الكونغو على صفيح ساخن.. هل يغير تنظيم داعش موازين القوى؟

شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية هجومًا دمويًا جديدًا أسفر عن مقتل نحو 71 شخصًا في جنازة بمنطقة نطويو بمحافظة شمال كيفو، فيما نُسبت العملية إلى “القوات الديمقراطية المتحالفة” المرتبطة بتنظيم داعش.
ويأتي هذا الهجوم في وقت حساس، حيث كانت الحكومة تسعى إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة “أم 23” المتمردة، ما يسلط الضوء على قدرة التنظيمات المسلحة على استغلال الفوضى لتعميق الأزمة.
ووفق تقرير فإن الهجوم يعكس استراتيجية داعش في ولاية وسط أفريقيا، التي تعتمد على شن هجمات محددة لاستعراض النفوذ وفرض واقع أمني مضطرب في المنطقة.
ويشير الخبراء إلى أن الجماعة تسعى إلى تشتيت جهود السلطات، خاصة مع احتمالات انهيار اتفاقيات وقف إطلاق النار، مؤكّدين أن الهجمات الأخيرة تهدف أيضًا إلى تعزيز حضور التنظيم في قلب وسط أفريقيا.
ومنذ عام 2019، كثّف تنظيم داعش وأنصاره من الهجمات في شرق الكونغو الديمقراطية، ما أدى إلى سقوط آلاف القتلى، وإرهاب المدنيين، وتعميم حالة انعدام الأمن في عدة مناطق.
ويرى المحلل السياسي محمد إدريس أن هذه الهجمات جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز وجود التنظيمات المسلحة في البلاد، مستغلين ضعف الرقابة الأمنية والصراعات القبلية والسياسية القائمة.
في مواجهة هذا التحدي، حاولت الحكومة الكونغولية بالتعاون مع دول الجوار مثل أوغندا تقييد قدرات التنظيمات المسلحة عبر عمليات عسكرية مركزة، لكنها لم تحقق نجاحًا ملموسًا على الأرض. ويضيف تقرير “إرم نيوز” أن استمرار الهجمات يظهر محدودية الإمكانيات اللوجستية والقواتية للجيش المحلي، مقارنة بالتحركات السريعة والمفاجئة للمسلحين.
ويطرح الهجوم الأخير تساؤلات حول قدرة السلطات على فرض الأمن واستعادة السيطرة على مناطق النزاع، ومدى فعالية الجهود المحلية والإقليمية في مواجهة تهديدات داعش والجماعات المتحالفة معه.
كما يزيد من المخاوف الإنسانية، حيث تهدد مثل هذه الهجمات حياة المدنيين، وتعيق وصول المساعدات وتفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في شمال كيفو وما حولها.