تصعيد خطير.. عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على الحوثيين

قتل ما لا يقل عن 35 شخصا وأصيب أكثر من 100 آخرين في غارة إسرائيلية على العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الأربعاء، في هجوم استهدف معسكرات ومقارا لوزارة الدفاع التابعة للحوثيين، في رسالة ردع قوية تنذر بتصعيد الصراع.
ويُعتبر استهداف مبنى وزاري رفيع المستوى في العاصمة صنعاء مؤشرًا على أن إسرائيل لم تعد تكتفي بضرب مواقع عسكرية، بل وسّعت ضرباتها لتشمل أهدافًا رمزية وقيادية في محاولة لإثبات قدرتها على الوصول إلى عمق نفوذ الحوثيين.
وأفاد إعلام الحوثيين بسقوط قتلى وجرحى وأوردت قناة المسيرة التابعة للمتمردين في خبر عاجل على حسابها على منصة “إكس” بوقوع “شهداء وجرحى وتضرر عدد من المنازل إثر العدوان الإسرائيلي على مقر التوجيه المعنوي في حي التحرير وسط العاصمة”.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “أغارت طائرات مقاتلة تابعة للجيش قبل قليل على أهداف عسكرية للنظام الحوثي الإرهابي في منطقتي صنعاء والجوف ومن بينها معسكرات رُصد داخلها عناصر عسكرية للنظام الحوثي إلى جانب مقر مديرية الإعلام العسكري للحوثيين وموقع تخزين وقود”. وهذه الضربات هي الأحدث في سلسلة من الهجمات والهجمات المضادة بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن، والمستمرة منذ أكثر من عام، في إطار تداعيات الحرب في غزة.
وقالت وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثيين إن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 35 شخصا وإصابة 131 آخرين، مشيرة إلى أن فرق الدفاع المدني تواصل البحث عن مفقودين.
وكانت “المسيرة” أعلنت في وقت سابق وقوع “عدوان إسرائيلي على العاصمة صنعاء”. واستهدفت الغارات القيادة العامة لقوات الحوثيين في شارع القيادة، بحسب ما أفاد صحافيان في وكالة فرانس برس.
كما طال القصف المصرف المركزي ومباني حكومية في محافظة الجوف في شمال اليمن، بحسب المصدر نفسه. وهذه الغارات هي الأولى منذ ضربات مماثلة قُتل فيها رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي و11 مسؤولا رفيعي المستوى في العاصمة اليمنية في 28 أغسطس/آب.
ويرى بعض المحللين أن الضربات الإسرائيلية في اليمن، بما فيها هذه الغارة، تحمل طابعًا رمزيًا أكثر من كونها غارات قادرة على إضعاف قدرات الحوثيين بشكل كبير. ويٌعتقد أن استهداف إسرائيل لأهداف معروفة ومكشوفة، مثل الوزارات ومحطات الكهرباء، قد يشير إلى محدودية معلوماتها الاستخباراتية عن القيادات العسكرية الحوثية.
ومن المرجح أن يؤدي هذا التصعيد إلى المزيد من التوترات، وقد يدفع الحوثيين إلى تكثيف هجماتهم على إسرائيل والملاحة في البحر الأحمر، مما يزيد من احتمالية توسع الصراع وتعقيد أي جهود مستقبلية للتهدئة أو التسوية السياسية في اليمن.
وتحاول إسرائيل من خلال هذه الغارات إرسال رسالة قوية إلى الحوثيين وداعمتهم إيران بأنها لن تتسامح مع الهجمات التي تستهدف أراضيها ومصالحها، وأنها قادرة على الرد في أي وقت وفي أي مكان.
وهاجم المتمردون المتحالفون مع إيران سفنا في البحر الأحمر، فيما وصفوه بأعمال تضامن مع الفلسطينيين في غزة. كما أطلقوا صواريخ باتجاه إسرائيل، تم اعتراض معظمها.
وردت الدولة العبرية بشن غارات على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة الحيوي، في إطار مساعيها لقطع الشرايين المالية للجماعة.