رسالة وحدة ودعم.. رئيس الإمارات يزور قطر

أكد رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من الدوحة التي زارها الثلاثاء في زيارة استمرت ساعات، تضامن بلاده الكامل مع قطر بعد العدوان العسكري الإسرائيلي الذي استهدف قادة لحركة “حماس” بالعاصمة القطرية، فيما تبعث هذه الزيارة برسالة تؤكد وقوف أبوظبي مع الدوحة ودعمها لكافة الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سيادتها وأمنها.
وتعكس هذه الزيارة حرص الإمارات على إظهار التزامها الصادق بمساندة الدول الخليجية خلال الأزمات، فضلا عن مساعيها لتجنيب المنطقة التوترات في إطار دبلوماسية وازنة تهدف إلى تصفير المشاكل والتهدئة.
كما تقيم الدليل على أن دول مجلس التعاون الخليجي تقف صفاً واحداً في مواجهة أي تهديدات خارجية وأنها قادرة على التنسيق والتعاون من أجل حماية أمنها واستقرارها.
وأكد الشيخ محمد خلال لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “دعم الإمارات جميع الإجراءات التي تتخذها الدوحة للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها”، وفق وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وبحسب المصدر نفسه، بحث الزعيمان “العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وسبل تعزيزها إضافة إلى الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي القطرية”.
وشدد رئيس الإمارات على أن “الاعتداء يشكل انتهاكا لسيادة قطر وجميع القوانين والأعراف الدولية ويقوض أمن المنطقة واستقرارها وفرص السلام فيها”، مشيدا بجهود الشيخ تميم من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.
وعقب اللقاء، غادر الرئيس الإماراتي قطر، في ختام الزيارة التي استمرت لساعات وتركزت على بحث سبل مواجهة التصعيد الإسرائيلي وتداعياته على أمن المنطقة، وتنسيق المواقف الخليجية والعربية والدولية لمواجهة هذا العدوان، مما يعكس أهمية الدور الذي تلعبه كل من الإمارات وقطر في استقرار المنطقة.
وشهدت العلاقات بين الإمارات وقطر مراحل مختلفة، من التعاون الوثيق إلى فترات من التوتر، لا سيما خلال الأزمة الخليجية عام 2017، قبل المصالحة إثر التوقيع على بيان العلا في السعودية في أوائل العام 2021.
ويشهد التعاون الاقتصادي بين البلدين نمواً ملحوظاً، حيث تعتبر الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لقطر كما يرتبطان بمشاريع مشتركة في قطاع الطاقة، مثل مشروع دولفين، الذي يُعدّ أول مشروع لنقل الغاز المكرر عبر الحدود في بلدان مجلس التعاون الخليجي.
وحاولت إسرائيل قتل عدد من قادة حركة حماس بهجومها الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء، لتصعد بذلك عملها العسكري في الشرق الأوسط، في ما وصفته الولايات المتحدة بأنه “هجوم أحادي الجانب” لا يخدم المصالح الأميركية والإسرائيلية.
واكتسبت العملية حساسية خاصة لأن قطر تستضيف مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة المستعرة منذ نحو عامين.
وقالت حماس إن خمسة من أعضائها قُتلوا في الهجوم، من بينهم نجل رئيس الحركة في غزة وكبير مفاوضيها خليل الحية. وأكد عضو المكتب السياسي للحركة سهيل الهندي لقناة “الجزيرة” القطرية إن القيادة العليا للحركة نجت من الهجوم.
ووصفت قطر، التي أفادت بأن أحد أفراد قواتها الأمنية قُتل في الهجوم، العملية الإسرائيلية بأنها “غادرة”، متهمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بممارسة “إرهاب دولة”.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن الغارة الجوية تهدد بعرقلة محادثات السلام التي تتوسط فيها قطر، مع مصر والولايات المتحدة، بين حماس وإسرائيل.
وجاءت الغارة الجوية في أعقاب تحذير إسرائيل للفلسطينيين بمغادرة مدينة غزة، التي كانت تضم قبل الحرب نحو مليون نسمة، في الوقت الذي تحاول فيه تدمير ما تبقى من حركة حماس.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه “مستاء جدا” من الضربة الإسرائيلية. ولدى سؤاله عن تأثيرها على مفاوضات وقف إطلاق النار، قال سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل مايك هاكابي “الإجابة الصريحة هي أننا لا نعلم. حماس رفضت كل شيء حتى الآن. يرفضون باستمرار كل عرض يطرح على الطاولة”.
وكرر موقف الولايات المتحدة وإسرائيل بضرورة “رحيل” مسلحي حماس وألا يكون لهم أي مستقبل في إدارة قطاع غزة.
وفي الدوحة، فتحت أغلب المدارس والشركات أبوابها كالمعتاد اليوم الأربعاء. وفي حي لقطيفية حيث وقع الهجوم، طوقت السلطات محطة للوقود وأغلقت المدارس فيه، كما أغلقت مدرسة الشويفات الدولية القريبة أبوابها لكنها طبقت حصصا عبر الإنترنت.
وقال ترامب إنه يعتبر ضرب حماس هدفا بالغ الأهمية، لكنه يشعر بالأسف من وقوع الهجمات في قطر الحليف القوي لواشنطن والتي تستضيف شخصيات سياسية من حركة حماس منذ فترة طويلة، كما تحتضن أيضا قاعدة العديد الجوية وهي أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط.