«شبكة العنكبوت».. الوصفة الأوكرانية المستوحاة من عالم المافيا

أسرار كثيرة ما زالت تحيط بعملية “شبكة العنكبوت” التي نفذتها أوكرانيا في عمق الأراضي الروسية خلال يونيو/حزيران الماضي، وشكّلت ضربة قوية لموسكو.
وكشف فاسيل ماليوك، رئيس جهاز الأمن الأوكراني، عن كيفية استفادة العملية من الأساليب المعروفة لدى عصابات المخدرات الدولية.
وفي مقابلة مع قناة “ماي أوكرانيا”، أوضح ماليوك أن العملية اعتمدت على استغلال من وصفهم بـ”المسؤولين الفاسدين” في الجمارك الروسية. مشيرًا إلى أن فريقه أنشأ لاحقًا شركة وهمية داخل روسيا لنقل المسيّرات.
-
تصعيد روسي واسع على جبهتين في أوكرانيا قبيل قمة ترامب
-
أوكرانيا تعد بزيادة رواتب الجنود.. وزيلينسكي يطلب تمويل أوروبا
ماليوك، الذي يُنسب إليه الفضل كمهندس عملية “شبكة العنكبوت”. أكد أنه استند إلى خبرته في مكافحة الجريمة الدولية لتنفيذ هذه الضربة المعقدة، وذلك وفقًا لما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.
وأوضح أن العملية شملت تهريب مئات المسيّرات إلى عمق الأراضي الروسية. حيث وُضعت داخل كبائن خشبية شبيهة بالمنازل الصغيرة، ثم نُقلت على متن شاحنات إلى أربع قواعد جوية روسية. قبل أن تُطلق لتدمير قاذفات استراتيجية وطائرات إنذار مبكر وتحكم.
وخلال المقابلة، قال ماليوك “بالحديث عن اللوجستيات. استندنا إلى خبرتنا في مكافحة الجريمة العابرة للحدود. ودرسنا بالتفصيل كيفية قيام عصابات المخدرات بنقل المواد المحظورة حول العالم سرًا، دون أن تكشفها سلطات الجمارك وحرس الحدود”.
-
ترامب لبوتين: مفاتيح إنهاء حرب أوكرانيا بين يديك
-
في مواجهة تكتيكات أوكرانيا الجديدة.. روسيا تبني جدارًا من التحصينات
وأشار إلى هجوم سابق في أكتوبر/تشرين الأول 2022. حين فجّرت أوكرانيا شاحنة محمّلة بالمتفجرات على جسر في شبه جزيرة القرم. مضيفًا “إذا قرأت ما بين السطور، ستلاحظ أوجه الشبه بين الضربتين”.
وأوضح أن أوكرانيا لم تعتمد على مهربين، بل على مسؤولين في الجمارك الروسية، وهو ما ساعد في تمرير الشحنات.
وكشف ماليوك أن عملاء أوكرانيين في روسيا أنشأوا شركة لوجستية اشترت خمس شاحنات واستأجرت مخازن، أحدها في نفس مجمع المباني .الذي يضم مقر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في تشيليابنسك.
-
شركات التسليح الغربية تزدهر بدروس حرب أوكرانيا
-
الصواريخ والمسيرات.. كوريا الشمالية تُعيد رسم استراتيجيتها بعد حرب أوكرانيا
وأضاف أن الشركة وظّفت سائقين روس وأرسلتهم في مهام تسليم اعتيادية عدة مرات قبل العملية، لتجنّب إثارة الشبهات. مؤكّدًا أن السائقين لم يكونوا على علم بمحتويات الكبائن، وعندما شكّ أحدهم بالأمر قيل له إنها “أنظمة مراقبة لصيد الحيوانات”.
وأشار إلى أن العملية كانت مقررة في مايو/أيار الماضي. لكنها تأجّلت بسبب تأخر السائقين نتيجة الإفراط في الشرب خلال عطلة عيد الفصح.
وذكر أن كل كابينة كانت مجهّزة بألواح شمسية وبطاريات للحفاظ على شحن الطائرات في الطقس البارد، وأن الإطلاق تم في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 104 فهرنهايت.
وأوضح ماليوك أن العقوبات المفروضة على روسيا أضافت صعوبات في إدخال هذه الكبائن إلى أراضيها.
-
من الاستنزاف إلى الاستهداف.. أوكرانيا تطوّر استراتيجيتها في عملية إنترفاكس
-
بين الصواريخ والإنذارات.. روسيا وأوكرانيا تغرقان في دوامة القلق
ورفض الإفصاح عن مزيد من التفاصيل حول عملية التهريب. لكنه قال إن العملية واجهت “سبع دوائر من الجحيم” قبل تنفيذها، وإن أوكرانيا صممت خصيصًا طائرات هجومية قادرة على حمل 1.6 كغم من المتفجرات لهذه المهمة.
وبحسب مسؤولين أوكرانيين، فقد استهدفت العملية نحو ثلث القدرة القتالية للقاذفات الاستراتيجية الروسية، وألحقت أضرارًا تُقدّر بـ7 مليارات دولار.
ومنذ ذلك الحين، تُظهر صور الأقمار الصناعية أن روسيا بدأت في بناء ملاجئ محصّنة لقاذفاتها. فيما كثفت أوكرانيا هجماتها بطائرات مسيّرة بعيدة المدى.