إيران

إيران تضبط خطوط التهريب: إعادة هيكلة لشبكات تسليح الميليشيات


ضاعفت إيران من تحركاتها لإعادة تسليح أذرعها في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا حزب الله اللبناني في سياق التصعيد الإقليمي المتزايد. رغم أنها تكبدت خسائر كبيرة في حربها الأخيرة مع إسرائيل بمقتل كبار القادة العسكريين وضرب الولايات المتحدة منشآتها النووية، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وكشفت الصحيفة أن طهران أرسلت شحنات صواريخ إلى حزب الله. وتعمل على تهريب أسلحة من العراق إلى سوريا، في إطار سعيها إلى تعزيز قدرات حلفائها العسكرية، رغم الضغوط الجوية والتعقيدات الأمنية.

وغيّرت إيران من أساليب التهريب التقليدية. حيث باتت تعتمد على سيارات مدنية صغيرة تمر عبر سوريا، بدلاً من الشاحنات الثقيلة، لتجنّب الرصد والاستهداف من قبل الطائرات المسيّرة أو الأقمار الصناعية.

إيران تعتمد على سيارات مدنية صغيرة تمر من العراق عبر سوريا. بدلاً من الشاحنات الثقيلة، لتجنّب الرصد والاستهداف من قبل الطائرات المسيّرة أو الأقمار الصناعية.

وقال مايكل كارداش، نائب رئيس قسم إبطال مفعول القنابل السابق في الشرطة الإسرائيلية “هناك اتجاه متزايد في الأشهر الأخيرة لمحاولات التهريب عبر سوريا أو انطلاقًا منها إلى حزب الله.
وأوضح أن سقوط نظام بشار الأسد المتحالف مع إيران، واستبداله بحكومة معادية، قد عطّل خط امدادات الأسلحة. مما اضطر المهربين إلى استخدام شحنات صغيرة بدلًا من إرسال حمولات شاحنات كما كان في السابق. وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية الجديدة أنها ضبطت صواريخ “كورنيت” روسية الصنع مضادة للدبابات كانت في طريقها إلى لبنان، داخل شاحنة تنقل الخيار.

وفي مايو/أيار، اعترض فرع الأمن العام شحنة صواريخ دفاع جوي إيرانية الصنع بالقرب من الحدود اللبنانية، حسب وسائل إعلام تابعة للحكومة السورية الجديدة.

ورغم الجهود المكثفة لمنع حزب الله من إعادة بناء ترسانته. فقد تمكنت الجماعة، على غرار الحوثيين، من تحقيق بعض النجاح. ووفقًا لمصدر مطلع على عمليات الجماعة، فإن حزب الله يُنتج طائرات بدون طيار وصواريخ متوسطة المدى، كما أعاد هيكلة شبكات التهريب الخاصة به إلى حد ما. وتمكن من تهريب بعض صواريخ “كورنيت” وغيرها من الأسلحة المتطورة”.

وصرح الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في آخر خطاب له .بأن الحزب بات “جاهزًا للمواجهة مع إسرائيل”، محذرًا من أن محاولات الحكومة اللبنانية لحل قضية نزع السلاح لن تؤثر عليهم.

وقد فسر البعض هذا الخطاب على أنه إعلان غير مباشر عن ترميم الترسانة العسكرية إلى حد يتيح خوض المواجهة من جديد. وربما يعيد رسم معادلات الردع بين تل أبيب وحزب الله بعد سقوطها في سبتمبر/أيلول الماضي.

وفي ما يتعلق بالحوثيين، تتحرك إيران بسرعة لتعويض مخزوناتهم من السلاح بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية التي طالت مواقعهم ومخازنهم في الأسابيع الماضية.

ونقلت الصحيفة عن المختص في شؤون “الميليشيات الحليفة لإيران” في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مايكل نايتس أن “إيران تعيد بناء وجودها في بلاد الشام بإرسال صواريخ إلى حزب الله وأسلحة من العراق إلى سوريا”.

وأعلنت القوات اليمنية الأربعاء أنها صادرت عددًا قياسيًا من الصواريخ الإيرانية المتجهة إلى الحوثيين. وأكدت القيادة المركزية الأميركية أن هذه العملية كانت أكبر عملية ضبط لأسلحة تقليدية إيرانية متطورة تنفذها قوة المقاومة الوطنية. حيث تم ضبط 750 طنًا من صواريخ كروز، وصواريخ مضادة للسفن والطائرات، ورؤوس حربية، ومكونات استهداف، ومحركات طائرات مسيرة.

وقد تم إخفاء هذه الشحنات على متن سفن صغيرة تُعرف باسم المراكب الشراعية. تحت غطاء شحنات مُعلنة من مكيفات الهواء وتضمنت الشحنات صواريخ “قادر” الإيرانية المضادة للسفن، ومكونات لنظام “صقر” للدفاع الجوي، الذي استخدمه الحوثيون لإسقاط طائرات أميركية مسيرة.

وعلى عكس عمليات المصادرة السابقة التي كانت تسفر غالبًا عن أسلحة صغيرة أو قطع غيار. فإن هذه الشحنة تضمنت صواريخ مُجمّعة بالكامل.

وأثناء مرور الشحنات المضبوطة عبر جيبوتي، الواقعة في شرق إفريقيا، على مصب البحر الأحمر من اليمن، عثرت “قوة المقاومة الوطنية” على وثائق متعددة باللغة الفارسية تُشير إلى أن مصدرها إيراني.

وتضمنت الوثائق دليلاً للكاميرات المستخدمة لتوجيه الصواريخ المضادة للطائرات. وشهادة جودة مُلحقة بزعانف صاروخية من صنع شركة إيرانية.

وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن الهجمات التي شنّها الحوثيون مؤخراً على سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر تعكس أن محاولات إيران لإعادة بناء ترسانة حلفائها من الأسلحة بدأت تؤتي ثمارها.

وقال محمد الباشا، مؤسس “تقرير الباشا، وهي شركة أميركية استشارية مختصة بأمن المنطقة. “توقيت وحجم هذه الشحنة يُظهران بوضوح أن إيران تتحرك بسرعة لإعادة تزويد الحوثيين بالمخزونات التي استُنزفت بفعل الضربات الجوية الأميركية”.

وأضاف أن ذلك يُشير إلى أن طهران تسعى إلى “الإبقاء على وتيرة عملياتها العالية .التي تستهدف إسرائيل وحركة الملاحة التجارية البحرية”.

يأتي هذا بعد أسابيع فقط من وقف إطلاق النار الذي أوقف الحملة الجوية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا ضد إيران.

بالمقابل، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي الخميس. أن تكون طهران قد أرسلت أي أسلحة إلى اليمن، واصفًا هذه الادعاءات بأنها “لا أساس لها من الصحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى