للمؤمنين من بيت لحم للعالم أجمع، مشيراً إلى أنّ عيد الميلاد هذا العام يأتي في أجواء حزينة، حيث أغلقت أبواب المدينة. ممّا جعل الأجواء مختلفة تماماً عن الأعوام السابقة.

 وأضاف: “هذه هي آخر مرة نحتفل بعيد ميلاد حزين.ولن نسمح للحرب أن توقف حياتنا”، داعياً الحجاج من مختلف أنحاء العالم إلى عدم الخوف والقدوم إلى بيت لحم.

وذكر أنّ “العام الماضي كان عاماً صعباً للغاية. لكنّه أكد أنّ الإيمان والرجاء يمنحان القوة للاستمرار وعدم الاستسلام”.

وأرسل البطريرك رسالة المحبة والسلام من أهل غزة، قائلاً: “أوصل تحيات وتهاني الميلاد من إخواننا في غزة. كنت هناك بالأمس، وشاهدت حياتهم اليومية. إنّهم شعب لا يستسلم، ونحن أيضاً يجب ألّا نستسلم.

وكان البطريرك قد زار غزة الأحد الماضي للاحتفال بعيد الميلاد المجيد في كنيسة العائلة المقدسة بالقطاع.

زيارة البطريرك بيير باتيستا بيتسابالا غزة الأحد الماضي للاحتفال بعيد الميلاد المجيد في كنيسة العائلة المقدسة بالقطاع

وعادةً تُضاء شجرة ميلاد كبيرة في ساحة المهد. لكنّ السلطات المحلية فضّلت الابتعاد عن المظاهر الاحتفالية الكبرى للعام الثاني على التوالي.

وفي القدس سترتدي الاحتفالات طابعاً دينياً، بخلاف الاحتفالات التي كانت تشهدها المدينة في الماضي.

وقد اختفت مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد بسبب جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. واكتفت أغلب الكنائس بالصلوات والطقوس والمراسم الدينية فقط.

وقرر عدد من الكنائس في القدس ولبنان وسوريا والأردن عدم تعليق الزينة وإلغاء فاعليات استقبال المهنئين بالأعياد. وتكثيف الصلاة والدعاء أملاً في وقف الحرب وإنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى