إسرائيل تعتزم إنشاء منطقة سيطرة في سوريا بعمق 60 كيلومترًا
عبر كبار المسؤولين في إسرائيل عن صدمتهم من رؤية الغرب يرحب بالزعيم السوري الفعلي أحمد الشرع المعروف سابقا باسم أبومحمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، بأذرع مفتوحة بالنظر إلى علاقاته السابقة بالإرهاب، وفق ما ذكر موقع واي نت العبري التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت.
-
الولايات المتحدة تدرس تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا
-
مخاوف مصرية من صعود الإسلاميين إلى السلطة في سوريا.. ما الدوافع وراء القلق؟
وبحسب المصدر ذاته لا تزال إسرائيل تنظر بعين الريبة للقيادة السورية الجديدة وتخطط لإبقاء قوات من الجيش الإسرائيلي في سوريا بما يشمل إقامة منطقة سيطرة تحسبا لأي طارئ.
وقال مسؤولون كبار أمس الخميس إن إسرائيل ستحتاج إلى الحفاظ على محيط تشغيلي يبلغ 15 كيلومترا (9.3 ميلا) داخل الأراضي السورية، حيث سيحافظ الجيش الإسرائيلي على وجود لضمان عدم تمكن حلفاء النظام الجديد من إطلاق الصواريخ باتجاه مرتفعات الجولان.
وأشاروا أيضا إلى ضرورة وجود “منطقة نفوذ” تمتد لمسافة 60 كيلومترا (37 ميلا) داخل سوريا، تحت سيطرة الاستخبارات الإسرائيلية لمراقبة ومنع تطور التهديدات المحتملة.
-
الانسحاب العسكري والفوضى: كيف تتجنب سوريا مصير أفغانستان؟
-
مبادرة كردية لتعزيز أمن حدود شمال سوريا بمشاركة قوات أميركية وفرنسية
وذكرت تقارير أن مسؤولين إسرائيليين أصيبوا بالذهول إزاء ما وصفوه بـ”العمى” الغربي تجاه نظام أحمد الشرع الزعيم الجديد للمتمردين الجهاديين.
وكان الشرع الذي كان مرتبطا في السابق بتنظيم القاعدة، قد نأى بنفسه عن التنظيم الإرهابي وزعم أنه خفف من موقفه. وقال مسؤول إسرائيلي “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا تتدافع نحو الجزار الشرع”.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي سافر فيه ممثلون غربيون كبار إلى دمشق على أمل أن تتحقق مزاعم الشرع بالاعتدال وخططه الرامية إلى إنشاء هيكل حكم يحترم حقوق الإنسان.
-
سوريا بين الركام: آفاق النهوض الاقتصادي في مواجهة التحديات
-
سوريا على جمر التحديات: ماذا يمكن أن تفعل أمريكا في الوضع الحالي؟
ولقد كانت هناك تكهنات بأن سوريا تحت قيادته قد تتحرك في نهاية المطاف نحو الديمقراطية رغم أن الشرع نفسه قال إن الانتخابات غير مرجحة في المستقبل المنظور.
وكانت الولايات المتحدة قد ألغت بالفعل مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار كانت قد وضعتها لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه قبل عقد من الزمان، كما خففت مؤخرا بعض العقوبات المفروضة على سوريا.
وزعم مسؤول إسرائيلي كبير أن الغرب اختار عمدا “أن يكون أعمى”، في التعامل مع “بعض أخطر الناس في العالم” ـ أعضاء سابقون في تنظيم القاعدة، مضيفا “إنه لأمر لا يصدق كيف وقع العالم في هذا الفخ مرة أخرى.. إن العالم العربي المحيط بنا يدرك التهديد ويحذر الغرب ولكنه يرفض الاستماع. وفي حين أن سقوط بشار الأسد وإضعاف محور إيران في سوريا يشكلان بلا شك تطورات إيجابية، فإن تهديدات جديدة تظهر”.
-
هل يضحي الإخوان بالجولاني لتحقيق طموحاتهم السياسية في سوريا؟
-
سوريا: موازنة بين التحركات الدبلوماسية والتحديات السياسية
وقال إنه على الرغم من أن المتمردين السوريين أرسلوا رسائل إلى إسرائيل زعموا فيها أنهم لا يسعون إلى الصراع، إلا أنه يبقى أمر محل شك، مضيفا “قد يستمر هذا الأمر لمدة عام أو عامين وربما حتى عشرة أعوام أو عشرين عاما”.
“واستدرك بالقول “لكن لا أحد يستطيع أن يضمن أنهم لن ينقلبوا ضدنا في نهاية المطاف وهؤلاء أشخاص شديدو الخطورة. والهدف الحالي للشرع هو رفع العقوبات المفروضة على سوريا لجلب الأموال الأجنبية، إلا أنه في الأمد البعيد، لابد أن تحافظ إسرائيل على منطقة سيطرة ومجال نفوذ في سوريا”.
ويأتي الحديث عن الخطط الإسرائيلية في سوريا وسط مخاوف من أن تكون القيادة الجديدة برئاسة الشرع تحاول فقط طمأنة الغرب لتثبيت أركان حكمها وأنها غيرت ثوبها لكنها لم تغير عقيدتها القائمة على التشدد.
-
فرنسا تواصل حربها ضد داعش في سوريا: ضربات دقيقة على أهداف محددة
-
إيران وسوريا بعد سقوط النظام السابق: شراكة متجددة أم بوادر خصومة؟
ويعتقد البعض في إسرائيل أن التغير الحاصل في سوريا لا يختلف كثيرا عما كان عليه الوضع بمعنى أن الحكم انقلب من نظام مدعوم من إيران وحزب الله .وأذرع من الميليشيات الشيعية إلى نظام سنّي متشدد يحظى بدعم جماعات سنّية مسلحة قاتلت إلى جانب هيئة تحرير الشام لإسقاط الأسد.
وقالت إسرائيل مرارا منذ سقوط الأسد إنها غير مطمئنة للنظام الجديد وأبقت على حذرها من تهديدات جدية لأمنها. بعد أن حيّدت إلى حد كبير المخاطر التي كان يشكلها حزب الله اللبناني حليف الأسد وباقي الأذرع الإيرانية.
-
سوريا تطالب إيران بتعويضات بمليارات الدولارات في ظل إدارة جديدة
-
الأكراد في سوريا.. بين الخيارات الصعبة والمستقبل المجهول
-
الجولاني يمنح تركيا أولوية في إعادة إعمار سوريا