سياسة

أزمة تفوق عسكري.. البنتاغون يعترف بتراجع في مجال الأسلحة فرط الصوتية


في خضم تنافس جيوسياسي مع روسيا والصين، تفقد الولايات المتحدة مكانتها الريادية وتحديدا في مجال الأسلحة فرط صوتية.

فبحسب دراسة أجراها المجلس الأطلسي ونشرها موقع «أكسيوس» الأمريكي، فإن أمريكا تعاني لأول مرة في تباطؤ بتطوير ونشر الأسلحة الأسرع من الصوت، في مواجهة تصميم روسي وصيني على نشر ترساناتهما الخاصة؛ الأمر الذي يعزز “عدم تكافؤ ساحة المعركة” وهو ما يهدد في النهاية النفوذ الغربي.

هذا التحذير ليس مجرد إنذار مندفع بل نتاج أشهر من النقاش والبحث الذي أجرته فرقة العمل المعنية بالقدرات الفائقة للصوت، والتي ضمت قادة سابقين في الجيش الأمريكي والقوات الجوية ووزارة الدفاع (البنتاغون) والإدارة الوطنية للأمن النووي وغيرها.

ووفقا لـ”أكسيوس” فإن الأمر اللافت للنظر هو صدور هذه الوثيقة في الوقت الذي بدأت فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بناء القبة الذهبية، وهو درع صاروخي نصف كروي بقيمة 175 مليار دولار.

تحول جذري

وخلصت الدراسة إلى أن الأسلحة الفرط الصوتية التي تنطلق بسرعات تفوق 7 ماخ تعد “تحولاً جذرياً في الحرب الحديثة” لا يُمكن تجاهله.

وأشارت إلى أنه لا يكفي اعتراض الصواريخ فقط بعد إطلاقها نظرا لأنه بإمكانها إغراق أنظمة الدفاع الجوي الطرفية عالية الارتفاع وأنظمة باتريوت المضادة بوابل من القصف، كما أن تجديد هذه الأنظمة مُكلف.

وأكدت الدراسة أن الولايات المتحدة تحتاج إلى سلسلة من الصواريخ منخفضة التكلفة وذات القدرة العالية، بالإضافة إلى طائرات فرط صوتية قابلة لإعادة الاستخدام لجمع المعلومات الاستخبارية ومهام أخرى.

وأوضحت أنه ينبغي تبني التطوير والإنتاج المشترك مع الحلفاء، كما ينبغي على البنتاغون البحث عن خيارات لإيصال الأسلحة النووية بسرعة فرط صوتية.

وقالت الدراسة إنه “من غير المرجح أن تظل طائرة (إف-35 ايه) الحاملة للأسلحة النووية قادرة على الصمود بشكل كاف خلال ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين”.

وحذرت الدراسة من أن “الفجوة الحالية في القدرة على السرعة العالية والقدرات الفرط صوتية كبيرة وتتزايد بسرعة”.

وقدمت الدراسة تقييما لصاروخ كينغال الروسي المستخدم في أوكرانيا، إضافة إلى منظومتي الصواريخ الروسيتين “أفانغارد” و”تسيركون”. وفيما يتعلق بالصين أشارت الدراسة إلى الصواريخ الباليستية الفرط صوتية “دي إف-26″ و”دي إف-17”.

في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة أنظمة فرط صوتية في مراحل مختلفة من التطوير؛ تشمل:

  • الأسلحة الأمريكية الأسرع من الصوت بعيدة المدى
  • الضربة السريعة التقليدية
  • سلاح الاستجابة السريعة المُطلق جوًا
  • صواريخ كروز الهجومية الأسرع من الصوت.

وفي تصريحات لـ”أكسيوس”، أكد مدير فريق العمل على الدراسة ستيفن رودريغيز، أن التحسينات التدريجية التي تجريها الولايات المتحدة “غير كافية”، مضيفا: “علينا أن نتحرك بحزم الآن”.

وأضاف: “هذا يعني نشر الجيل الأول من أنظمة فرط الصوتية الأمريكية بشكل مكثف، مع إعادة التفكير بشكل جذري في كيفية بناء قاعدة صناعية قادرة على توفير قدرات بأسعار معقولة للجيل القادم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى