استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية.. بين الاتهامات الدولية والدعم الخارجي
منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان في أبريل 2023 تعرض المدنيون لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. تشمل هذه الانتهاكات القتل العشوائي، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والتشريد القسري، والاعتداءات الجنسية، ونهب الممتلكات.
القتل العشوائي والقصف الجوي
أفادت تقارير بأن القوات المسلحة السودانية نفذت غارات جوية وقصفًا مدفعيًا على مناطق مأهولة بالسكان، مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين. في ديسمبر 2024، استهدفت غارة جوية سوقًا في كبكابية بولاية شمال دارفور، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين. وصفت منظمة العفو الدولية هذا الهجوم بأنه جريمة حرب.
-
انتهاكات الجيش السوداني تثير الغضب.. حرق أطفال وإعدامات في الشوارع
-
نقل الأسلحة الخارجية إلى الجيش السوداني.. أزمة مستمرة
الاعتقالات التعسفية والتعذيب
وثق تقرير لمحامي الطوارئ تصاعدًا مروعًا في عمليات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري في سجون الجيش السوداني. يتعرض المحتجزون لأشكال متعددة من التعذيب، بما في ذلك التجويع والضرب، مما أدى في بعض الحالات إلى الوفاة. أحصى التقرير 44 مركز اعتقال لقوات للجيش، حيث يُحتجز المئات في ظروف غير إنسانية.
التشريد القسري
أدى النزاع إلى نزوح ما يقرب من 11 مليون شخص داخل السودان، مع هروب العديد منهم من منازلهم بسبب العنف المستمر. تواجه هذه المجتمعات النازحة ظروفًا إنسانية قاسية، بما في ذلك نقص الغذاء والمأوى والرعاية الطبية.
الاعتداءات الجنسية
أفادت تقارير بوقوع اعتداءات جنسية واسعة النطاق ضد النساء والفتيات في مناطق النزاع. تُتهم قوات الجيش والجماعات المسلحة المتحالفة معه بارتكاب هذه الجرائم كجزء من حملة الترهيب ضد المواطنين.
نهب الممتلكات وتدمير البنية التحتية
تعرضت الممتلكات العامة والخاصة للنهب والتدمير، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق. أدى ذلك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يُقدر أن 60-70% من المرافق الطبية قد دُمرت، مما يعيق الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية.
-
تفاصيل وصول وفد إيراني عسكري لتدريب الجيش السوداني
-
الجيش السوداني يشن غارات جوية مكثفة على على بلدة “كتم”
حتى يناير 2025، تشير التقديرات إلى مقتل حوالي 150,000 شخص نتيجة للنزاع، مع نزوح 11 مليون شخص داخل البلاد. بالإضافة إلى ذلك، يواجه حوالي 26 مليون شخص مستويات أزمة من الجوع، مع إعلان المجاعة في ولاية شمال دارفور، حيث يتأثر بها حوالي 500,000 شخص.
تستمر الانتهاكات ضد المدنيين في السودان في ظل النزاع المستمر. تتطلب هذه الأزمة استجابة دولية عاجلة لحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة، بالإضافة إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم لضمان تحقيق العدالة والسلام المستدام في البلاد.
-
من تدمير البنية التحتية إلى تهريب الأسلحة: قراءة في تزييف الجيش السوداني للحقائق
-
بيان الجيش السوداني حول تدمير كبري شمبات: محاولة يائسة لتلميع صورة متآكلة
في المقابل أفادت تقارير إعلامية بأن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في مناسبتين على الأقل ضد المواطنين في مناطق نائية من البلاد. أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء هذه التقارير، وفرضت عقوبات على قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، متهمةً قواته بتنفيذ هجمات على مدنيين.
بالإضافة إلى ذلك، أشار تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن الجيش السوداني استخدم الأسلحة الكيميائية ضد المواطنين، مع مخاوف من إمكانية استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة الخرطوم.
-
انتهاكات الجيش السوداني تثير الغضب.. حرق أطفال وإعدامات في الشوارع
-
مشاريع شندي ومتمة: كيف تستغل إيران البنية التحتية لدعم الجيش السوداني؟
فيما يتعلق بالدعم الخارجي، أفادت التقارير أن الجيش السوداني تلقى دعماً عسكرياً من إيران. بما في ذلك طائرات مسيرة مسلحة. وفقًا لمرصد النزاع السوداني. تم رصد سبع رحلات جوية بين إيران والسودان في الفترة من ديسمبر حتى يوليو، ويُعتقد أن أربعًا منها كانت رحلات عسكرية.
تُظهر هذه التطورات تعقيد النزاع في السودان، مع تورط قوى إقليمية. ودولية في تقديم الدعم والسلاح لقوات الجيش، مما يزيد من صعوبة تحقيق حل سلمي للأزمة.