الخلاف مع الناتو يتصاعد.. والجيش الأمريكي يجدد تمسكه بالحلفاء

أجرت أمريكا وبريطانيا مناورة مشتركة، رغم تدهور العلاقات عبر الأطلسي، وما يتردد عن رغبة الرئيس دونالد ترامب في الانسحاب من حلف “الناتو“.
وقام جنود من مشاة البحرية الأمريكية بتشغيل بطارية فوكس لإطلاق صواريخ هيمارس جنبا إلى جنب مع جنود مدفعية الفرسان الملكية الذين كانوا يُحمّلون راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق.
وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات البريطانية. والأمريكية أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة المميزة الخاصة بهما في آنٍ واحد.
-
كيف تغير المقاتلات المسيرة موازين القوى في الجيش الأمريكي؟
-
المخدرات… فضيحة تهز الجيش الأمريكي.. التفاصيل
كما أن هذه هي المرة الأولى التي التي يقوم فيها أي من البلدين بعملية إطلاق من على جزيرة غوتلاند السويدية الاستراتيجية. التي تقع على بُعد أقل من 200 ميل من جيب كالينينغراد الروسي وأسطول موسكو في بحر البلطيق، وفقا لما ذكرته صحيفة “تلغراف” البريطانية.
وجاءت عملية الإطلاق الناجحة ضمن تدريبات عسكرية أمريكية أوروبية مشتركة تعقد على خلفية تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة. وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ عودة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.
-
من هي “الفئة المطرودة” من الجيش الأمريكي ولماذا؟
-
تحقيق في البنتاغون.. وزير الدفاع الأمريكي وسط عاصفة سيغنال
وفي ظل هذه الأجواء، سُئل الكابتن الأمريكي، جاستن ميلر، عن رأيه في مكالمة هاتفية أجراها قائده العام ترامب، هذا الأسبوع لمدة ساعتين مع فلاديمير بوتين، فهزّ كتفيه وقال “نتدرب مع الناتو“.
وأضاف ميلر “بغض النظر عما يحدث، نحن هنا، نتدرب مع الناتو“. متابعا “نحن في السويد حاليًا، والنرويج أمس، وسنذهب إلى فنلندا خلال أيام قليلة. وسنواصل حتى يُقال لنا غير ذلك”.
وتابع أن حلف الناتو “لا يزال قويًا بالنسبة لي.”
ودائما ما اتهم ترامب، أوروبا، باستغلال نفوذ الولايات المتحدة في الإنفاق الدفاعي.
-
ثلث الجيش الأمريكي من الروبوتات في هذا الموعد
-
الجيش الأمريكي يحذر: داعش في محاولات لإعادة تشكيل نفسه.. ما هي المستجدات؟
أزمة التصريحات
وفي مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير/شباط الماضي، تصدّر نائبه جيه دي فانس، عناوين الصحف، بقوله إن التهديد الأكبر الذي تواجهه القارة ليس من روسيا بل “من الداخل”. معتبرا أن أوروبا بحاجة إلى “تكثيف جهودها” وتوفير دفاعها بنفسها.
لاحقا، كشفت محادثة سرية مسربة عبر تطبيق “سيغنال” أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث وصف أوروبا بأنها “مستغلة بائسة”. كما حذّر من أن الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا لن يدوم “إلى الأبد”.
وأثارت هذه التصريحات تكهنات بأن أوروبا لم تعد قادرة على الاعتماد على الولايات المتحدة لحمايتها وأن حلف “الناتو” في مراحله الأخيرة. لكن يبدو أن الانقسامات السياسية لم تصل إلى الجيش الأمريكي، الذي يضم 84 ألف جندي منتشرين في أكثر من 40 قاعدة عسكرية في أنحاء القارة العجوز.
-
البنتاغون: سياسة الجيش الأمريكي في سوريا لم تتغير
-
خبراء: دعم الإدارة الأمريكية لنتنياهو يعكس ازدواجية المعايير في واشنطن
وقال المقدم زاك لوثاردت، مسؤول الشؤون العامة في مشاة البحرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا: “القادة السياسيون سيفعلون ما يحلو لهم. وأؤكد أننا لم نتغير إطلاقًا”، مضيفا: “نحن ملتزمون بالتحالف”.
وتعد تدريبات غوتلاند جزءًا من مرحلة “الاستجابة السريعة” ضمن سلسلة “المدافع” الأمريكية السنوية والمعروفة رسميًا باسم “التوظيف الديناميكي للقوات في أوروبا” لتعزيز الردع والاستعداد لحلف “الناتو“.
وخلال الأسابيع الستة المقبلة، سيتعاون حوالي 12,000 جندي أمريكي من بينهم 5,000 قادمون من الولايات المتحدة، مع 13,000 جندي أوروبي وحلفاء “الناتو” للتدريب على كل شيء. بدءًا من إطلاق النار الحي وعبور الأنهار وصولًا إلى استخدام المسيرات لإعادة إمداد مستشفى ميداني بالدم.