سياسة

نتنياهو: ضرباتنا ضد حماس ستطال قياداتها أينما وجدوا


 رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، الإقرار بفشل محاولة تل أبيب اغتيال قادة حركة “حماس” في قطر الأسبوع الماضي متوعدا بمزيد من الهجمات ضد قيادات الحركة الفلسطينية.
وتحدث نتنياهو في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بعد اجتماعهما في مكتب رئاسة الوزراء بالقدس الغربية.
وسئل عما إذا كان نادما على الهجوم في الدوحة، فأجاب “لم تفشل الضربة، لأنها حملت رسالة محورية واحدة، وقد درسناها قبل تنفيذها” مضيفا “ما زلنا نتلقى التقارير النهائية”، عن نتائج الهجوم على قطر.
وتابع “سأخبركم ما هو أثر الضربة: وجّهنا رسالة إلى الإرهابيين: يمكنكم الهرب، لكن لا يمكنكم الاختباء، وسنقبض عليكم”.
والثلاثاء، شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على قيادة “حماس” بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان، الذي قتل عنصرا من قوى الأمن الداخلي القطري.
فيما أعلنت “حماس” نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.
ولإسرائيل تاريخ طويل في اغتيال آلاف القادة الفلسطينيين، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو في دول عديدة بأنحاء العالم.
من جهته رفض وزير الخارجية الأميركي التعليق مباشرة على الهجوم الإسرائيلي على قطر، وقال: “نتطلع إلى ما سيحدث لاحقا”.
وأضاف روبيو “ننظر إلى ما يمكننا فعله مع قطر، وما هو دورها القادم في المحادثات. نشجعها على مواصلة دورها”.
وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر في مفاوضات غير مباشرة بين “حماس” وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
من جهته قال نتنياهو إن إسرائيل تتحمل “المسؤولية الكاملة” عن الهجوم في الدوحة، مبينا أن “قرار التحرك ضد قيادة حماس في قطر كان قرارا إسرائيليا مستقلا” مضيفا “هذا القرار اتخذته أنا وكبار قياداتنا الأمنية وتحملنا مسؤوليته كاملة”.
وأثار الهجوم على قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف اعتداءات التي تنتهك القانون الدولي. وقال نتنياهو ان “هناك نفاقا هائلا في انتقاد إسرائيل”.
وبخصوص العلاقات مع واشنطن، اعتبر أنه “ليس لأميركا حليف أفضل من إسرائيل، وإسرائيل ليس لها حليف أفضل من أميركا”.
وموجها كلامه إلى روبيو استطرد “وجودكم هنا في إسرائيل اليوم رسالة واضحة بأن أميركا تقف إلى جانب إسرائيل”. وتابع “تقف إلى جانبا في مواجهة الإرهاب وأكاذيب العصور الوسطى التي تُروّج ضدنا، وتصاعد معاداة السامية في العالم”.
أما روبيو فادعى أن بلاده “تتطلع لمستقبل أفضل لشعب غزة”، معتبرا أن ذلك “غير ممكن طالما أن حماس قائمة و48 رهينة محتجزون”.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. وأضاف “لم يعد بإمكان حماس الاستمرار كعنصر مسلح يهدد السلام والأمن”.
وتؤكد “حماس” أنها حركة مقاومة مشروعة تواجه إسرائيل، التي تصنفها الأمم المتحدة القوة القائمة باحتلال الأراضي الفلسطيني.
وتابع “شعب غزة يستحق مستقبلا أفضل، لكن لا يمكن أن يبدأ إلا بعد القضاء على حماس، وعودة الرهائن إلى ديارهم”، بحسب ادعائه رافضا أكثر من مقترح اتفاق قبلت به “حماس” لتبادل أسرى وإنهاء الحرب على غزة.

اسرائيل تصعد الهجوم على مدينة غزة
اسرائيل تصعد الهجوم على مدينة غزة

وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته في حال انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.
ومحليا يُحاكم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، ودوليا تطلب المحكمة الجنائية في لاهاي اعتقاله لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وتجنب روبيو التعليق عن خطط إسرائيل لعملية احتلال مدينة غزة التي بدأت في 3 سبتمبر/أيلول الجاري، تمهيدا لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
وبشأن ما إذا كانت إسرائيل ستضم الضفة الغربية المحتلة، قال نتنياهو “لسنا مضطرين للكشف عن الخطوات المستقبلية”.
ومن شأن ضم إسرائيل الضفة الغربية أن ينهي إمكانية تنفيذ مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، الذي تنص عليه قرارات صدرت من الأمم المتحدة.
واستدرك “ولكن إذا اتخذوا إجراءات أحادية الجانب، فسندعو إلى اتخاذ إجراءات أحادية”، في إشارة إلى سعي السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الحصول على اعترافات من الدول بدولة فلسطين.
وتعتبر إسرائيل الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية “إجراء أحاديا”.
وفي الأشهر الأخيرة، أعلنت دول غربية، بينها بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا وبلجيكا، اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري.
ومن أصل 193 دولة عضوا بالمنظمة الدولية، يعترف 149 بلدا على الأقل بالدولة الفلسطينية التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى