المرزوقي على خطى الإخوان: دعوات يائسة في نهاية مرحلة

دعوة صريحة إلى «الانقلاب» أطلقها الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي حليف الإخوان، من خارج البلاد أثارت استياء سياسيا وشعبيا.
في خطاب متشنج على صفحته الرسمية، رآه محللون بمثابة «تحريض على انقلاب» يهدف إلى زعزعة الاستقرار وضرب المسار السياسي للبلاد، في إطار استراتيجية يائسة من جماعة الإخوان لاستعادة نفوذهم بعد سقوطهم المدوي.
واعتبروا أن المرزوقي يحاول توظيف أي اضطرابات شعبية لمآرب شخصية رغم افتقاره إلى أي شرعية شعبية. واصفين دعوته بـ”رقصة ديك مذبوح” في ظل دعم شعبي واسع للرئيس قيس سعيد، مؤكدين أن المرزوقي يمثّل “نقطة سوداء” في تاريخ تونس السياسي.
-
إرث الإخوان في تونس: كيف يؤثر النزاع السوري على أمن البلاد؟
-
استغلال جماعة الإخوان في تونس لإثارة الأزمات: قطع الماء والكهرباء كمثال
دعوة مكشوفة
المرزوقي الذي يعيش خارج البلاد منذ سنوات، نشر تدوينة دعا فيها أنصاره إلى «المقاومة المدنية».
واعتبر أن الهتافات المطالبة بإسقاط النظام «هي الصرخة التي انتظرها». داعيًا إلى محاكمة الرئيس قيس سعيد ومن وصفهم بـ«المنقلبين»، في إشارة مباشرة لإجراءات 25 يوليو/تموز 2021. التي أطاحت بحكم الإخوان في تونس.
وقال في منشوره: «اذكروا أن 100 ألف فقط أسقطوا نظام بن علي… هذه النسبة موجودة اليوم، فتحركوا»، في خطاب وصفه مراقبون. بأنه محاولة لركوب أي موجة غضب شعبي لتحويلها إلى حراك سياسي مضاد، يقوده المرزوقي من الظل.
-
تحركات الإخوان في تونس: مظاهرات وإعلام ضد الحكومة
-
مذكرة إيداع بالسجن ضد محمد الغنودي، أبرز قادة الإخوان في تونس
استهداف للدولة
في حديث خاص اعتبر المحلل السياسي عبد المجيد العدواني أن ما جاء على لسان المرزوقي يمثل تحريضًا صريحًا على التمرد ومحاولة انقلابية مكشوفة.
وأشار إلى أن المرزوقي، رغم انهيار شعبيته وتحالفه مع الإخوان. لا يزال يحاول إثارة الفوضى من الخارج.
العدواني عد أن «هذه الدعوات تندرج ضمن استراتيجية إخوانية يائسة لتحريك الشارع بعد الفشل السياسي الذريع. الذي مُنيت به الحركة وحلفاؤها خلال العقد الماضي».
وأضاف أن دعوة المرزوقي هي «رقصة ديك مذبوح» في وقت يحظى فيه الرئيس قيس سعيد بدعم شعبي واسع يتجاوز 70%.
-
الارتباك يسيطر على الإخوان في تونس: محلل يكشف الأسباب والدلالات
-
شبح الاغتيالات السياسية يهدد خصوم الإخوان في تونس
«نقطة سوداء» بتاريخ تونس
وشدد العدواني على أن المرزوقي لم يكن يومًا رئيسًا منتخبًا مباشرة من الشعب. بل جاء إلى الحكم في 2012 بموجب توافق سياسي داخل المجلس الوطني التأسيسي، وهو ما يفسر سقوطه المدوي في أول اختبار انتخابي مباشر سنة 2014، ثم خروجه من السباق مبكرًا في انتخابات 2019. ما يؤكد ضعف شعبيته وفقدانه للشرعية الشعبية.
وأضاف أن حديث المرزوقي عن الثورة والمقاومة لا يقنع الشارع التونسي. الذي يحمّله، إلى جانب الإخوان، مسؤولية ما آل إليه وضع البلاد من تدهور اقتصادي وسياسي خلال عشرية ما بعد الثورة.
-
ثلاث سنوات على الإطاحة بحكم الإخوان في تونس: التحديات والإنجازات
-
تعديلات قانونية جديدة لمحاسبة الإخوان في تونس
دعوة تحت طائلة القانون
دعوة المرزوقي التي وصفها مراقبون بـ«التحريضية». تأتي في وقت حساس تشهده البلاد، تزامنًا مع مرافعات المحامين في قضية «تسفير الإرهابيين»، وهي القضية التي تورطت فيها قيادات من حركة النهضة ودوائر قريبة من المرزوقي، في ملف يعكس حجم التداخل بين الخطاب السياسي الإخواني والتحركات المشبوهة التي تستهدف أمن الدولة.
وقد سبق أن أُدين المرزوقي غيابيًا سنة 2021 بالسجن أربع سنوات، وسُحب منه جواز سفره الدبلوماسي، بعد اتهامه بالتحريض على الدولة في منابر إعلامية خارجية. خصوصًا في فرنسا، عقب إجراءات الرئيس قيس سعيد الاستثنائية.