روسيا تعيد ترتيب أوراقها في سوريا
وصل إلى دمشق اليوم الثلاثاء أول وفد رسمي روسي يزور سوريا منذ إطاحة بشار الأسد، بينما تسعى موسكو إلى إيجاد حلول لانحسار نفوذها في البلاد، وخاصة تراجع حضورها العسكري، فيما يلف الغموض مستقبل قاعدتيها العسكريتين.
وأفادت وكالة “ريا نوفوستي” بأن الوفد يضم نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف.
-
روسيا تتهم أميركا وبريطانيا بتجنيد عملاء لضرب قواعدها في سوريا
-
فرنسا وألمانيا تضعان شروطًا لدعم القيادة السورية الجديدة
وذكرت الوكالة أنها “أول زيارة يقوم بها مسؤولون روس لدمشق” منذ فرار الأسد بعد سيطرة فصائل معارضة بقيادة هيئة التحرير الشام على العاصمة.
وقال ميخائيل بوغدانوف في تصريح خاص لموفد “آر تي العربية” المرافق للوفد إلى دمشق إن الزيارة “تأتي في سياق تعزيز العلاقات التاريخية بين روسيا الاتحادية وسوريا وفق قاعدة المصالح المشتركة”، مشددا على أن “روسيا حريصة على وحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية وتحقيق الوفاق والسلم الاجتماعي في البلاد”.
وقبل إطاحة الفصائل الأسد، كانت روسيا أحد أبرز داعمي الرئيس السوري المخلوع دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا. وتسعى موسكو الآن لضمان مصير قاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدتها الجوية في حميميم في سوريا، وهما الموقعان العسكريان الوحيدان لها خارج نطاق الاتحاد السوفييتي السابق، في ظل السلطات السورية الجديدة.
-
دوريات مشتركة بين تركيا وروسيا في سوريا وسط تصعيد ميداني متزايد
-
وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا يلتقيان بالشرع في دمشق
وهيئة الشام التي يقودها أحمد الشرع محظورة في روسيا حيث تصنف منظمة “إرهابية”. وقال الشرع في ديسمبر/كانون الأول خلال مقابلة مع “العربية” إن “هناك مصالح استراتيجية عميقة بين روسيا وسوريا. السلاح السوري كله روسي وكثير من محطات الطاقة تدار بخبرات روسية”، متابعا “لا نريد أن تخرج روسيا من البلاد بالشكل الذي يهواه البعض”.
ودعمت موسكو سوريا منذ الأيام الأولى للحرب الباردة معترفة باستقلالها في عام 1944 حين سعت دمشق إلى التخلص من الاستعمار الفرنسي. ولطالما اعتبر الغرب سوريا تابعا للاتحاد السوفييتي.
ومع انهيار الاتحاد السوفييتي في العام 1991، أغلقت الكثير من المنشآت العسكرية الروسية أبوابها. إلا ان موسكو أبقت على قاعدتها البحرية في طرطوس مع تقليص حجمها وقدراتها.
وتغير الوضع في العام 2010 مع انتهاج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سياسة أكثر طموحا، فزادت موسكو إنفاقها العسكري لتحديث جيشها وبدأت ورشة أشغال لتمكين طرطوس من استقبال سفن كبيرة.
وتسارعت الأمور في 2015 عندما وفرت روسيا جيشها وجماعة “فاغنر” المسلحة لدعم استمرار حكم الأسد، فيما أشارت وسائل إعلام روسية في تقارير سابقة إلى أن 1700 جندي يتواجدون في القاعدة العسكرية بطرطوس.